رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوجوه الناضرة


بعد قيام ثورة 25 يناير 2011 تفجرت قضية «التمويل الأجنبى» لمنظمات المجتمع المدنى والتى مازال صداها مستمرًا حتى الآن.. ومما لاشك فيه أن منظمات المجتمع المدنى عليها مسئولية مهمة خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن.


ولكن أعدادًا كبيرة من هذه المنظمات بدلًا من أن تقوم بدورها فى تنمية المجتمع لعبت دورًا سلبيًا على أرض الواقع، وحصلت على ملايين الدولارات من الخارج، ووضع القائمون على هذه الجمعيات الأموال فى جيوبهم ولم ينفقوا منها إلا قليلًا وتفرغوا لاستعراض مشكلات المجتمع بغرض «التشهير» و«التجريح» و«الشو» بدلًا من المشاركة الفعلية لمحاولة القضاء على هذه المشكلات.. وكان من نتيجة ذلك أن هذه «السمعة السيئة» طالت منظمات المجتمع المدنى التى تعمل بجد بهدف تحسين حياة المواطنين إلى الأفضل.

وخلال الأسبوع الماضى حضرت حفل تدشين جمعية «الوجوه الناضرة» بالمنوفية والتى ألقى كلمة فى افتتاحها الداعية الدكتور «مبروك عطية».. وهذه الجمعية من الجمعيات التى تسعى بجد لخدمة مجتمعها، وأعتقد أن هذه الجمعية سيكون لها شأن كبير خلال الفترة المقبلة، نظرًا لتعدد أهدافها حيث تسعى الجمعية لكفالة أكبر عدد ممكن من الأيتام ورعايتهم صحيًا وعلميًا، وكذلك مد يد العون للأرامل والمطلقات وذوى الاحتياجات الخاصة لمساعدتهم فى مواجهة متطلبات الحياة، وأيضًا يمتد نشاط الجمعية لرعاية طلاب العلم ومساعدتهم فى جميع مراحل التعليم.. وكذلك ترميم وتأهيل منازل غير القادرين وتوصيل المياه والكهرباء إليها وبما يسهم فى توفير حياة كريمة لهم، والمساعدة فى إنشاء المراكز الطبية وتوفير العلاج للفئات الأكثر احتياجًا وطباعة المصاحف والكتب الدينية والعلمية للمساهمة فى نشر الفكر والثقافة بين فئات المجتمع.

وبالطبع فهذه الأهداف السامية تحتاج إلى تضافر كل الجهود لتحقيقها على أرض الواقع وفى مقدمتها «مؤسسات الدولة»، حيث إن «الممارسات المقيتة» لمنظمات التمويل الأجنبى يجب ألا تنعكس على المنظمات التى تسعى لخدمة المجتمع بصورة حقيقية.