رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضرورة تأجيل انتخابات المحليات


مما لاشك فيه أن «المجالس الشعبية المحلية» على مستوياتها المختلفة فى «القرية والمدينة والمحافظة» تلعب دورًا كبيرًا فهى التى تهتم بمشكلات المواطنين اليومية.. ومنذ حل المجالس الشعبية بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، وهناك «حالة فراغ» تعيشها المحافظات المختلفة، فهذه المجالس كانت «همزة وصل» بين المواطنين والأجهزة التنفيذية ... ولكن هل نحن بحاجة إلى إجراء انتخابات للمحليات فى الوقت الحالى؟!

وفى اعتقادى أنه ليس من الضرورى تنظيم انتخابات للمحليات فى مصر الآن لعدة أسباب أبرزها أن البلاد تمر بحالة من السيولة و«تناحر الأفكار» لدرجة يستحيل معها إجراء انتخابات على مستوى الوحدات المحلية.



وعلينا أن نعترف بأن مدننا وقرانا تعانى من مشكلات حقيقية فى «البنية التحتية» بداية من سوء حالة الطرق، سواء الداخلية أو التى تربط بين المراكز والمحافظات المختلفة، وعدم توافر خدمة «الصرف الصحى» حيث تعانى نحو 80% من القرى المصرية من انعدام هذه الخدمة مما يسبب أضرارا صحية وبيئية عديدة، بالإضافة إلى استشراء الفساد فى المحليات بصورة كبيرة ... وأعتقد أن «زكريا عزمى» رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق وصاحب المقولة الشهيرة «الفساد فى المحليات للركب» لو عاد لقال إن «الفساد غطى كل الجسم من الرأس إلى القدمين».

وخلال الأيام الماضية ترددت أنباء عن أن الحكومة قررت تأجيل انتخابات المحليات إلى أجل غير مسمى، وخلال هذه الفترة سيشكل فى كل محافظة «مجلس استشارى» معين بديلاً للمحليات.. ولو صحت هذه الأنباء فهى خطوة جيدة على طريق إصلاح المحليات، وعلى وزير التنمية المحلية والحكومة إصدار بيان للرأى العام حول هذا الأمر وعدم تركه للتأويلات، وإذا كان تشكيل هذه المجالس مؤكدًا فيجب اختيار العناصر النشيطة فى مجتمعها المحلى، وفق أسس ومعايير موضوعية.

وبالطبع فإن تأسيس هذه «المجالس الاستشارية» لا يقلل من الجهد الذى قامت به المجالس التنفيذية التى كانت بديلا لـ«المجالس المحلية» منذ حلها بعد ثورة يناير، حيث نجحت هذه المجالس فى تنفيذ العديد من الأعمال الناجحة فى المحافظات المختلفة.