رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبادرة لعلماء الأزهر للتقريب بين "السنة والشيعة".. كريمة:نحاول توحيد الأمة الإسلامية.. وشيعي: نرحب بأية جهود لوقف الحروب المذهبية.. وجبهة علماء الأزهر:"فاشلة قبل أن تبدأ"

جريدة الدستور


التقريب بين السنة والشيعة حلم راود الكثيرين من علماء الأزهر الشريف، وسعوا نحوه بكل الطرق، ومن أجل الإخاء الإسلامي والتقريب المذهبي، يتجه مجموعة من العلماء بالأزهر ووزارة الأوقاف لتدشين "منتدى التألف للوعي الاسلامي".

وأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، وأحد مؤسسي المنتدى، أن المؤسسة مدنية مستقلة، وأن 250 ألف عالم وفقيه وشخصيات دينية وعامة تشارك في المنتدي.

وأوضح أن المنتدي ستنطلق أعماله، عقب عيد الفطر المبارك، ويهدف لمناقشة كافة القضايا الإسلامية على الساحة وتوحيد الأمة الإسلامية، والتقريب بين كافة الحضارات الإنسانية .

وذكر كريمة، أن المنتدى يناقش في أمانته الأولى برئاسته، مسائل الإيخاء الإسلامي والتقريب المذهبي، من خلال وضع ميثاف شرف بين السنة والشيعة، لعدم التصدير المذهبي، وعدم نشر الشيعة مذهبهم في البلاد السنية والعكس.

وأشار إلى أن هناك مخطط لتقسيم الدول العربية على أسس مذهبية، موضحًا أنه مع وجود تجمع لعلماء المسلمين في بيروت، ومجمع التقريب في العراق ومثله في ايران، ومنظمة الوحدة الاسلامية بالأردن، كان من الضروري أن يكون في مصر مؤسسة لمناقشة توحيد الأمة الإسلامية ومنع التنازع بين المذاهب المختلفة.

وفجر كريمة، مفاجآة لـ"الدستور"، عن مشاركة عدد من رموز الشيعة بالمنتدى، واستنكارهم مما يفعلهه بعضهم يوم عاشوراء، وإعلان الاحترام للسيدة عائشة، كما أن المشاركون في المنتدي لا يكفرون الشيعة أو أي من المسلمين.

وأشار إلى أن المنتدى يعني في أمانته الثانية بمجابهة الالحاد، والرد على كافة ما يستندون إليه، لحماية الناس من الانجرار إلى هذه الأفكار الهدامة والتي تمثل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي للدول كافة.

وأكد كريمة، علي أن المنتدي أيضًا معني بمكافحة التطرف والإرهاب، من خلال نقد جماعات العنف والتطرف الفكري، والمسالمة مع أهل الكتاب، من خلال حوار الحضارات، وهو ما يهدف إلي تصحيح صورة الإسلام، التي شوهتها بعض الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

ومن جهته، رحب الدكتور أحمد راسم النفيس، القيادي الشيعي بمصر، بالمبادرة، قائلًا:" اذا كانت النوايا طيبة ونحن نعتقد ذلك فأهلا وسهلا، ، ونرحب بأية جهود لوقف هذه الحروب المذهبية والطائفية، من خلال التوافق الفكري والتقريب بين المذاهب في بلاد المسلمين".

وتابع أن:"المسلمون أمة واحدة بدليل اجتماع كافة المذاهب في الحرم المكي، أثناء الحج"، مشددًا علي ضرورة تعزيز الوحدة بين المسلمين، ونبذ الخلافات الجوهرية للقضايا التي تم افتعالها، خاصة في ايمانهم بالله وبالرسول وأركان الإسلام الخمس.

ومن جانبه، أكد الدكتور ابراهيم نجم المستشار الاعلامي لدار الافتاء، أنه يرحب بصفته الشخصية بالفكرة، قائلًا:" التقريب فكرة قديمة جديدة ومناهج الازهر تحث على قبول الاخر وأداب الاختلاف".

وأوضح أن الذي أفسد نجاح التقريب هو السياسية، وأى محاولة لتحقيق ذلك هي محاولة محترمة بجهود العلماء وسيكتب لها النجاح بشرط مراعاة السياقات المعقدة التى تمر بها المنطقة وثوابت المصلحة المصرية ومصالح الدول العربية ولابد من التنسيق مع الجهات المعنية.

وتابع نجم، أن دور المؤسسة في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب ومواجهة الإلحاد سيكون تكميليًا مع دور وزارة الأوقاف والأزهر الشريف في هذه الملفات للوصول إلى نتائج إيجابية على المدى القصير ولابد من التنسيق مع هذه الجهات".

وعلي الجانب الأخر، أكد الدكتور يحى اسماعيل، أمين جبهة علماء الأزهر، أن مثل هذه الدعوة تأتي من قبيل سوء الفهم التقدير، مشيرًا إلي أنها طرحت من قبل وفشلت، بعدما ظهر أن الشيعة يهدفون إلى إفساد عقول المغفلين المخدوعين –علي حد قوله-.

ورأي أن دعوات التقريب بين المذاهب، هي محاولات فاشلة قبل انطلاقها، متسائلًا:"كيف نلتقي والشيعة يقولون إن مصحف أهل السنة محرف والمصحف المستقيم هو مصحف الجفري، بخلاف كونهم يقرون زواج المتعة والجمع بين الأختين بالإضافة لأمور أخري؟."

وتوقع هشام النجار، الباحث الإسلامي، فشل المنتدى في التقريب بين السنة والشيعة، قائلًا:" الدعوة طيبة في ظاهرها وفي الأوضاع الطبيعية بعيدًا عن التوترات التي تحدث في البلاد السنية والشيعية، برعاية إيران والتي تمثل تهديدًا للوحدة العربية والأمن القومي الإسلامي".

وتابع، أن المستفيد الأول من هذا التقريب، هي إيران، بعد تدهور سمعتها بتورطها في العديد من الحروب الطائفية في الدول العربية والشرق الأوسط.

وأشار النجار، إلى أن هناك محاولات قديمة للأزهر الشريف في هذا الصدد، لكنها لاقت فشلًا ذريعًا، مستشهدًا بإنشاء "دار التقريب" برعاية الدكتور عبد اللطيف السبكي، وعدد كبير من علماء الأزهر، التي اكتشفوا من خلالها الخديعة الإيرانية، والتي تهدف إلى نشر المذهب الشيعي في مصر، ومن ثم تقرر إيقاف المشروع.