قيادات التليفزيون المصري ترد على السؤال الصعب.. هل انتهى دور ماسبيرو؟
(إن مسار إصلاح التليفزيون المصري يحتاج إلى وقت وتكاليف.. احنا محتاجين نقدم حاجة تليق بالذوق المصري والثقافة المصرية.. واحنا رايحين للنقطة دي بشكل أو بآخر)، هذه الكلمات التي قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر الشباب بأسوان، تعتبر نقطة تحول حقيقية في مصير اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري "ماسبيرو".
فبعد عدة سنوات، أعلن الرئيس رأيه بوضوح بشأن المبنى العريق، وكانت السنوات الماضية شهدت بعض الرسائل التي لم يستوعبها البعض بشأن ماسبيرو، أبرزها لقاءات الرئيس ومداخلاته الهاتفية للقنوات الخاصة، وعدم تواصله مع ماسبيرو على الإطلاق، منذ أن كان مرشحًا للرئاسة.
لذلك طرحنا السؤال الصعب على أكبر عدد من قيادات ماسبيرو والمعنيين بشأن هذا المبنى العريق، كما أردنا أن نرصد مصيره ومستقبله المحتوم، هل حقًا انتهى دور ماسبيرو؟
رئيس قطاع الأخبار - خالد مهنى، قال ردًا على السؤال الذي طرحته "الدستور"، "إن العمل داخل الاتحاد يسير بصورته الطبيعية، وفي انتظار تشكيل الهيئة الوطنية التي تحل محل الاتحاد"، مضيفًا أنه سيعمل على استحداث الكثير من الأعمال داخل القطاع، بالاستعانة بعدد من المذيعين الجدد، وقال: "إن المبنى يعاني كثيرًا من المشاكل، ولكن جميعها لها حلول واقعية ونهضة جماعية"، مشيرًا إلى أنه يجب أن تتوحد الجهود بين جميع القطاعات لوضع رؤية شاملة".
وتابع رئيس قطاع الأخبار: "ماسبيرو لن يموت، وسيظل متواجدًا؛ لأنه أحد مؤسسات الدولة"، وأضاف: "إن أهم الأزمات التي يعاني منها ماسبيرو هي اللائحة المالية التي وضعت في أعقاب ثورة يناير بصورة غير صحيحة، وأثرت على المبنى"، قائلًا إن العاملين أصبحوا يحرصون على "الشيفتات" فقط.
مجدي لاشين - رئيس قطاع التليفزيون، قال لـ"الدستور": "إن التليفزيون المصري باق دائمًا، ولن ولم ينتهي دوره"، وأضاف: "انطلاق محطات وقنوات جديدة لن يؤثر على ماسبيرو على الإطلاق، وهو أمر طبيعي جدًا أن تظهر قنوات جديدة"، وتابع لاشين، "إن ماسبيرو أحد مؤسسات الدولة، وجزء منها، ويجب على الدولة أن تدعمه لأنه ليس ملكًا لأشخاص أو أفراد، ولكنه ملك للمواطنين فقط بخلاف القنوات الخاصة، التي تعود ملكيتها لأشخاص وأفراد".
وأشار "لاشين" إلى أن هناك رؤى كثيرة لإصلاح ماسبيرو، من خلال إعادة صياغته من الداخل مع وجود دعم من الدولة، "كما تدعم باقي المؤسسات الأخرى"، وقال لاشين: "مصر في هذه المرحلة في احتياج لوجود ماسبيرو، ويجب أن يكون له دور أكبر في هذه المرحلة"، مؤكدًا أن ماسبيرو لديه الكثير من الأعمال المهمة التي يؤديها، وبه الكثير من الأعمال المميزة، "ولكن للأسف، لا يشاهدها الجمهور"، مشيرًا إلى أن ما تعرض له المبنى في عدة مراحل، تسبب في انقطاع المشاهدين عنه، وألصق به صورة سيئة جدًا، وقال: "إن ما تعرض له ماسبيرو تعرضت له جميع مؤسسات الدولة في مراحل معينة بعد ثورة يناير، حتى أنه كانت هناك مطالبات بهيكلة جهاز الداخلية والشرطة".
وختم رئيس التليفزيون حديثة قائلًا: "لو فيه بدائل للتليفزيون من خلال القنوات الخاصة، يبقى في بدائل لوزارة الداخلية، من خلال شركات الأمن"، وفسر ذلك بأن شركات الأمن الخاصة لم تحل بديلًا لجهاز الشرطة، وأكد أن "ماسبيرو عليه مسئولية اجتماعية، يؤديها بشكل دائم، ولن يتخلى عن مسئولياته، ولن يكون له بديل لتقديم هذه المسئوليات".
فيما يرى أسامة هيكل - رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، "إن هناك ما يقرب من 25 محطة تليفزيون، و60 إذاعة أغلبهم موجهة، وفي الحقيقة لا يوجد لهم أي تأثير على الأرض، برغم تكلفتهم للدولة مبالغ طائلة"، وأضاف أن الهيئة الوطنية للإعلام ستتولى هيكلة ماسبيرو طبقًا لسلطاتها في الدستور، "وذلك بعد أن يتم تشكيلها من خلال رؤيتها الخاصة، لأن ماسبيرو في ضرورة ملحة لهيكلته"، وأضاف "هيكل" أن الهيئة ستتخذ القرارات المناسبة سواء في الشراكة مع القطاع الخاص أو الدمج بين القطاعات والقنوات، مؤكدًا أن "هذا الكم من القنوات والإذاعات لا تحتاجه الدولة في وضعها الحالي، خاصة أنه غير مؤثر على الإطلاق نتيجة تراكمات لسنوات طويلة، أدت لترهل كبير بهذا الجهاز".
وأضاف "هيكل": "لا يوجد دولة تلغي الإعلام الرسمي لها، ويجب أن يكون الإعلام الرسمي مرجعية لكافة الحقائق والأحداث، ولكن في نفس التوقيت يجب أن يكون هناك توازن، وأن يعمل هذا الإعلام بشكل جيد يخدم الدولة، ويكون له تأثير وتواجد في الشارع".