سقوط التبعية لأمريكا.. أخطر ما أعلنه الرئيس
والحديث كان بالغ الأهمية ووضع فيه الكثير من النقاط على الحروف. وطرح فيه العديد من الأفكار والحلول والمعالجات لعدد من القضايا الساخنة الملتهبة برغم أن المذيع والمعد فى الوقت نفسه أسامة كمال لم يطرح قماشة واسعة من الأسئلة بحيث تساعد الرئيس على طرح كل ما لديه من أمور مهمة جداً، خاصة فيما يخص كشف حساب إنجازات عامين من حكم البلاد. عموماً وبصرف النظر عن ذلك أعلن الرئيس السيسى عن أخطر عملية تغيير سياسية استراتيجية كبرى فى العلاقات الدولية، وللأسف فإن هذا التغيير الجوهرى لم يأخذ حقه من الاهتمام الإعلامى والذى يعانى من الغفلة وعدم الفهم الصحيح لترتيب الأولويات السياسية والإعلامية وهو الأمر الذى دفعنى لكى أركز على هذا التغيير المهم والجوهرى فى السياسة المصرية والذى عبر عنه الرئيس السيسى بيسر وسهولة وكلمات مقتضبة وذلك عندما قال إن أدبيات السياسة الأمريكية التى كانت حاكمة للعلاقات المصرية الأمريكية قد تجاوزها الزمن.
وأنها لم تعد حاكمة لهذه العلاقات التى تبنى الآن على أسس جديدة وصحيحة تقوم على الندية والتكافؤ والاحترام المتبادل ولا تقوم على التبعية والذيلية، كما كان الحال طيلة الـ٣٥ عاماً الماضية، وأن سياسة التوافق الاستراتيجى مع الولايات المتحدة وسياسة الـ ٩٩٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا قد ولت إلى غير رجعة، وأنه لابد من أخذ الموافقة الأمريكية على أى قرار مصرى رئيسى ومركزى سواء فى السياسة الداخلية أو الخارجية قد انتهى تماماً من الحسابات السياسية المصرية وأن مصر تمتلك الآن حرية اتخاذ القرار الوطنى وحرية الإرادة الوطنية الحرة المستقلة وفق المصالح الوطنية المصرية العليا.
وأنها لا تتبع السياسة الأمريكية فى جميع مواقفها وأن مصر تلتزم بعلاقات توازن دولى مع جميع الأقطاب الدولية وفق مصالحها سواء كانت هذه الأقطاب روسيا أو الصين أو فرنسا أو ألمانيا أو الهند أو اليابان وطبعاً يسرى هذا الكلام على أمريكا وبريطانيا وأن مصر تطبق بذكاء وحرفية سياسة عدم الانحياز والحياد الإيجابى مع جميع القوى الدولية ووفقاً لمصلحتها الوطنية والاستراتيجية وليس لديه أدنى شعور بالتبعية تجاه أى قوة دولية.
وهذا هو المتغير الإيجابى الجذرى الجديد فى العلاقات الخارجية المصرية وهو متغير حصيلة عامين من الحكم الوطنى الرشيد ويؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح.
وأنها بدورها فى طريقها لأن تكون قوة كبرى ممثلة للعالم الثالث وتتبوأ المكانة اللائقة بها. إن ما يطبق الآن من قبل الدولة المصرية سواء من سياسات داخلية أو خارجية تقوم على إحياء شعار «العزة والكرامة».
والذى كان عنواناً لسياسات مصر فى حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وعاد مرة أخرى ليرفرف على سماء العلاقات الدولية.
بعد عامين من رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى ولعلى أكون قد أوضحت خطر ما قاله الرئيس السيسى فى حواره التليفزيونى الأخير من وجهة نظرى وهو الأمر الذى تم تجاهله من أغلب المحللين والمعلقين عن جهل وربما عن عمد ويبقى أن نطالب ونتمنى ونقول مثلما أسقطنا الأدبيات الحاكمة للسياسة المصرية الأمريكية سابقاً. ولم تعد ملزمة لنا فأننا سوف نسقط أيضاً كثيراً من الأدبيات المريضة والسلبية فى العديد من السياسات الداخلية والخارجية وأعتقد أننا نسيرفى هذا الطريق وفق خطة ذكية حكيمة وبجدول زمنى معد بطريقة علمية تضمن لنا النصر الدائم فى زمن الحرب غير المسبوقة التى تشن علينا وإننا لمنتصرون بإذن الله.
■ كاتب صحفى