رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الأضحى.. والتكافل الاجتماعى


اليوم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك كل سنه وأنتم طيبون وبلدنا طيبة وبخير وكل المسلمين الذين يعتنقون الإسلام الحقيقى والأصيل بخير. اليوم تتردد أصداء التلبية فى كل مكان ونجد أنفسنا نردد وبلا توقف لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ويقف الحجاج من جميع بقاع الأرض ليؤدوا مناسك فريضه الحج بالأراضى المقدسة. وينتقل إلينا هذا الإحساس الرائع حتى بمجرد سماع التلبية فى المساجد فى شوارعنا ..يا له من إحساس رائع أن تجد قلبك يخفق مع كل مره تردد فيها التلبية، حيث تغمرنى حالة من صفاء النفس والارتفاع عن كل صغائر الدنيا وأجد نفسى أطرح على القارىء بعض التساؤلات.

لقد نزل القرآن على نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ليكون دين محبة وتسامح وإيمان وسلام وأول كلمة نقولها عند لقاء الآخرين. هى السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .أى أننا نوجه.السلام والرحمة. فلماذا يستخدمون الإسلام فى الاإرهاب وكيف تتم عمليات غسيل المخ للشباب فينسوا السلام والرحمة وينغمسوا فى العنف والكراهية بلا حدود؟ ثم أعود فأسأل: إن أول سورة نزلت على نبينا الكريم تبدأ بكلمة «اقرأ». أى أن الإسلام يدعو إلى القراءة والعلم فلماذا يلغون العقل ويتجهون إلى المفاهيم المتخلفة التى لا بها عقل ولا بها علم وإنما دعوات جهل وتطرف وهذيان وقتل وتكفير وكل هذا يستخدمه الغرب لتشويه الإسلام ولتحويل الدول العربية إلى دويلات متحاربة متصارعة يستغلون فيها الإسلام لضرب الإسلام وتغيير مفاهيمه والدفع بالمأجورين للتقاتل فى المنطقة وتفتيت الدول وإشعال الفتن.

إن نفحات عيد الأضحى تطل علينا فى مصر التى ندعو لها بالخير والسلام والتقدم ولكننا أيضاً لا ننسى الدعوات لكل البؤساء فى منطقتنا بأن يرفع الله عنهم الكرب وأن يتوقف نزيف الدماء، إننا ندعو أن تتوقف معاناة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين يعانون من ويلات الصراعات التى تم زرعها فى منطقتنا لإضعافها وإغراقها فى دوامات العنف والقتال والحروب بلا نهاية والتى يذهب ضحيتها الآلاف كل يوم. ففى كل يوم تدمر البيوت وتتشرد الأسر وتؤخذ النساء كسبايا مثلما كان يحدث قبل نزول الإسلام وإلغاء الرّق والعبودية وتحرير المرأة وصون كرامتها. إن من يتأمل فى هذه الأيام المباركة حال منطقتنا لابد أنه سيدرك أن منطقتنا هى أحوج ما تكون إلى تحريرها من براثن الإرهاب باسم الإسلام ولابد أن ندرك أن نشر الوعى بالإسلام الصحيح وتعاليمه السمحة هو واجب على كل مسلم عاقل ومتعلم وأن التصدى للمفاهيم المتطرفة والدعاوى المتشددة والفتاوى المتخلفة هو دور منوط بِنَا جميعاً فى بلدنا حتى يتم الحد منها شيئاً فشيئاً وحتى يتم محاصرتها ومن ثم القضاء عليها لأنه دور كل مسلم عاقل ومحب للوطن، إنه دور مهم للمجتمع المدنى وواجب على كل منا حتى نعيد لمصر بهاءها وأفراحها وإسلامها الوسطى المعتدل قبل أن تبدأ تيارات التطرّف والوهابية من التغلغل بداخل مجتمعاتنا.

كل سنة وبلدنا طيبة وأكثر ازدهاراً وإنتاجاً ودعونا فى عيد الأضحى نضع ابتسامة على وجه من حرمتهم الظروف من الفرحة دعونا نساعد أسرة فقيرة أو قريباً لديه أطفال فى حاجة إلى ملابس جديدة أو أرملة فى حاجة إلى مساعدة لأسرتها. إن العيد هو فرصة ليس فقط للفرح بل هو أفضل فرصة للزكاة أيضاً وللتكافل الاجتماعى وهى سعادة كبيرة نحسها إذا ما استطعنا أن نسهم فى إسعاد الآخرين ولو بمساعدة بسيطة. وكل عام ومصر بألف خير وأهلها المخلصون طيبون مسلمون ومسيحيون.