رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقيقة بين الخيال والحقيقة!


تخيلت أننى فى جلسة لتحضير الأرواح والتى كان روادها فى القرن الماضى الدكتور الراحل رءوف عبيد- عميد كلية حقوق جامعة عين شمس آنذاك- والراحل الأستاذ أحمد فهمى أبوالخير والدكتور على عبدالجليل راضى- صاحب كتاب المسيح قادم- نعم تخيلت ذلك مع عدم قناعتى بهذا العلم»، بأن نقوم بتحضير أرواح شهداء ثورتنا، عفت ومينا وسيد بلال والحسينى أبوضيف وغيرهم.

وقد حضرت أرواحهم فى حضرة اللقاء، وكانت لحظات مهيبة يحفها الصمت والوقار وروح الألم لرحيلهم والسعادة باستحضار أرواحهم.. تجرأت بعد استئذان أن أسأل روح الشهيد الصحفى والمصور ابن طما بصعيد مصر أبوضيف.. ما رأيك فيما حدث لك أمام الاتحادية قالت روحه الكريمة؟

أنا لم أكن أحمل سلاحاً أو حتى نصلاً صغيراً.. كان سلاحى آلة تصوير وعقلاً يسجل مع الصورة ما يحدث وما يقال من حولى لم أكن أدرك أو أتوقع أن أخى المصرى يقتلنى أنا المصرى! عدت لأسال روح الشهيد أبوضيف.. هل أنت ناقم على هؤلاء الذين قتلوك من أعداء الوطن قالت روح شهيد طما العظيم أنا الآن روح لاجسد. الروح طاهرة متسامحة أما الجسد فهو يحب ويكره لأنه تحت سلطان الحواس وسطوة الشهوة. لقد سامحهم وتركت الأمر للخالق العظيم.. نعم فالله قادر..

ثم استأذنت الجالسين فى أن نستدعى روح الشهيد أحمد عفت.. وما أن لاحت روح الفقيد تخاطبنا قائلة: أنا روح الآن وعندما كنت فى الجسد قبل شهادتى كنت أتمنى أن يسود الحب بين الجميع لكننى أراكم الآن فى حالة انقسام ما كنت أتمناه لكن ليس بيدى ما أقدمه لكم بعد رحيلى عن عالمكم.. كان الله فى عونكم.. قالت روح الشيخ عفت.. إن روح صديقى العزيز مينا دانيال لاحت أمامى لرغبتكم فى الحديث إليها.. سأترككم معها.

قالت روح مينا دانيال: لقد كان السواد الأعظم من أصدقائى من إخوتى المسلمين أحبونى كثيراً وأحببتهم أكثر نحن تحت مظلة واحدة.. والحق أقول لكم وفى صدق كامل نحن هنالا نعرف سوى الله الحب والتآخى ليس بين الأرواح صراع.. ليتكم تكونوا مثلنا فى النقاء.. ليتكم تتطهروا من كل غلالات الجسد وشهوة السلطة. وجاء الدور الذى نخاطب فيه روح سيد بلال وراح ينظر فى حب لروح مينا قبل مغادرته إيان.

سيد بلال يحدثنا أنه مراقب وحزين على ما يدور فى بلادنا.. وما حدث لنا فى الاتحادية حيث قادت جماعة الإخوان شباباً غضاً كقطيع أغنام لتصيبهم بجروح وإصابات بالغة صورتها كل القنوات والصحف مما أطاح برأس الشهيد الحسينى أبوضيف حيث اخترقتها طلقة عن قرب شديد من الشهيد انتهت جلسة الأرواح صافحت أصدقائى حضور الجلسة.. لقد كان الخيال جزءاً من الحقيقة!

آخر العمود

يقول الإمام الشافعى:

أحب الصالحين ولست منهم.. لعلى أن أنال بهم شفاعه

وأكره من تجارته المعاصى.. ولو كنا سواء فى البضاعة.

■ عضو اتحاد كتاب مصر

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.