مياه النيل".. وراء المؤتمر الوطنى لعلماء مصر فى الخارج بالغردقة
اكد المثل القائل " إللى بيشرب من النيل بيرجع له تانى " ، انها مقولة شهيرة ترقى لمستوى الموروث الشعبى. والحكمة التى صنعتها الأحداث عبر التاريخ. البعض يؤكد أن هناك سرا فى مياه النيل يجذب إليه من شرب وغادر ليعود إليه مرتبطا بأرض الفراعنة. ويزداد هذا الارتباط إذا اختلط سر النيل بذكريات الطفولة والصبا. فيؤثر فى الانسان حتى لو حقق نجاحات دفعته لمكانة عظيمة فى بلاد الغربة ... فيبقى الحنين لمياه النيل قويا ، والرغبة فى العودة للوطن ، وإفادته شديدة.
ويبدو أن سر النيل، ورغبة المصريين فى الخارج ، تلاقت مع استراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاستعانة بعلماء مصر فى الخارج للنهوض بالوطن ، وهى الاستراتيجية التى جعلت الحاجة إلى إنشاء حقيبة وزارية للهجرة وشئون المصريين فى الخارج ضرورة، وأعطيت مفاتيحها للسفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد. كانت المسئولية أن تجمع ملفات المصريين فى الخارج ، علماء ومتعلمين، عمال وفلاحين، وأن تنفذ تكليفات الرئيس بالاستعانة بكل كفاءة مصرية فى الخارج لبناء مصر القوية. والاستفادة من سر مياه النيل.
تحت هذه الرؤية والاستراتيجية الوطنية ولدت فكرة إقامة المؤتمر الوطنى لعلماء مصر فى الخارج الذى يبدأ دورته الأولى يوم 14 ديسمبر القادم ويستمر حتى 15 من نفس الشهر فى مدينة الغردقة بالبحر الأحمر تحت عنوان " مصر تستطيع " . اتفقت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، مع علاء الكحكى رئيس مجلس إدارة شبكة تليفزيون النهار على تنظيم المؤتمر. الاتفاق تم أثناء الاجتماع الذى عقد بمكتبها في يوليو الماضي، وحضره كل من حنان مدنى المدير التنفيذى لشركة "ميديا لاين" ، وألبرت شفيق رئيس شبكة تليفزيون النهار، والإعلامى أحمد فايق مقدم برنامج " مصر تستطيع" على شبكة تليفزيون النهار. أكدت الوزيرة أن 27 عالما مصريا من المقيمين فى الخارج أكوا مشاركتهم فى المؤتمر، وأن العدد مرشح للزيادة مع وصول موافقات أخرى من عدة علماء وعدوا بمراجعة جداول ارتباطاتهم . وأشارت إلى الأن المؤتمر يأتى ضمن توجهات الدولة لربط أبنائها المهاجرين بالوطن، كما يحقق تكليف الرئيس السيسى للحكومة بزيادة الاهتمام بالعقول المصرية المهاجرة والاستفادة من إبداعاتهم العلمية فى النهوض بالوطن، كما يستهدف المؤتمر تشكيل فرق عمل بحثية من شباب الجامعات المصرية تحت إشراف علمائنا فى الخارج فى مجالات عديدة ومهمة.
أكد علاء الكحكى أنه تحمس لفكرة المؤتمر وتنظيمه إيمانا بدور المؤسسات الوطنية الخاصة فى مساندة الدولة لتحقيق أهدافها التنموية، وقال " الكحكى" فى تصريح خاص أن الدول التى نجحت فى تخطى مشكلاتها وحققت نموا اقتصاديا ساعد على رفع مستويات المعيشة بين أبنائها، وجذبت المزيد من الاستثمارات ، كلها استعانت بالعلم ، وأضاف أن مصر تمتلك من العقول المهاجرة من يتمتع بقدرات إبداعية هائلة يمكن أن تساعد فى القضاء على كثير من الأزمات التى تواجهها، كما أن كثيرا من علمائنا فى الخارج يملك من العلم ما يمكنهم من وضع الخطط المثلى لاستغلال الموارد استغلالا أمثل التحقيق التنمية الحقيقية.
والمؤتمر الوطنى لعلماء مصر فى الخارج الذى تستضيف الغردقة نسخته الأولى فى ديسمبر القادم يمثل أول سعى حقيقى للدولة المصرية للاستفادة من عقول مصر المهاجرة فى تشجيع الدراسة والبحث ، ووضع الأسس العلمية لدراسة المشروعات القومية ودعمها بالأبحاث الدقيقة، وهو ما يعطى مصداقية شديدة لهذه المشروعات أمام المؤسسات الدولية الراغبة فى الاستثمار، وكذا للمستثمرين الأفراد، كما يسهم المؤتمر فى ربط القدرات العلمية للمصريين فى الخارج بشباب الداخل لخلق جيل يعتمد الأساليب العلمية فى البحث والتفكير، وكلها أهداف تدخل ضمن الاستراتيجية التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى لوضع مصر فى مصاف الدول الناهضة كمرحلة أولى، تمهيدا للوصول إلى مصر المتقدمة طبقا لاستراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030 " . كما يوفر المؤتمر الفرصة لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وكذا غرفة الشركات للترويج عالميا لسياحة المؤتمرات فى مصر. باستضافة نخبة من أبناء الوطن الذين نجحوا فى تحقيق مكانة علمية فى الخارج جعلت منهم نماذج اجتماعية يحرص كثير من مواطنى بلاد المهجر على متابعة أخبارهم، أو الاستعانة برأيهم فى زيارة مصر، ويسهم المؤتمر أيضا فى رسم صورة مغايرة وحقيقية لمصر فى الخارج، تؤكد أن مصر آمنة من الإرهاب ، ومقاصدها السياحية تتمتع بميزات تفضيلية كبيرة ، وأن محافظة البحر الأحمر ، وخصوصا مدينة الغردقة التى تستضيف المؤتمر، تمتلك رصيدا كبيرا لدى كثير من هواة سياحة الغطس، والترفيه، والسفارى ، وصيد الأسماك، ويمكن إضافة سياحة المؤتمرات الدولية إليها.
أما الناحية الثانية التى يسعى المؤتمر من خلالها إلى رسم صورة مغايرة لمصر فهى التأكيد على أن مصر تسير بخطا ثابتة على طريق التغلب على مشاكلها استنادا إلى الدراسات العلمية الحديثة، والأبحاث الدقيقة، والعقول المبدعة، وكلها عوامل أساسية فى صناعة النجاح ، كما أنها تساهم فى خلق ثقة كبيرة لدى المستثمرين وتشجعهم على ضخ أموالهم فى المشروعات التى تؤكد الأبحاث العلمية توافر عوامل النجاح لها.