مرصد الإسلاموفوبيا يستنكر دعوة هولندي لحظر القرآن الكريم
استنكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء بشدة التصريحات الأخيرة المعادية للإسلام والمسلمين الصادرة من زعيم حزب "الحرية" اليميني الهولندي جيرت فيلدرز، المعروف بعدائه للإسلام، التي أكد فيها ضرورة منع القرآن في هولندا، كما تم منع كتاب "كفاحي" لهتلر حسب زعمه.
وكان فيلدرز واصل، حربه وتصريحاته المعادية للإسلام قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات البرلمانية في هولندا، وقال في تصريح جديد لشبكة "يورونيوز" الأوروبية: "يجب علينا منع القرآن هنا في هولندا كما منعنا كتاب "كفاحي" لهتلر.
وذكر المرصد أنَّ فيلدرز، جدَّد تعهده مرة أخرى بأنه في حال فوزه في انتخابات 15 مارس الجاري سيغلق جميع المساجد ويحظر القرآن في هولندا، مضيفًا: "إذا تمتعت بلادنا بسياسة حازمة بشأن الهجرة بالتالي سوف يختار المهاجرون الذهاب إلى البلدان الأقل حزمًا"، كما أوضحت الشبكة أن نحو مائتي شخص يمثلون ائتلافًا واسعًا ضد العنصرية في هولندا تجمعوا في "المسجد الكبير" وسط أمستردام، معربين عن قلقهم البالغ من تصاعد التمييز ضد المسلمين في البلد الأوروبي.
وأكد المرصد أن هذه التصريحات العدائية تعبر عن تطرف وعنصرية بغيضة تجاه الإسلام والمسلمين وتجاهل متعمد لحقيقة أن المواطنين الهولنديين المسلمين جزء لا يتجزأ من المجتمع الهولندي وأن لهم كافة الحقوق والواجبات التي يتمتع بها أقرانهم من المواطنين الهولنديين.
وأشار إلى أن هذه التصريحات المثيرة هدفها إثارة الرعب والفزع لدى أوساط المجتمع الهولندي من الإسلام والمسلمين، واختلاق عدو يهدد أمن المجتمع وسلامته، وذلك بهدف التأثير على إرادة الناخبين ودفعهم إلى التصويت للتيارات اليمينية المتشددة والمعادية للأجانب بشكل عام، وللمسلمين على وجه الخصوص.
كما دعا المرصد إلى ضرورة سن القوانين التي تجرِّم إثارة الكراهية والتمييز العنصري ضد فئة بعينها بناء على لونها أو جنسها أو دينها، وهو أمر مستقر في القوانين والمواثيق الدولية، وتفعيل تلك المواثيق لردع كل من يسعى إلى إثارة النعرات والصراعات الدينية لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية.
ولفت إلى أن إصرار هذا النائب وأمثاله على إهانة الأديان وازدرائها يضع المؤسسات الحامية للقيم الغربية على المحك، إذ كيف تسمح بمرور مثل هذه الأفعال والتصريحات المستهجنة دون أدنى تعليق؟، مؤكدًا أن هذا الخطاب العنصري ضد الإسلام والمسلمين من شأنه إثارة مشاعر الكراهية والعنف ضد المسلمين في المجتمع الهولندي والتحريض ضدهم وتشجيع الأفراد على ممارسة التمييز السلبي ضدهم، وترسيخ الفكرة المشوهة التي يروج لها فيلدرز عن "هولندا بلا مسلمين".
ودعا مسلمي هولندا إلى لعب الأدوار الإيجابية والفعالة في المجتمع الهولندي وتقديم النموذج والمثل في الولاء للوطن والدفاع عن مصالحه، وعدم الالتفات إلى تلك التصريحات المسيئة وغيرها والتي تحاول اختلاق الصراعات وبث الفزع من الإسلام والمسلمين في أوساط الهولنديين.
يذكر أن "جيرت فيلدرز" سياسي هولندي معروف بعدائه الشديد للإسلام والمسلمين، وقد أثار جدلًا واسعًا واحتجاجات في العالم الإسلامي بعد إنتاجه فيلم "فتنة" المسيء للإسلام.