رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى بلدنا أنواع مختلفة من الشباب


أستكمل مقالى الذى بدأته الاثنين الماضى حول مؤتمر الشباب الذى أُقيم فى شرم الشيخ بحضور الرئيس السيسى و٣٠٠٠ شاب من مختلف المجالات والتخصصات وفى هذا الجزء أتناول الدور المتوقع من الشباب بعد أن حرص الرئيس على أن يضع الشباب فى بؤرة اهتمام الوطن وأصدر توصيات عديدة بناء على اقتراحاتهم ومناقشاتهم التى تمت فى جو من الحرية حرص المؤتمر عليها منذ بداية الجلسات، حيث رأينا الرئيس يستمع وينصت ويشارك فى المناقشات المفتوحة فى سابقة تحدث لأول مرة مع رئيس مصرى منذ إعلان الجمهورية وإسقاط الملكية فى مصر منذ يوليو ١٩٥٢ .

إننا ننتظر من الشباب بعد أن فتح لهم الوطن ذراعيه على أعلى مستوى ليتقدموا ويأخذوا دورهم المنوط بهم فى بناء مصر المستنيرة والحديثة والحرة والمتقدمة، إننا ننتظر أن يجتهد الشباب وأن يكد ويعمل لأن الأوطان تُبنى بالعمل والإنتاج والكفاح والعرق، والحقيقة أنه لابد أن نتحدث بصراحة فى قضية الشباب لأن لدينا أنواعاً كثيرة من الشباب فلدينا شباب جاد نفخر به يعمل ويكافح ويكد لبناء مستقبله وهؤلاء شباب من البنائين لمصر وللأسف لدينا أنواع أخرى من الشباب الذين أدمنوا البطالة والكسل فى انتظار وظيفته الحكومية وهؤلاء خارج الزمن، حيث لم تعد الوظيفة الحكومية أملاً وحلماً براقاً كما كان يحدث فى القرن العشرين وهؤلاء لابد من تصحيح مساراتهم وحثهم على العمل الشريف والإنتاج لدفع البلد للأمام والحرص على العمل الكريم كقيمة وكهدف لحياة شريفة وناجحة، ولدينا أيضاً أنواعا أخرى من الشباب الذين قد أدمنوا الجلوس على المقاهى والتجمع فى جلسات التذمر من كل شىء وتشويه كل شىء وهؤلاء هم أصحاب الصوت العالى الذين يعتمدون على دخلهم من المنظمات الدولية وهو دخل يجعلهم من مثيرى الشغب والتظاهر ونشر الاكتئاب العام، وهناك نوع آخر من الشباب الفاشل الذى يميل إلى الانحراف والفساد أوالذى تم إدخاله فى جماعة الظلاميين الكارهين لكل من ليس منهم وهؤلاء هدفهم التخريب، وهناك شباب نفخر بهم لأنهم أفضل من فى مصر وهم من رجال الجيش المصرى والشرطة المصرية الذين يكرّسون حياتهم لحماية الأرض والعرض ويستشهد منهم شباب من خيرة أبناء مصر.

لقد استجاب الرئيس لمطلب البعض الذين يطالبون بالإفراج عن الشباب الذين فى السجون المصرية وأخشى ما أخشاه فى هذا الصدد أن يتم من أجرموا فى حق الوطن وتم الحكم عليهم فى قضايا أمن قومى أو فى قضايا التآمر على مصر وحرق المنشآت وتدميرها، ولأن المنشآت التى خربوها هى ملك للشعب وليس من حق أى شخص أن يقرر الإفراج عنهم إذا كانوا مدانين فى حق الشعب وفى حق الرطن، وإلا فلنقل على العدالة فى مصر السلام ولنقل على الحق السلام ولنقل على قيم الوطنية السلام، إننا لا يمكن ولا يصح أن يتساوى فى مصر المخرب والفاسد والمتاجر بالدين والمنتمى إلى منظمات تهدف إلى تدمير مصر مع الشاب الجاد والمكافح والذى يتميز بالوطنية ويخدم بلده. ومع كل الاحترام والتقدير لرأى الشباب وضرورة الاهتمام بهم فإننا فى حاجة إلى وضع قيم الانتماء والوطنية والعمل والإنتاج فى بؤرة أولوياتنا ولابد من تدريب كوادر شبابية على قيم الإخلاص والولاء للوطن.

لابد ان نستعين بخبرة الكبار وندعو إلى احترام الكفاءات المتميزة ذات الخبره الواسعة، إذا كنا نبدى الاهتمام بالشباب فلابد أيضا من أن ندعوهم إلى احترام الكبار، إننا ومنذ ٢٥ يناير ٢٠١١ انتشر بيننا من يعبثون بالافكار ومن يتآمرون لتدمير الوطن ومن يعملون لإضعاف دور مصر العريقة، إننا فى حاجة ماسة إلى إعادة ترتيب العلاقة بين الكبار والشباب بحيث تسود قيم، الاحترامللكبير والإنصات للشاب وإفساح المجال للشباب مع عدم الاستهانة بخبرة الكبار حتى نعيد القيم الأصيلة للمجتمع المصرى وحتى لا تضيع الهوية المصرية التى يحاول المربون العبث بها، فلا الكبير يتسلط على الشاب ولا الشاب يهين الكبير أو لا يستفيد من خبرته وكفاءته وحتى نتمكن من عبور المرحلة فى ظل مصالحة الكبار مع الشباب وحتى نأخذ بيد الشباب إلى المستقبل بأمانودون هزات اجتماعية أو صراعات مستقبلية.

ومن المؤكد أن هذه القفزة النوعية التى يمثلها مؤتمر الشباب الأول هى خطوة على الطريق الصحيح ولابد من استكمال الخطوات المقبلة بكثير من الوعى حتى لا تسود الفوضى، أو نغلق الباب أمام فرص التعلم والتدريب والتجريد والاستفادة من خبرة سبقوه، ويا أى شاب ها قد حان وقت العمل والعطاء للوطن والأبواب مفتوحة لتتقدم بخطى ثابتة لخدمة مصرنا الغالية.