رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغلاء.. والحكومة الحالية


أعلم أن مصر تمر بمرحلة صعبة أشخصها بأنها عنق الزجاجة إن استطعنا الخروج منها والصمود فيها فستمر أزماتنا بسلام وستواصل مصر مشوارها الصعب بأمان .

أدرك أيضاً أن المؤمرات خطيرة والتكتلات الدولية تريد خنق مصر لتركيعها وإضعافها ومن ثم إخراج خطة التقسيم الأمريكية من الأدراج لتنفيذها على الواقع . أدرك أيضا أن الحرب خارجية وداخلية تستخدم فيها كل الأدوات والطرق والأسلحة ضد مصر حتى لا تتمكن من الصمود وحتى تلحق بالدول التى سقطت بخطة الخريف العربى والتى أطلقوا عليهاالربيع العربى حتى يتمخداع الشعوب العربية باسم الثورات ولكنها الفوضى التى تحدثت عنها كونداليزا رايس عن الدول العربية.

وهى فوضى هدامة سقطت معها الدول العربية الواحدة تلو الأخرى وبقيت مصر مستعصية على التقسيم وعلى الإضعاف وعلى التدمير، صمدنا نعم واخترنا رئيساً وطنياً وطنى وابناً باراً لمصر يقود السفينة بكثير من الجهد نتيجه تراكمات أكثر من خمسين سنة من المشاكل والأزمات التى جعلت الإصلاح صعبا بل يكاد يكون بعيد المنال لكنه ليس مستعصيا على الحل لو تكاتف المخلصين للوطن لدفع سفينة النجاه إلى الأمام حتى لا ترتطم بالصخور العاليه وحتى لا ترتطم بأمواج عاتية وحتى يمكن أن ترسو فى بر الأمان وحتى تتقدم إلى الأمام بالمواطن المصرى وتحتل مكانتها بين الدول المتقدمة.

إننا نمر بعنق الزجاجة بالفعل لأننا نواجه عدة مشاكل فى أساسيات مهمة فى حياة كل مواطن ويمكن للمواطن أن نطالبه بالصبر لكن فى نفس الوقت هناك متطلبات أساسيه المعيشه اليومية من الصعب استغناء المواطن عنه. لأنها ضروريات حياه ومن اهم المشاكل التى تواجهنا الآن موجه غلاء تجتاح كل السلع بدءا من الأدوية والأطعمة الأساسية والخضراوات والفاكهة والألبان أيضاً انتقل الغلاء إلى التعليم ومصاريف المدارس وأيضاً الكهرباء تعلو فواتيرها دون رابط أو ضابط لأنها تتم وفقا لأهواء المسئولين عنها.

وأيضاً المستشفيات والعلاج وكل شيء سنجد أن الغلاء قد طاله وفى المقابل لم يواكب هذا الغلاء ارتفاعاً مماثلاً فى المرتبات، ومع ارتفاع سعر الدولار تأثرت الواردات ولم يواكبها حركة تصنيع مماثلة للمنتجات المصرية. وذهب عنا دخل السياحة نتيجة الضغوط الخارجية علينا ولأننا قصرنا فى توفير الأمن للسائحين، ومع ضعف حركة السياحة تم تسريح ملايين العاملين بها.اضف إلى كل هذا كسلاً فى سلوكيات المصريين وعزوفاً عن العمل والإنتاج والاعتماد على الحكومة فى التوظيف وظاهرة عدم الانتماء التى تستشرى كالاخطبوط بين قطاعات كثيره من الشباب بسبب الشائعات الهدامة والأفكار المغلوطة التى تبث لهم من الذين باعوا ضمائرهم ليدمروا الوطن من العملاء ومن الطابور الخامس ومن الإعلام الفاسد ومن الظلاميين وبالإضافة إلى كل هذا نجد أن الحكومة تتجاهل الحوار مع المواطنين وتتجاهل مشاكل المواطنين وليست لديها شعبية فى الشارع المصرى كما أنه لابد من القول إنه قد بح صوتنا وتعبت أقلامنا من كثرة المطالبة بضروره التطهير فهو مايزال متعثراً وتنفيذ القانون لايزال بطيئاً والعدالة فى مصر لا تأتى إلا بعد عدة سنوات. وهناك قصور فى حركة تطهير المؤسسات والشركات وفى الحكومة من الظلاميين وأتباعهم ولايزال الفساد يرتع فى قطاعات كثيره وفى مجالات مختلفة.

وكل هذه الأسباب أدت حالة من الاختناق لدى المواطن البسيط والمتوسط الدخل ولأنه بحسبة بسيطة سنجد أن الدخول لم تعد تتلاءم مع الغلاء فى كل مستلزمات البيت المصرى الأساسية. وهكذا يجد المواطن نفسه أمام رئيس يثق فيه وفى وطنيته ولكن من ناحيه أخرى يجد، حكومة تتجاهل مطالبة ومشاكله وأزمات حياته اليومية ويجد نفسه امام معضلة الإنفاق على متطلبات الحياة الأساسية نتيجه الغلاء الشديد فى كل السلع.

وهكذا أعتقد أنه أمام الحكومة المصرية أمرين فى مواجهة غلاء الأسعار المتصاعد أما أن تضع حداً للغلاء وتبحث عن طريقة لوقفه ولزيادة المرتبات فى مواجهة الغلاء وإنشاء صندوق لدعم وتأمين الفقراء فى حالة البطالة.

وهناك حل آخر أراه أكثر.منطقيه وهو أن تستقيل الحكومة وتجىء لنا حكومة جديدة لديها قدره على حل إشكالية ارتفاع الأسعار فى كل شىء بما لا يتناسب مع دخل المواطن المصرى نريد لديها قدرة على الإحساس بالمواطن البسيط وأكثر قدرة على تطهير المؤسسات وعلى تشجيع الاستثمار ودعم السلع الأساسية لأن رفع الدعم والاستمرار فى الغلاء على هذا المنوال سيؤدى لنتائج وخيمة على الوطن وسيجعل الحياة مستحيلة وسيفجر غضب المواطن البسيط غير القادر على استيفاء أساسيات ومطالب بيته اليومية.

نريد حلولاً سريعة لوقف أسعار السلع الأساسية للمواطن المصرى لأننا أصبحنا أغلى من أوروبا فى جميع الأسعار.