رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموسيقى والغناء.. حلال بسبعة أدلة وشرط واحد


مسألة سماع الموسيقى مسألة خلافية فقهية، ليست من أصول العقيدة، ولم يرد نص فى الشرع صحيح صريح فى تحريم الموسيقى، ولذلك لا ينبغى للمسلمين أن يفسق بعضهم بعضًا، ولا ينكر بعضهم على بعض بسبب تلك المسائل الخلافية، فإنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه.

ضرب بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم دفوف وغناء، فهمّ أبوبكر بالزجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏«دعهن يا أبابكر حتى تعلم اليهود أن ديننا فسيح».
■ قول الله تعالى «ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله» لا يُحمل على الغناء وإنما على أى لهو حديث .. سواء غيبة أو نميمة أو غيره، وتفسير ابن عباس للآية أن المقصود به الغناء إنما هو رأى لابن عباس وليس صريح القرآن.

يقول سلطان العلماء العز بن عبدالسلام.. الطريق فى صلاح القلوب يكون بأسباب عدة، فيكون بالقرآن، وهؤلاء أفضل أهل السماع، ويكون بالوعظ والتذكير، ويكون بالحداء والنشيد، ويكون بالغناء بالآلات، وهذا دليل أنه يراها من وسائل الهدوء والسلام النفسى.

يقول ابن حزم فى حديث النبى: «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى». فمن نوى استماع الغناء عونًا على معصية الله تعالى فهو فاسق، وكذلك كل شىء غير الغناء، ومن نوى به ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة الله عز وجل وينشط نفسه بذلك على البر فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق، ومن لم ينوِ طاعةً ولا معصية فهو معفو عنه، كخروج الإنسان إلى بستانه متنزهًا.

فى فتوى للإمام الأكبر المرحوم الشيخ محمود شلتوت فى تعلم الموسيقى وسماعها يقول: «إن الله خلق الإنسان بغريزة يميل بها إلى المستلذات والطيبات التى يجد لها أثرًا فى نفسه، به يهدأ وبه يرتاح، وبه ينشط، فتراه ينشرح بالمناظر الجميلة: كالخضرة المنسقة، والماء الصافى، وإن الشرائع لا تقضى على الغرائز بل تنظمها، والتوسط فى الإسلام أصل عظيم أشار إليه القرآن الكريم، منها قوله تعالى: «قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق»، فالشريعة لم تنزل لانتزاع الغريزة فى حب المناظر الطيبة ولا المسموعات المستلذة، وإنما جاءت بتهذيبها وتعديلها إلى ما لا ضرر فيه ولا شر».
لهــذا نرى جواز الغناء، سواء كان مصحوبا

بالموسيقى، أو لا، بشرط ألا يدعو إلى معصية أو تتنافى معانيه مع معــانى الشــرع الشــريف، غيــر أن اســتدامتــه والإكثــار منه يخرجه من حد الإباحة، إلى حد الكراهة، وربما إلى حد الحرمة. أما ما كان فيه كلام فحش أو فسق فهو حرام.

الملخص: الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، ومدخل الإسلام إلى كل الفنون هو أن الإسلام يدعو إلى العفاف والأمن واستقرار النفس وليس الإفساد. فكل فن وغناء فى هذا الإطار فهو حلال.