رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عندما يغيب العقل


انقسم المصريون وتناحرت العائلات واختلف أفراد العائلة الواحدة، حول دستور حاكت خيوطه جماعة الإخوان «المحظوظة»، شيء يدعو للأسف أن نرى هذا الانقسام الخطير الذى صنعته رئاسة متخبطة تراجعت فى العديد من قراراتها مما صدع أركان المجتمع وكدر صفوه واستقراره، هذا الانقسام المروع يهدد مستقبل شعب بأسره، بل هو يهدد بانهيار نظام لم يتفاعل بروح العدل وأخلاق الشرعية مع شعب له ماض عريق.

شعب لن يستطيع أحد أن ينهب مقدراته الشخصية والموروثة حضاريا رغم تفشى الأمية بين قطاعاته العريضة، وكلنا يعرف قصة الفلاح الفصيح، نعم فثقافة المصريين الفطرية قادرة على رفع هاماتهم أمام أى باغ أو فرعون باستثناء تلك القطاعات والتى تمثل أماكن عدة فى صعيد مصر متمثلة فى البسطاء والمحتاجين والفقراء الذين توجه أفكارهم الرشاوى الإخوانية والتى لن يستطيع حزب «الحرية والعدالة» إنكارها لقد سجلت بالصوت والصورة فلا للمزايدة على إنكارها، وهذا ما لا يقبل عليه التيار الشعبى والليبرالى، والمدهش فى الأمر أن يدعو الغريانى التيار الشعبى للنقاش وهذا ما لا يقبله العقل الحر والمستنير.

نعم حدث هذا الانقسام وتفتت وحدة المصريين وهو أمر يثير الحزن والأسى، لماذا ينقسم الشعب، لماذا هذا الاحتقان الذى لم يستطع مواطن أن يخفيه بل يتمسك به مما عزز حالة الانقسام، وأخيرا وللأسف نجد منظمة العفو الدولية ترصد الفارق الخطير بين صورة شعب اتحد فى يناير عبر ثورة شبابية عارمة قادتها الشبيبة بلا قائد، ومن هنا كانت سرقة الثورة من ثوارها الأصليين والذين أصابهم التهميش وتنكر لهم من سرقوا ثورتهم.

حذرت منظمة العفو الدولية من استمرار غياب المساءلة عن الانتهاكات الحقوقية التى ارتكبت فى مصر منذ يناير وحتى الآن، وذكرت المنظمة أيضا أنه فى وسط الارتباك والانقسام السياسى للبلاد باتت الحاجة الملحة لإصلاح مؤسسات الدولة كما ذكرت المنظمة عن »المفارقة بين أيام الثورة التى شهدت نموذجا للوحدة بين المحتجين المصريين رغم المعاناة والعنف، وبين حالة الانقسام والعنف التى تشهدها البلاد حاليا».

وقالت المنظمة أيضا «إن المرحلة الأولى للاستفتاء جرت وسط حالة من الانقسام وانعدام الثقة واليأس»، هكذا يصفنا الآخرون، إنها عيون العالم حينما ترصد انقسامنا وأحزاننا ودموع الأحرار منا.

إن ما حدث من تعذيب لعشرات المحتجين الأبرياء أمام الاتحادية وهذا ما نشرته كل الصحف «عدا الإخوانية والقومية سابقا» لقد رصدت الكاميرات وبعض القنوات صحة هذا التعذيب لمواطنين أحدهم بدرجة قنصل وآخر بدرجة عامل فى عمارة لا يفقه فى أى من أمور الساسة والسياسة، يا إلهى أنقذ مصرنا الحبيبة من الانقسام واغسل قلوب أعداء السلام من المصريين.. يا إلهى أعد انقسامنا إلى وحدة، بها نعبر نحو النور، يا إلهى أنت وحدك القادر كما كانت قدرتك وتجلياتك فى 25 يناير!!

آخر العمود: للعظيم الإمام الشافعى:

صبرا جميلا ما أقرب الفرجا.. من راقب الله فى الأمور نجا

من صدق الله لم ينله أذى.. ومن رجاه يكون حيث رجا

■ عضو اتحاد كتاب مصر