«أصلان جه يكحلها عماها».. «المؤمن» يسخر من كل الأديان
أثار البرنامج الأمريكى «Believer» أو«المؤمن»، الذى يذاع على شبكة «سى إن إن» الشهيرة، كل يوم أحد، فى العاشرة مساء، الكثير من الجدل، وبدلًا من أن يواجه ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، أسهم فى ترسيخها لدى الأمريكيين، وذلك بسخريته وهجومه على الأديان الأخرى.
«المؤمن» تم انتاجه فى الأساس لمواجهة «الإسلاموفوبيا»، التى انتشرت فى الولايات المتحدة وأوروبا وفى كل أنحاء العالم، وكان من المفترض أن يحاول مقدم البرنامج المثير للجدل أيضًا، رضا أصلان، أن يهدئ حالة الخوف من الدين الإسلامى، إلا أنه فعل عكس ذلك.
تناولت تقارير إعلامية غربية عديدة، البرنامج، بالنقد الشديد، ومن بينها صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية، وشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، موضحة أنه بدلًا من أن يروج «أصلان» لحالة من الفهم الصحيح للدين الإسلامى، يهاجم الأديان الأخرى، ويبث حالة من «الفوبيا» تجاههم.
وأوضحت الصحيفة الكندية، أن «أصلان» مؤلف ومقدم برامج دينية أمريكى الجنسية ولديه ثلاثة كتب عن الدين، هى «لا إله إلا الله.. الأصول والنشأة والمستقبل للإسلام» و«ما وراء الأصولية.. مواجهة التطرف الدينى فى عصر العولمة» و«حياة وعصر يسوع الناصرى». «أصلان» عضو فى «الأكاديمية الأمريكية للدين»، وجمعية «الأدب التوراتى»، و«الرابطة الدولية للدراسات القرآنية»، وهو أيضا أستاذ الكتابة الإبداعية فى جامعة كاليفورنيا.
وفيما يتعلق بالبرنامج، فإن «أصلان» طرحه فى 2015 على هيئة سلسلة وثائقية يحاول من خلالها التطرق لمختلف التقاليد الدينية، فى جميع أنحاء العالم، مع التركيز على الطوائف التى تعتبر هامشية فى الديانات الكبرى، وبدأت شبكة «سى إن إن» الأمريكية فى بثه، أول مارس الجارى.
وأدت الحلقات الأولى للبرنامج إلى حالة واسعة من الجدل، مع اتهامات بالإثارة ومعاداة «الهندوسية»، وذلك بعد أن تطرق «أصلان» إلى الهندوس، واصفًا إياهم بأنهم «آكلو لحوم البشر»، وأنهم «يأكلون أجزاءً من دماغ الإنسان».
وقوبلت تلك الحلقة بهجوم شديد، خاصة من لجنة العمل الهندية السياسية فى الولايات المتحدة، التى قالت فى بيان إن البرنامج «يشيع الكراهية ضد المواطنين من أصل هندى، ويُظهر الهندوسيين كمتوحشين، رغم أنها ثالث أكبر ديانة فى العالم».
وهاجمه أعضاء مجلس التدريس فى جامعة سان فرانسيسكو، وقالوا إن «البرنامج متهور وعنصرى ومعاد للمهاجرين فى الولايات المتحدة، فى الوقت الذى يثير فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المخاوف من الهجرة والمهاجرين بقراراته».
وأشارت الصحيفة، إلى أن البرنامج يعمم المفاهيم الخاطئة النمطية الشائعة حول الديانات السماوية وغير السماوية، مضيفة: «لماذا لا يغطى البرنامج الإسلام وهو الهدف المعلن عنه؟»، لافتة إلى أن هناك تخطيطًا لأن يغطى البرنامج فى حلقة مقبلة مهرجان «عاشوراء» فى باكستان. وتثير أفكار «أصلان» حالة من الجدل، فيقول إن «الإسلام ليس عقيدة دينية، بل سياسية»، ويضيف: «بالفعل يحق للأمريكان أن يشعرون بالقلق تجاه أيديولوجيتى، ولكن بطبيعة الحال، الإسلام هو دينى»، وهى تصريحات تعكس ازدواجيته الشديدة. ومن أقواله كذلك: «الفكرة المتداولة، حول أن جماعة الإخوان تريد فقط السيطرة السياسية وخاصة فى مصر غير دقيقة».
ومن ضمن آرائه المثيرة للجدل أيضًا، ما قاله عن الحجاب: «رغم أن الحجاب هو رمز لاضطهاد المرأة، إلا أنه تعبير عن أنوثة المسلمات».
ونوهت الصحيفة، إلى أن البرنامج يبث على شبكة «سى إن إن» التى تثير الجدل منذ فترة، خاصة فى بثها تقارير تتعاطف مع «الإخوان»، وتساءلت: «هل تعمل شبكة «سى إن إن» بهذا البرنامج على إزالة المخاوف من الإسلام كدين أم أنها تستهدف نتيجة عكسية؟».
واختتمت الصحيفة التقرير بالإشارة إلى إعلان شبكة «سى إن إن»، أن الحلقة المقبلة، ستتناول مغامرة روحية جديدة لـ«أصلان» داخل جماعة مسيحية، وهو ما قد يثير جدلًا أكبر فى الأيام المقبلة.