"شيطان الفتن الطائفية يتلون".. طرق عدة أشعلت النيران بين الأقباط والمسلمين.. تفجير الكنائس والخلافات القبلية أبرزها
دومًا ما تتلون الفتنة الطائفية في أكثر من شكل، حتى باتت كالشيطان الذي يمتلك وجوه عدة، يحاول من خلالها إحداث الوقيعة واشعال الفتن بين الأقباط والمسلمين في مصر نسيج الوطن الواحد، فليس الإرهاب فقط وهو الوسيلة الوحيدة التي يتبعها شيطان الفتن، لكن السنوات المتتالية خلال الفترة الأخيرة خلفت أكثر من وسيلة أخرى.
"تفجير الكنائس"
هي الوسيلة المحفوظة، والصورة الأبرز التي يطل بها دومًا شيطان الفتن الطائفية، فمن الطبيعي أن استهداف الكنائس ودور العبادة الخاصة بالأقباط سواء بالتفجير أو الحرق، يُشعل غضبهم تجاه الدولة، ونقمهم على الجميع، لاسيما مع وجود من ينفخ في أبواق تلك الفتن بينهم وبين المسلمين، بدعوى أن يقوم بتلك الأفعال يتنمي إلى جماعات إسلامية هي في الأصل متطرفة.
وصباح اليوم، طرقت الفتنة الطائفية بصورتها المعتادة إحدى كنائس الأقباط وهي الكنيسة البطرسية بالعباسية بجانب الكاتدرائية المرقسية، التي شهد محيطها وداخلها انفجار عنيف هز أركانها، وخلف إلى الآن 25 قتيلًا و51 مصابًا، من خلال عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد داخل الكنيسة.
وتعد الكنائس بشكل عام، هي المستهدف الأول في اشعال الفتن الطائفية، فكانت آخر تقارير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس القومي لحقوق الإنسان في أعقاب ثورة يناير، تؤكد أن 149 قبطيًا سقطوا ضحايا لتفجير الكنائس خلال الـ6 أعوام الماضية، أي 6.4 حالة شهريًا، وقد شهد النصف الثاني من عام 2013 المعدلات الأكبر.
وكانت كنائس محافظتي الفيوم والمنيا، الأكثر تعرضًا لتلك الحوادث، فقد فقدت الأولى 20 كنيسة محترقة، منها 7 في مركز "ديرمواس" ودلجا، و5 بمدينة المنيا و5 أخرى بمركز بنى مزار، واثنتان بمركز ملوى وكنيسة واحدة في مركز سمالوط، وفي الفيوم، تم تدمير6 من كنائسها بمراكز الفيوم وطامية ويوسف الصديق، وحريق 5 آخرون.
وبشكل عام فخلال العشر سنوات الأخيرة استهدفت نحو 21 كنيسة بالحرق والتفجير، وفقًا للتقرير.
"العلاقات غير الشرعية"
وتتلون الفتن الطائفية في صورة أخرى، وتظهر على هيئة شاب وفتاة، تثير علاقتهما غير الشرعية مصائب عدة، تمتد من العائلات إلى الرأي العام، والمؤيدين والرافضين من الجانبين، والتي أدت في البعض منها إلى حد الاقتتال وسقوط قتلى وضحايا.
"الخلافات القبلية"
وكانت أيضًا الخلافات التي تنشب بين العائلات أحد صور الفتن الطائفية في مصر، والتي قد تحدث بين عائلة مسلمة وأخرى قبطية، كالتي شهدتها محافظة قناة خلال عام 2013، حين اتهمت فتاة قبطية شاب مسلم، باختطاف ابنتها، 15 عامًا، وابتزاز أهلها بمبلغ مالي، حتى تطورت الخلاف بين العائلتين إلى الاشتباكات بالشوم.
وفي سبتمبر من العام نفسه، وقع خلاف عائلي آخر بدمياط، حين تقدم بضعة مسلمين من قرية "صفط الخرسا" ببلاغ ضد بعض الأقباط بالقرية، يتضررون فيه من تشغيل دروس دينية مسيحية بصوت مرتفع كل يوم أحد.
وحين استُدعيَ "إسحاق جرجس" آنذاك، الذي كانت تقام الدروس في منزله، أكد أن هذه عادة قديمة في القرية، وأن سبب الشكوى هو سبب اقتصادي في الأساس، يعود إلى أن اسحاق هو تاجر أخشاب، وبعض المتقدمين بالشكوى، مدينون له ببعض الأموال.
"الأحداث السياسية"
وشكلّت أحداث "ماسبيرو" التي وقعت خلال عام 2011، صور عدة للفتن الطائفية في مصر، بعدما تسبب فيها أكثر من عامل، بداية من الخلافات العائلية، مرورًا بتصريح محافظ أسوان، نهاية بتحريض الإعلام المصري، لتجمع في طياتها أكثر من لون للفتنة الطائفية.
البداية كانت مع قيام بعض سكان قرية "المريناب" محافظة أسوان، بهدم كنيسة قالوا أنها غير مرخصة، واصطدموا ببعض الأقباط، الذين استنجدوا بمحافظ أسوان، إلا أنه لم يفعل لهم شيء يذكر، ووقتها اتهموه بإنه يمارس نوعًا من التمييز ضدهم، فأطلق المحافظ تصريحًا استفزازيًا هددهم فيه بقوله: "أنا مقاتل ولن استقيل من منصبي واللي مش عجبه من الأقباط يمشي أنا مش فاضي".
وعلى إثر ذلك التصريح توجه عددًا من الأقباط إلى مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتظاهروا وقتها، وانتهت الواقعة بأحداث عنف دموية.