رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شم النسيم.. من الفراعنة وحتى اليوم


كل سنة ومصر بخير وكل سنة ومصر دائماً تحتفل بأعيادها فى جو من الأمل والبهجة بين اَهلها المحبين لها، كل سنة وأنتم بخير مسلمين ومسيحيين بمناسبة الاحتفال اليوم بشم النسيم والذى يتزامن مع عيد القيامة المجيد، افتحوا الأبواب للأمل وللبهجة فمصر تتحرك للأمام ولنبنى معاً دولة مستنيرة متقدمة تتنفس أنوار الحرية والإبداع والفنون والعلم والمعرفة وتنبذ كل دعوات التشددوالتطرف والتفرقة، فكثير من المصريين خرجوا إلى السواحل والأرياف للاستمتاع بالإجازات الرسمية والأعياد المصرية التى احتفل بها المصريون القدماء قبل غيرهم من الحضارات ومازال الشعب يحافظ على هذه العادات والتقاليد المتوارثة التى أصبحت جزءاً من الثقافة المصرية والهوية الثقافية للمصريين رغم أنف المتشددين.

إن أصل الاحتفال بعيد شم النسيم يعود إلى مصر الفرعونية التى يحاول البعض من تيار دعاة التطرف تهميشها وتسطيحها حتى يضعفوا الجذور المصرية المحبة للفنون والإبداع وحتى يستكملوا خطتهم الشيطانية فى إضعاف مصر والتى ستفشل بإذن الله، فها هم المصريون الذين تميزوا دائماً بالوسطية يستعدون منذ أيام لاستقبال الأعياد بالبهجة والترحاب ويخططون لاختيار أماكن للخرج بأسرهم اليوم إلى المتنزهات والحدائق والأندية والأماكن المفتوحة ويلون الأطفال البيض ويجهزون الأكلات المخصصة لهذا اليوم كالملانة والخس والبصل والبيض والسمك المملح كعادة قدماء المصريين منذ خمسة آلاف سنة، ولوعدت بالذاكرة إلى أصل الاحتفال فسنجد أن شم النسيم هو مهرجان احتفالى يعود إلى سنة ٢٧٠٠ ق،.م أى إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية وترجع تسميته بهذا إلى الكلمة الفرعونية«شمو» وهو عيد عند قدماء المصريين يرمز إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان أو بدء خلق العالم، ثم تعرض الاسم للتحريف وأضيفت إليه كلمهً «النسيم» لارتباط هذا الفصل بالجو الربيعى المعتدل والنسيم العليل، واستمر هذا الاحتفال بعد ظهور المسيحية، ثم بعد دخول الإسلام الوحدة مصر، ويصاحب الاحتفال بهذا العيد منذ بدايته فكرة الاستمتاع بجمال الطبيعة ويصاحبه أيضاً الخروج إلى المتنزهات والحدائق والأماكن المفتوحة وله أطعمة خاصة يحرص عليها أهل مصر حتى الآن، وكان المصريون الفراعنة ينقشون آمانيهم ودعواتهم على البيض لعلها تتحقق ، أما المؤرخ اليونانى الخالد «هيرودوت» فقد ذكر فى كتاباته حينما زار مصر فى القرن الخامس أن المصريين كانوا يأكلون السمك المملح فى أعيادهم رغم أنف المتشددين والمتطرفين ودعاة التخلف. وهكذا فإن طقوس الاحتفال بأعياد شم النسيم هى طقوس متوارثة انتقلت جيلاً بعد جيل عبر آلاف السنين بين أبناء الشعب المصرى المحب للبهجة وللفنون وللحياة. فاخرجوا إلى الأماكن المفتوحة واستمتعوا بالأعياد وبثوا الأمل فى نفوسكم، فلقد أثبت التاريخ وأثبت المصريون عبر تاريخهم أنهم حريصون على عاداتهم وتقاليدهم وعلى الاحتفال بالحياة، وأن من يحاولون تهميش جذورنا الفرعونية المتواصلة فينا والتى نفتخر بانتمائنا إليها لا أعتقد أنهم سيفلحون، وأن كل دعوات الظلاميين والمتشددين ستضمحل وستتلاشى إذا ماتمسكنا بهويتنا الثقافية وبحب المصرى للحياة منذ الفراعنة وحتى الآن وأن احتفال المصريين بشم النسيم اليوم هو أبلغ دليل على أن جذورهم الثقافية بداخلهم، وأن أعيادهم السنوية بطقوسها الجميلة والعريقة التى تحمل البهجة والاستمتاع بالحياة مازالت مستمرة، وكل سنة وأنتم بخير وبلدنا بألف خير.