رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضرورة التصدى للمسلسلات التى تهبط بالمجتمع المصرى «٥»


أستكمل رؤيتى حول المادة التى تعرضها القنوات التليفزيونية من دراما وبرامج فى جرعة مكثفة ومتواصلة من العنف والدماء والقتل والمخدرات التى تغلب على معظم المعروض على الشاشات مما أثار استياء الأسر فى البيوت المصرية، إن الشهر الكريم الذى تلتف فيه العائلات حول الشاشات من كبار وصغار كنا نسعد فيه قبل سنوات بجرعة مسلية وممتعة من البرامج والمسلسلات التى تناسب الشهر الكريم فكنا نشاهد فوازير نيللى لسنوات التى احبها الأطفال واستمتع بها الكبار وبعدها فوازير شيريهان وسمير غانم وكان التليفزيون المصرى يعرض لنا مسلسلات اجتماعية راقية تقبل عليها كل البيوت مثل ليالى الحلمية وتاريخية ودينية فى حلقات تعكس لها تاريخ الإسلام والكبار الشخصيات الإسلامية، لم يكن الإنتاج مبهراً ولكن كانت تصل إلينا رسائل ذات هدف، ومسلسلات لا يشوبها الهبوط ولا الألفاظ الخارجة وكانت البرامج تراعى الشهر الكريم، هكذا كانت مصر وهكذا كان دورها الإعلامى والثقافى الرائد والذى يحترم الشهر الكريم وروحانيته، وكانت الشاشة متعة للعائلات يلتفون حولها بلا حرج أو استياء أو ترويع أو خوف على الأطفال، من بث أفكار تعلمهم العنف وتبث فيهم الكراهية للمجتمع ولا تقدم لهم قيمة أو قدوة من وراء العمل أو تنير لهم الطريق، أما الآن فانقلبت الأوضاع إلى الأسوأ ولا أحد من المسئولين يهتم بتأثير الدراما الكبير والهائل على تخريب عقلية جيل بالكلمة، حيث أصبح الإعلام والقنوات تستخدم كأداة للهبوط بالأخلاق وبالسلوكيات ولا تأبه بالقيم حتى أنها تكاد تندثر ومشاهد العنف والقتل تتكرر فى كل مسلسل إلى الحد الذى يصور مصر أنها مرتع للعصابات والانحدار وللتدهور الخلقى والمجتمعى، ولا يستثنى من هذا إلا عدد قليل من المسلسلات منها جراند أوتيل المقتبس من مسلسل إسبانى ويدور فى جو من الإثارة البوليسية داخل فندق بأسوان لكنه ليس مسلسلاً دموياً رغم وقوع جرائم ومآسى فيه وسأتحدث عنه بالتفصيل فى حلقات مقبلة، ومسلسل مأمون وشركاه أيضاً يغرق فى العنف ويتناول أوضاعاً اجتماعية من خلال أسرة مصرية تعكس التغيرات التى حدثت فى السنوات الماضية.

وقبل التطرق لمسلسلات النجوم الكبار هذا العام فلابد أن أقول إنه رغم ما نلفت إليه النظر من ضرورة مراعاة اختيار موضوعات تصلح وتتناسب مع الشهر الكريم وتحرص على بث القيم وبناء العقول بشكل سليم، نجد أن الدراما المصرية لاتزال هى دراما النجم أو النجمة وليست دراما الموضوع ويبدو أننا سنظل فى نفس هذه الدائرة الضيقة وهى أختيار نجم ثم تفصيل مسلسل له، فهناك مسلسل عادل أمام ويحيى الفخرانى ومحمود عبد العزيز ويسرا وليلى علوى ومحمد رمضان ونيللى كريم وغاده عبد الرازق وعمرو سعد وظافر عابدين ومنى زكى وعمرو يوسف ومصطفى شعبان ويوسف الشريف وغيرهم، والأرقام التى يتقاضاها النجوم قد أصبحت أرقاماً فلكية تستفز البيوت والعائلات والمجتمع بشكل عام، ولو أن بعضاً من مل هذه الملايين توجه للمساهمة فى فتح مصانع أو تشغيل الشباب العاطل فى مشروعات تفيد البلد نجد أن الملايين توجه لتخريب عقول هؤلاء الشباب وتدمير أى أمل لهم فى المستقبل، ولم نسمع عن نجوم تبرعوا بجزء من أجورهم فى عمل خير أو بناء مستشفى أو مشروع سكنى للشباب.

وأستكمل هنا بعض الرسائل التى وصلتنى من شخصيات عديدة فاعلة فى العمل الاجتماعى والخيرى ولها رأى واضح وتحذر وتنتقد بشدة هذه المسلسلات والبرامج التى تطل يومياً عبر القنوات الخاصه والحكومية فتستكمل السيده المحترمة نجوى شعيب من لندن رأيها حول دراما رمضان قائلة: لقد حكت لى صديقة مصرية فى لندن أن ابنها الصغير ذى السبعة أعوام قد دخل إلى المطبخ وفوجئت به يحمل عود كبريت يريد أن يشعله فى محاولة لتقليد حرائق برنامج رامز لولا أنها رأته قبل حدوث الكارثة، فى البيت، وتقول نجوى شعيب : إن ترويع الناس شىء غير آدمى ونهت عنه كل الأديان وياريت نمنع الأطفال من مشاهدته وأنه أكثر من كونه برنامجاً رمضانياً عنيفاً لأنه يشوه أفكار وتربية وعقول لأجيال لسه بتتعلم وبتكون شخصيتها. وتقول الصديقة المحترمة إيناس خورشيد إنها هجمة شرسة وإن لم ننتبه ونقف وقفة مجتمعية شديدة فإننا نستحق ما يحدث لنا إنه مهرجان الدم والقتل والعنف والنكد وصور الخيانة.

وللحديث بقية