«شاحنة القدس» تدهس مباحثات السلام الروسية
تصاعدت الأجواء فى إسرائيل، بعد تنفيذ مواطن فلسطينى عملية دهس جديدة فى مدينة «القدس»، أسفرت عن مقتل 4 من جنود الاحتلال، وإصابة 17 آخرين فى منطقة «جبل المكبر»، وهو ما يعد ضربة قوية لمباحثات السلام المتوقعة فى «موسكو» بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وجاءت عملية الدهس بعد ساعات من إعلان صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، استعداد الجانب الفلسطينى لتلبية أى دعوة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لعقد لقاء ثلاثى فلسطينى إسرائيلى روسى فى «موسكو».
وقال «عريقات» فى مقابلة أجرتها معه وكالة «سبوتنيك» الروسية، الأحد الماضى، إن «اقتراح الرئيس بوتين لعقد لقاء ثلاثى فى روسيا، يؤكد أن موسكو تدرك أهمية استئناف عملية السلام والمفاوضات»، مضيفا: «الرئيس محمود عباس قبِل الدعوة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى رفضها».
وكشف «عريقات» أن زيارته إلى روسيا ستكون فى 13 يناير، ويندرج ذلك فى إطار التنسيق والتعاون المستمر بين فلسطين وروسيا.
وأثارت «عملية الدهس» ردود أفعال واسعة، وخرج «نتنياهو» سريعا ليتهم تنظيم «داعش» الإرهابى، حسب ما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية. لكن هذه الاتهامات، وتوقيت العملية، أثارت أيضا التساؤلات حول الهدف من هذه العملية، والسبب وراء إعلان «نتنياهو» أن المتهم هو «داعش»، ولم يتهم فصائل فلسطينية كعادته.
وعلى الرغم من أن المقاومة الفلسطينية كانت دائمًا تتبنى عمليات الدهس أو الطعن التى يتم تنفيذها ضد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى، إلا أن «نتنياهو»، رجح أن تنظيم «داعش» وراء الحادث هذه المرة.
ولم يصدر «داعش» أى نفى أو تأكيد أو تحدث عن العملية، ولزم الصمت تجاه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى ظل حرص التنظيم على إعلان مسئوليته عن أى حادث يقوم به، وآخرها عملية الدهس فى برلين التى وقعت أواخر الشهر الماضى، وتفجير الكنيسة البطرسية فى مصر، وعملية إطلاق النار على ملهى ليلى فى إسطنبول بتركيا.
وأثار «داعش» الجدل من جديد حوله، بسبب صمته تجاه عملية القدس، وعلاقتها بالحكومة الإسرائيلية، التى بدأت اتخاذها كأداة لتعطيل عمليات السلام، واتخاذ إجراءات أكثر عنفًا ضد الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلى اتهم تنظيم «داعش» بتنفيذ العملية، إلا أن أصابع الاتهام بدأت تتوجه له، خصوصًا أن هذه العملية جاءت بعد إعلان لقائه مع الرئيس الفلسطينى فى العاصمة الروسية «موسكو»، وهو اللقاء الذى يتم التحضير له منذ شهر أغسطس الماضى، وأعلنت روسيا أواخر الشهر الماضى أنها مازالت مستعدة لعقده بين الطرفين.
ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلى عرقلة عمليات السلام من جهة، وكسب التعاطف الدولى من جهة أخرى، بعد تصويت مجلس الأمن على إدانة عمليات الاستيطان الإسرائيلية، وإبراز العمليات التى يصفها بالإجرامية ضد جنوده.