رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راعى الكنيسة الإنجيلية بالشرقية لـ"الدستور" السيسى مستنير ..قوى وصاحب قرار.. و"المتطرف " مريض نفسى يحتاج للعلاج.. الإستقواء بالخارج فلسفة صهيونية لاتمت للمسيحية بصلة

جريدة الدستور

" أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مبغضيكم .. صلوا لأجل الذين يسئون إليكم ويطردونكم " تلك الكلمات من تعاليم السيد المسيح ، والتى قالها القس" وائل نشأت "، راعى الكنيسة الإنجيلية بالشرقية، مؤكداً فى حواره لـ " الدستور " أن أقباط مصر هم جزء من نسيجها الوطنى يتضررون من مصابها ويفرحون لأمنها


* ما الفرق بين الكنيسة الإنجيلية وغيرها من الكنائس ؟
الكنيسة الإنجيلية تعتمد على الأسلوب البسيط ، وتقديم الصلوات والترانيم والعظات باللغة العربية كاملة ،وهو ما يختلف عن بعض الكنائس أو الطوائف الأخرى والتى تتضمن العبادة بلغات مختلفة ، فهى تقوم على العبادة بشكل يسير

*كيف تصف علاقة الأقباط بالرئيس عبد الفتاح السيسى ؟
العلاقة بين الأقباط والرئيس طبيعية ، ليس بها زيادة أو نقص ، وجميع الأقباط يقدرون حرصه على المشاركة الدائمة فى الإحتفال بالأعياد ، و" السيسى " رجل مستنير قادر على التفرقة بين المواطن والدين ، وهو صاحب قرار مصرى واعى لا يقوم على أساس التمييز أو العنصرية ، وهو قادر على المساواة بين أبناء وطنه ، وشخص صلب لا يثنيه أحدا عن قراره ،

*ما أهم مشكلات الأقباط فى مصر ؟
الأقباط ليس لديهم مشكلة محددة خاصة بهم ، فمشكلاتهم ومصابهم هى مشكلات الشعب جميعا ، إذا تضررت مصر إقتصاديا أو إجتماعيا يتضرر الأقباط مع المسلمين دون تفرقة

*كيف رأيت الحادث الأخير من إستهداف الإرهاب للكنيسة البطرسية بالعباسية ؟
رأيت الحادث من منظورين .. الأول وهو أنه إعتداء غاشم على أمن مصر وليس الأقباط فقط ، فلو أردنا أن نحصى عدد الضباط والجنود ممن ذهبت أرواحهم فداءاً لمصر من بعد ثورة يناير لوجدنا أن مصر يستهدفها مجموعة من الأشرار لإشعال نار الفتن بين أفراد الشعب.

والمنظور الثانى .. هو إحتواء قيادة البلاد للأزمة ، و تعامل الرئيس مع شهداء الكنيسة كشهداء الواجب من الوطن ، فقد أقيمت لهم جنازة عسكرية بحضور الرئيس وقيادات البلاد ، وتم لف أجسادهم فى علم مصر ، إلى جانب إعادة ترميم الكنيسة جراء هذا الإعتداء الإرهابى فى أسرع وقت وقبل إحتفالات عيدالميلاد

*..ورأيك فى قانون الكنائس وما تم تطبيقه عليه من تعديلات ؟
لا أحب تقنين بناء بيوت الله سواء المسجد أو الكنيسة ، فكل بيت مسيحى هو كنيسة وكل بيت مسلم بمثابة مسجد ، وهناك إيجابية وسلبية فى قانون بناء الكنائس ، فإيجابيته هى أنه خفف من معاناة المسيحيين فى بناء دور العبادة أو ترميمها وإصلاحها ، فقد كان الأقباط يلقون عناء مقابل أبسط الإصلاحات فى الكنيسة من إنتظار للموافقات الأمنية والقانونية ، أما الآن فأصبح الأمر يسيرا حتى إذا لم تتم الموافقة على الإصلاح يتم إطلاعنا على الأسباب.

أما عن السلبيات فهو مازال يضيق الخناق على إنشاء الكنائس بسبب ضوابط العدد المطلوب من الأهالى
فى المنطقة المراد إنشاء الكنيسة بها ، والمسافة التى تفصل كنيسة عن أخرى، وأن الكنيسة لا تعتبر دار عبادة فقط لكن مؤسسة إجتماعية ووخيرية

*..ورأيك فى تدخلات الغرب بشئون البلاد بحجة حماية الأقباط ؟
لقد قالت الكنيسة كلمتها منذ قديم الزمن حين رفضت عام 1919 كافة أشكال التدخل الأجنبى وأصدرت قرارا بأن المصريين قادرين على إدارة شئون بلادهم ويمتلكون جميع المؤهلات لذلك ، وتلك حجج فاشلة أهدافها إستعمارية بحتة ، تذكرنا بالحروب الصليبية ، كما تذكرنا بوحدة المصريين والعرب حيث كان من كبار القادة المعاونين لصلاح الدين الأيوبى عيسى العوام " مسيحى " ، فكل الدول المتطفلة تسعى لخلق حجج واهية لخدمة أغراضها وممارسة سياسة " الإنقضاض "

..*وأقباط المهجر .. فقد طلبوا بتدخل أمريكا لحماية أقباط مصر ؟
أقباط المهجر بالثقافة الغربية وحياتهم فى الخارج يجهلون الواقع المصرى ، وهم يسلمون أسماعهم للإعلام الغربى الذى لا يريد بنا خيرا ، فقد أصبح أغلبهم من أصحاب الأفكار القاصرة والتى تجلب عواقب وخيمة فالإستقواء بالخارج على أبناء الوطن فلسفة صهيونية لا تمت للمسيحية بأى صلة ، يحاول الأعداء الزج بالمسيحيين ليكونوا طرف فيها وهو ما ترفضه الكنيسة الإنجيلية وجميع الكنائس

*هل لاحظت تقصيرا فى دور الأمن المصرى تجاه الأقباط فى الفترة الأخيرة ؟
نحن نثمن دور الأجهزة الأمنية وما تبذله من مجهودات ليس للإقباط فقط ولكن للمصريين جميعا ، ونثنى على قدرتهم على التعافى بعد ما تعرضوا له عقب ثورة يناير فهم يبذلون أقصى ما فى وسعهم لحفظ أمن البلاد ، وقد تلاحظ الكثير من المجهودات فى تأمين إحتفالات الكنائس وأعياد الأقباط مما يبث روح الطمأنينة فى نفوس المسيحيين.

*ماذا عن أوجه التعاون بين المؤسسات المسيحية والإسلامية هل هى قاصرة على المناسبات الرسمية ؟
يوجد بالطبع تعاون كبير بين المؤسسات الدينية خاصة بعد مبادرة " بيت العائلة " والتى ثمنت التعاون بين الكنيسة والأزهر ، ولدينا فى " السنودس " وهو المجلس الأعلى للكنيسة الإنجيلية ، حرص قديم على التعاون مع كل المؤسسات الإسلامية وإقامة حوار لاهوتى وثقافى بناء ، ولكن أرى إنه لابد من إلتقاء أكثر بين المؤسستين وليس بين القيادات فقط ولكن بين الشباب لزيادة الألفة والتقارب وبحث إمكانية خدمة البلاد

* كيف يكون دور الكنيسة فى مواجهة الآثار السلبية فى نفوس المسيحيين تجاه الأحداث ؟
الكنيسة دائما تقوم بتشجيع المسيحيين وتعزيتهم ولها دور إجتماعى وتنويرى كبير ، ويتم إلقاء عظات الصبر والتحمل ومواجهة الأزمات والتأكيد على أن الله سيحفظ المؤمنين ، والأمر الأكثر جمالا هو أنك ترى المسيحى محافظا على العلاقة المتأصلة بينه وبين المسلم لا يفتت نسيجهم أى محاولة غاشمة وترى المسلم أول من يقف بجواره فى العزاء أو الفرح

* ماذا تقول لكل معتدى صاحب فكر متطرف يحاول إثارة الفتن بين أبناء مصر ؟
أقول لهم: إرجعوا إلى مصادر موثوقة وتعلموا عقيدتكم بشكل صحيح فليس هناك دين فى الوجود يأمر بقتل النفس ، كما أتمنى صلاح أحوال شباب البلاد فمشكلات الفقر والبطالة قد تجعلهم فريسة لأصحاب الأفكار التكفيرية الذين يستغلونهم بالمال و بث الأفكار الخاطئة لإرتكاب مثل هذه الجرائم وكل من يقدم على هذه الأفعال هو شخص صاحب خلل نفسى و إضطراب إجتماعي لابد من تلقيه علاجا نفسيا ثم تأهيله للعيش ضمن أفراد المجتمع