رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ18 لوفاة أول فيلسوف مصري.. عبدالرحمن بدوي انتقد ثورة 1952 لتخليها عن مبادئها.. ناقش الإلحاد بمبادئه.. وألف 150 كتابًا

جريدة الدستور

"مصر تحوّلت إلى سجن كبير لا يسمح بالخروج منه إلا للسجانين"، مقولة دائمًا ما كان يقولها.. أعتبره الفلاسفة العرب أول فيلسوف مصري لما قدمه من أعمال ضخمه، وتأثره الشديد ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.

هو الفيلسوف عبد الرحمن بدوي، الذي قدم 150 كتابًا طيلة رحلة حياته، ونجح في مناقشة الإلحاد عن غيره من الكتاب بمعناه الشامل، والتي تحل علينا اليوم الذكرى الـ 18 لوفاته.


نشأته:
ولد الدكتور عبد الرحمن بدوي، في ٤ فبراير سنة ،١٩١٧ بقرية شرباص، مركز فارسكور بمديرية الدقهلية، وكان الطفل الـ15 من بين ٢١ شقيقا وشقيقة .

وحصل على الابتدائية سنة ١٩٢٩ من مدرسة فارسكور ثم الكفاءة عام ١٩٣٢ من المدرسة السعيدية في الجيزة، وحصل البكالوريا عام ١٩٣٤، والتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليا"، وخرج في بعثه إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وعاد عام 1937 إلى القاهرة ليحصل على الليسانس بتقدير عام امتياز من قسم الفلسفة.

عقب حصوله على الليسانس عين معيدا، وأنهى رسالة الماجستير وكتبها بالفرنسية عن "مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية" وحصل على الدكتوراه في ٢٩ مايو ١٩٤٤ بعنوان: "الزمان الوجودي".

وبعد حصوله على الدكتوراه عين مدرسا بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة فؤاد في ابريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949.


بدايته:
عين بدوي، مدرسا بقسم الفلسفة في أبريل ١٩٤٥، ثم أستاذا مساعدا في ١٩٤٩، وفي ١٩ سبتمبر ١٩٥٠ أنشأ قسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة إبراهيم باشا "عين شمس حاليا"، ثم عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن بسويسرا، ثم غادر إلى فرنسا 1962 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها.

كما أسس قسم الفلسفة بكلية الآداب كما عمل بجامعات الكويت وطهران وطرابلس، وعمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات ومنها لبنان والسوربون والجامعة الليبية وجامعة الكويت واستقر في نهاية الأمر في باريس.

وكان الفيلسوف الراحل عضوا في حزب "مصر الفتاة"، وتم اختياره ممثلا للحزب الوطني مع ٥٠ شخصية في لجنة الدستور التي كلفت في يناير ١٩٥٣ لكتابة دستور جديد هو دستور 54 والذي استبدل بدستور ١٩٥٦.

يجيد بدوي، عدة لغات منها اللغات: الفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية واليونانية واللاتينية و الإنجليزية و الفارسية بالإضافة إلى اللغة العربية.


أعماله:
بلغت أعمال عبد الرحمين بدوي، أكثر من ١٥٠ كتابا، وحصل على وسام الأرز من لبنان عام ١٩٤٩ وجائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة الإسلامية عام ١٩٦١ وكان أول من حصل على جائزة مبارك في العلوم الاجتماعية.

يعد الفيلسوف الراحل من الكتاب الذين ناقشوا ظاهرة "الإلحاد في الإسلام" بموضوعية "، معتبرا لأصولها ومبرزًا لتطورها ودارسًا لأهم أعلامها، فمن خلاله يتوضح للقارئ ما دار حول إعدام ابن المقفع وأسبابه الكامنة في زندقته.

ووصفه المهتمين بالفلسفة من العرب بأنه أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.


مذكراته:
قال في مذكراته إن "مصر تحوّلت إلى سجن كبير لا يسمح بالخروج منه إلا للسجانين".. وأنتقد ثورة 1952 بالرغم من تأييده لها، وذلك عقب تراجعها عن مبادئ الحرية والديمقراطية.


وفاته
قبل وفاته بـ4 أشهر أصيب بوعكة صحية حادة، وسقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس واتصل مسئولوا فندق لوتيسيا بالقنصلية المصرية وأبلغوهم بأن لديهم شخص مريض يقول إنه فيلسوف مصر.

وعاد إلى مصر ليتلقى العلاج في معهد ناصر حتى وافته المنيه صباح الخميس 25 يوليو 2002 عن عمر يقارب 85 سنة.