رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور والفيديو.. انتشار "فيروس سي" بين مرضى الفشل الكلوي بسبب الإهمال في قصر العيني

مريضه بالمستشفي
مريضه بالمستشفي

مازال الإهمال الطبي يسيطر على مستشفى قصر العيني؛ مما يعرض حياة المرضى دائمًا للخطر، ويحولهم إلى ضحايا ذوو "حق مسلوب" بسبب التعتيم والتكتيم الذي تشهده كل واقعة بها.

وكانت أخر واقعة- وليست أخرًا- ما تعرض له 19 مريضًا بالفشل الكلوي للإصابة بمرض جديد على مرضهم داخل "بوتقة الإهمال الطبي بالمستشفى".

"إسلام"- 25 عامًا، عامل في ورشة يترك عمله لمدة 3 ليالي؛ للتوجه وعمل الغسيل الكلوي، لمدة تزيد على الـ9 أعوام في خطوات ثابتة، لكنه مؤخرًا اكتشف المرض، ولشعوره بالحق المسلوب والأمل الواهي والتعب المستمر دون أي اهتمام توجه لتحرير محضر يتهم القائمين على المستشفى بالتسبب في الإهمال ونقل الفيروس إليه.

وتضامن معه في البلاغ عدد من المواطنين، بينهم "الحاجة زوزو"- كما تُفضل أن تنادى- نتيجة العِشرة التي طالت بينها وبين جدران المركز بسبب علاجها ، و"وائل"، مهندس، يعاني من مرض الفشل الكلوي، ويتم عمل غسيل كلى له ثلاث مرات في الأسبوع داخل وحدة غسيل الكلى والديلزة بجانب بنك الدم في مستشفى القصر العيني.

ولم يسعفه الحظ في الشفاء من المرض؛ بل زاد مرضًا بفيروس "سي"؛ نتيجة الإهمال الذي يتعرض له خلال 4 ساعات متواصلة يقضيها بين يدي الأطباء والممرضين في الوحدة يتم خلالها تركيب عدد من الإبر وإجراء التحاليل.

وأضاف أنه يُجري تحاليل دورية كل ثلاثة شهر؛ للكشف عن المدى الذي وصلت له الحالة، والاطمئنان على صحته، موضحًا أن أخر تحليل أجراه؛ أخبره الأطباء بأنه أصيب بفيروس "سي"، وان العلاج سيكون بسيطًا خوفًا منهم على إحداثه أزمة.

وأوضح أنه حتى الآن لم يعرف ما هو سبب نقل الفيروس هل هو من الجهاز أم من خلال نقل الدم، قائلًا: "هناك نوعان من غسيل الكلى هو الغسيل الكلوي البريتوني والغسيل الكلوي الذي يتم عن طريق الدم، أيًا كان نوع العلاج الذي تم اختياره".

وأوضح أن أهداف الغسيل الكلوي متشابهة للغاية، حيث تم تصميم غسيل الكلى ليحل محل العديد من وظائف الكلى حيث أنه يعمل على إزالة الفضلات، وإزالة السوائل الزائدة، وموازنة كمية المواد الكيميائية ، والمواد الأخرى في الجسم.

وأشار إلى أنه يتم إمداد المريض بالدم، بضخّ كميات صغيرة من الدم "خارج الجسم" عبر ماكينة الغسيل الكلوي، لترشيح السوائل الزائدة من الدم ثم يتم إرجاع الدم إلى الجسم، وأثناء هذه الحالة ممن الممكن أن تنتقل الفيروسات من خلال ماكينات الغسيل وتعرضهم للإصابة بفيروس سي .

وأكد أن هذا يرجع إلى قلة التعقيم الذي تتعرض لها الأجهزة وأدوات التمريض؛ مما يسهل إدخال الفيروس إلى الجسم.

وأوضح "وائل"، هناك محاليل وإبر والممرضين والمستلزمات الطبية من "الفلاتر الطبية"، كل هذا لابد أن يكون معقما ويستخدم بطريقة فردية حتى لا تنتقل الأمراض من مريض لأخر.

وأكد أن حوالي 20 مريضا في جلسات وأيام متفرقة نقل إليهم المرض مما يدل على الإهمال وعدم تنظيف الأجهزة وتعقيمها من يوم لآخر ومن مريض لآخر ، مؤكدًا أن كل هذا دفعه إلى تحرير محضر أمام نيابة مصر القديمة التابعة لها "القصر العيني" لمعرفة ما سبب نقل الفيروس خاصة عقب تجهيله من الأطباء المتابعين للحالات.

وتوجه إلى النيابة للإدلاء بأقواله ، والتي أكدت له أن هناك مرضى آخرين حرروا محاضر بنفس الواقعة ، مؤكدًا أن ما وقع له في كافة الحالات هو إهمال إدارة وحدة الكلى، وأنه حتى الآن لم يتم إي إجراء للمعالجة من الفيروس من قبل المستشفى كما أنه لم يبدأ في إتباع أساليب العلاج في أي مكان آخر.

وأوضح أنه عقب إصابة العشرات بفيروس سي من مرض غسيل الكلى، تم الفصل بين المرضى المصابين وبين الآخرين حتى يتم وقف انتشار العدوى.

وأوضح مصدر مسئول في وحدة الغسيل أن المركز يعاني من نقص خدمات التمريض والأفراد القائمين عليه حيث أن الممرضة الواحدة مكلفة بمتابعة أكثر من 6 حالات في نفس الوقت من غسيل الكلى إلى جانب إمدادهم بالتحاليل ونقل الدم ، خاصة إنه يتم زرع أبرتين داخل يد المريض موصلين بالجهاز أحدهم لسحب الدم وأخر لإعادته للجسم .

وأوضح أن واقعة إصابة عدد من المرض بعدوى "فيروس سي" اتهم فيها المرضى أمام النيابة الطبيب طارق حسين، حيث كان يتولى رئاسة المركز في ذلك الوقت كما أنه كان متعسفا في قراراته مع المرضى ولم يراع أصول عملية الغسيل حيث أن من البديهي والطبيعي من إجراءات الغسيل أن يتم إجراء تحاليل للحالة لفحص إذا كانت حاملة للفيروسات من عدمه حتى يتم تصنيف الحالة .

وتباشر نيابة مصر القديمة برئاسة المستشار محمد حسين، تحقيقات موسعة في واقعة إصابة عدد من مرضى الفشل الكلوي بفيروس "سي".

واستمعت النيابة إلى أقوال عدد من الضحايا الذين اتهموا رئيس وحدة "غسيل الكلى والديلزة" بمستشفى قصر العيني، بالتسبب في الإهمال وعدم الاهتمام بهم أثناء متابعتهم إجراءات الغسيل، والتسبب في نقل الفيروس إليهم.

وأكد المرضى أنهم علموا بإصابتهم بعدوى "الفيروس" من خلال التحاليل الطبية التي تجرى لهم كل ثلاثة أشهر في المستشفى للاطمئنان على صحتهم حيث أخبرهم الأطباء بإصابتهم وآخرين .

وطالب المرضى من النيابة محاسبة المسئولية والكشف عن الإهمال الذي تعرضوا له ، وتوضيح سبب العلمي لنقل الفيروس إليهم حيث استمعت النيابة إلى أقوال مدير المستشفى الذي قال إن مرضى الفشل الكلوى علميا معرضون للعدوى بفيروس سي.

وأشاروا إلى وجود عجز فى التمريض بالمستشفى، متابعا أنه عقب تقدم عدد من المرضى بالشكوى تم اكتشاف أن أسلوب تحليل عينات الدم غير دقيق، ويجب استخدام أسلوب أحدث علميا.

وفجر مدير المستشفى مفاجأة أمام النيابة مؤكدا أن مسئول وحدة غسيل الفشل الكلوى لم يستخدم تحليل عينات الدم، وعقب تقديم عدد من الشكاوى تمت إحالته إلى التحقيق الإدارى ووقفه عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات .

كما استمعت النيابة إلى عدد من الممرضين الذين أكدوا أنهم يعملون بجد في المركز ، ويهتمون بأقصى درجة بنظافة المكان والاهتمام بالمرضى خلال عملية الغسيل التي تستمر لمدة ساعات للحالة موضحين أن الإهمال من جانب المركز الذين لا يهتمون بأدوات التعقيم والمستلزمات الطبية.

يذكر أن حوالي 19 مريضًا للفشل الكلوي تقدموا بمحاضر متعددة أمام نيابة مصر القديمة يتهمون مسئولي وحدة الغسيل الكلوى والديلزة بالتسبب في نقل عدوى فيروس "سي" إليهم.