لافروف: عملية السلام السورية قد تستكمل على الشكل الذي جرى في لوزان
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان محاولات استخدام واشنطن للعقوبات كوسيلة لتحقيق اهدافها سلوك غير لائق.
وفي تصريح له، اشار لافروف الى ان عملية السلام السورية قد تستكمل على الشكل الذي جرى في لوزان.
وفي سياق متصل ، صرح مصدر دبلوماسي رفيع شارك في لقاء لوزان، بأن الحوار جرى من دون برنامج عمل ومن دون الإجراءات الدبلوماسية الرسمية التقليدية لمثل هذه اللقاءات،كمثل طلب الحديث وانتظار الدور وانتظار انتهاء مداخلة زميل قبل البدء بالمداخلة الثانية..
إنما الحديث، بحسب وصف هذا المصدر، يشبه إلى حدٍ بعيد جلسة حوار بين مجموعة من الأصدقاء يتناولون أطراف الحديث على فنجان قهوة ، يقدم كل طرف وجهة نظره بشكل عشوائي مع تداخل للكلمات والردود ومن دون التركيز على بند معين أو زاوية معينة من زوايا الأزمة السورية، المجتمعون ناقشوا كل شيء ولا شيء .
وفي المضمون، تكررت المواقف التقليدية، افتتح وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الحديث، كونه الداعي ورئيس الجلسة، بالطلب من الجانبين الروسي والإيراني بالضغط على الحكومة السورية من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل كامل وعلى كل الأراضي السورية ورفع الحصارات وخصوصاً عن شرق مدينة حلب ..
الرد الروسي جاء تجديداً للموقف التقليدي، نحن جاهزون لذلك فوراً ولكن طبقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً وجب محاربته، ولا يمكن وقف إطلاق النار قبل فصل الإرهابي عن غير الإرهابي .
وجاء الموقف الإيراني مماثلاً للموقف الروسي، لكنه طالب بعدم التمييز بين منطقة محاصرة وأخرى هناك الكثير من البلدات والمناطق المحاصرة من قبل المجموعات المسلحة ولا نأتي على ذكرها! ..
سيرجي لافروف أعرب عن أسفه لفشل تطبيق اتفاق جنيف، وقال موجهاً كلامه لكيري: لقد عملنا سوية لوقت طويل وتوصلنا إلى نتائج هامة وجيدة فلماذا توقف ولماذا فشل التطبيق؟ .
ومن جديد رد كيري بأن فشل الاتفاق يتحمل مسئوليته النظام السوري و من يدعمه في مواصلة القصف وعدم الالتزام ببند وقف إطلاق النار من الاتفاق .
ومن جهته ، سأل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، المجتمعين قائلا : لماذا التركيز دائماً على جبهة النصرة؟ ولماذا لا نركز على ما يقوم به النظام السوري وحزب الله، فهؤلاء يقومون بما هو أفظع مما تقوم به جبهة النصرة ، وجدد الاتهام إلى الجيش السوري وحلفائه باستهداف المعارضة المعتدلة تحت شعار محاربة التنظيمات الإرهابية .
الموقف اللافت كان لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو الذي تبنى بشكل كامل الموقف الروسي من جبهة النصرة، حيث اعتبر أوغلو أن النصرة تنظيم إرهابي وعلى المعارضة السورية الابتعاد عنه ويجب إخراجه من شرق حلب ، لكن الوزير قال إن الموقف التركي من الحكومة السورية لم يتغير، النظام وأعوانه من الميليشيات الشيعية يتحملون مسئولية استمرار الحرب ويقومون بأعمال مشابهة لتنظيم داعش الإرهابي .
هنا تدخل وزير الخارجية العراقي، الذي تشهد بلاده توتراً متصاعداً مع أنقرة، داعياً لتناول الحديث عن الأزمة السورية من زاوية إنسانية وليس منطلقات طائفية . . الجعفري دعا لمبادرات من نوع جديد لانهاء الأزمة السورية، ووجه كلامه للوزير التركي قائلاً وقفنا إلى جانبكم إبان الأزمة التي جرت على تركيا أثناء الانقلاب وكنا ننتظر منك أن تقفوا إلى جانبنا في الحرب على الإرهاب ومعركتنا مع داعش لا أن يأتي التصعيد من قبلكم لانتهاك سيادة العراق وفتح جبهة خلفية عن المعركة مع داعش وهذا يضعف المعركة مع الإرهاب .
وخلافاً لهذه الأجواء التي سادت الجلسة المشتركة، كان الوضع مختلفاً تماماً خلال الجلسات الثناية التي عقدها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع كل من وزراء خارجية تركيا والسعودية وقطر، فقد أحيطت هذه الجلسات بسرية تامة، وسجل على هامش اللقاءات اجتماع ثلاثي ضم كيري ولافروف والمبعوث الأممي ستافان دي مستورا تناول المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي حول شرق حلب، وفي الجلسة العامة ركز دي مستورا من جديد على هذه المبادرة.
لكن كما الملفات الأخرى جرت مناقشتها بالعموميات. بعد مغادرة معظم الوزراء فندق البوريفاج حيث جرت لقاءات لوزان، بقي في الفندق الوزيران جون كيري ومحمد جواد ظريف والمبعوث الأممي ستافان دي مستورا لبعض الوقت، واختتم كيري نهاره كالعادة في مطعم صغير على شاطئ بحيرة لوزان مخصص لفطائر الـ كريب (cr pe).