رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر بين «أبو مازن» و«دحلان».. علاقات في مهب الريح

أبو مازن ودحلان
أبو مازن ودحلان

تمر العلاقات بين حركة فتح الفلسطينية والسلطات المصرية بفترة من التوترات التي تنذر بانتهاء شهر العسل بين الجانبين، وبلغت ذروة الخلافات تحقيق الحركة مع أنصار القيادي السابق بالحركة محمد دحلان، حول علاقته بالمخابرات المصرية، والتدبير للإطاحة بالرئيس الحالي محمود عباس "أبو مازن".

وشنت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حملة اعتقالات موسعة استهدفت عدة كوادر من داخل حركة "فتح" يُعرفون بتبعيتهم لدحلان، الذين شاركوا في المؤتمر الذي نظمه الأخير داخل أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة منتصف الشهر الماضي، بدعوى الحفاظ على سيادة الدولة الفلسطينية.

وأجرت قوات الأمن الفلسطينية تحقيقات مع العناصر التي تم القبض عليها، هدفها معرفة هل تسعى المخابرات المصرية ودحلان إلى الإطاحة بأبو مازن من السلطة، خاصةً أن القيادات الفلسطينية برئاسة عباس ترى أن القاهرة تقدم داعما واضحًا للقيادي الفتحاوي السابق من أجل جعله الرئيس القادم لفلسطين، خاصةً أنها تسمح له بعقد مؤتمرات لشباب الحركة داخل القاهرة.

ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة التي تظهر توتر العلاقات الحالي بين "فتح" والقاهرة، إذ أنه بعد حملة الاعتقالات الفلسطينية ضد داعمي دحلان.. منعت السلطات الأمنية بمطار القاهرة – بناءً على تعليمات إحدى الجهات الأمنية - أمين سر حركة فتح اللواء جبريل الرجوب، من دخول البلاد للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ كرئيس للوفد الفلسطيني، وتم ترحيله على ذات الطائرة التي وصل بها، إذ كان قادما من الأردن.

وقالت صحيفة "القدس" الفلسطينية، في عددها الصادر أمس، إن منع الرجوب من الدخول إلى الأراضي المصرية وترحيله، جاء بسبب انتقاده للرئيس عبد الفتاح السيسي، وزعمه أنه يدبر لتحركات تقضي برئاسة دحلان لحركة فتح، وبالتالي لفلسطين خلفا لعباس.

وخلال كلمته أمام مؤتمر "الإرهاب والتنمية المجتمعية" الذي تعقده جامعة الدول العربية، أعلن وزير العدل الفلسطيني، على أبودياك، انسحابه من المؤتمر احتجاجا على منع الرجوب من دخول مصر.
من جانبه، علق الرجوب – في مداخلة تلفزيونية - على قرار منعه، قائلًا: " أنا مش أبوبكر البغدادي علشان يتم منعي من دخول مصر، وعلى السلطات المصرية توضيح أسباب منعي من الدخول، وأعتقد أن ما حدث خطر استراتيجى".

ولم تقف تخوفات "فتح" عند العلاقات بين دحلان ومصر، إذ أغضبت الاجتماعات التي عقدها رئيس المخابرات المصري خالد فوزي، مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية إسماعيل هنية، قيادات "فتح"، خاصةً أن هنية أعلن فتح صفحة جديدة مع القاهرة، كما أعلنت الأخيرة أن الاجتماعات كانت ايجابية، وهو ما دفع أبو مازن إلى عقد اجتماعات "مجلس وطني" في روسيا – خلال شهر يناير الماضي - تشارك فيها للمرة الأولى كلا من "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي.

وقال مصدر مطلع داخل قطاع "غزة" إن أبو مازن، يسعى لتحقيق مصالحة فلسطينية من أجل بعث رسالة إلى عدة دول عربية، على رأسها مصر، بأنه الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني، وليس القيادي في حركة فتح، محمد دحلان.

وتابع المصدر لـ"الدستور": "أبو مازن يريد أن يوصل رسالة إلى كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات وقطر، وكذلك دحلان، مفادها (أنا الرئيس الشرعي والخيار الوحيد للشعب الفلسطيني)".

وأوضح المصدر أن عباس خطط للاجتماعات التي تم عقدها في موسكو مع قيادات حركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، للمرة الأولى تشارك حماس والجهاد الإسلامي في اجتماعات المجلس الوطني، من أجل بعث لكل الأطراف العربية بأنه قادر على صناعة المصالحة مع حماس والجهاد الإسلامي، ولملمة البيت الفلسطيني دون الحاجة إلى أي قوى أخرى.