إسرائيل لا تكترث للتجسس الألماني عليها..وخبير أمني يراه "أمرا إيجابيا"
تجسس جهاز الاستخبارات الألماني، BND، في السنوات الماضية على مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما ذكرت أمس (السبت) صحيفة دير شبيجل الألمانية.
ووفقا للتقرير الألماني، فقد راقب الألمان شخصيات كبيرة في البلدان الأوروبية، وزارة الدفاع البريطانية، والمقرات الرئيسية لمنظمة OPEC وصندوق النقد الدولي.
وخضعت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وسلاح الجو الأمريكي أيضًا إلى مراقبة الاستخبارات الألمانية بالإضافة إلى وزارة الخارجية الأمريكية. ولم يكشف التقرير كيف تمت المراقبة وأي نوع من المعلومات جُمعت خلالها.
ولكن رغم أنّ الخبر قد تصدّر العناوين في إسرائيل، يبدو أنّ النظام السياسي لم يتلقَّ هذه التصريحات بصعوبة كبيرة. حتى الآن لم يرد ردا من مكتب رئيس الحكومة، الذي كان هدف التجسس، ويبدو أن المسؤولون يحاولون ترك الخبر يمرّ تحت الرادار من دون إيلاء اهتمام خاص ومن دون طلب الاعتذار من ألمانيا، ويحاولون الحفاظ على العلاقات الجيدة بين البلدين.
وفي العقود الأخيرة يتعاون الـ BND مع المنظومة الأمنية الإسرائيلية في التصدّي للإرهاب وفي الوساطة ضدّ التنظيمات مثل حزب الله وحماس، مثل صفقات تبادل الأسرى وإعادة الجثث بين إسرائيل والتنظيمات الإرهابية.
لم يتأثر خبراء الاستخبارات الإسرائيليين من الخبر أيضا. يجب الانطلاق من افتراضية بسيطة وهي أن الدول تتجسس إحداها على الأخرى، حتى بين الدول الصديقة.
هذا طبيعي لأنّ هذه طريقة أخرى لاتخاذ القرارات ومعرفة أشياء مهمة لا تُنشر في وسائل الإعلام ، كما قال يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي في إسرائيل، والمقرّب بشكل شخصي من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. ونُشرت أقواله في الموقع الإخباري العبري NRG.
وقال عميدرور أيضًا إنّ إسرائيل دولة رئيسية في الشرق الأوسط، وذات تأثير في موضوعات كثيرة جدا والتي يمكن أن تكون ألمانيا متأثرة بها. وتؤثر إسرائيل هنا أيضًا على الفضاء الدولي، ولذلك فمن الواضح أن ألمانيا سترغب في معرفة ماذا يحدث... أقترح حقا عدم التأثر من حالة كهذه. إنها حالة طبيعية تحدث في العالم .
ويرى خبير آخر في مجال الاستخبارات في التقرير تحديدا أمرا إيجابيا ومديحا لإسرائيل: إن ألمانيا لاعب رئيسي يشاركه كل من الروس والأمريكيون في القرارات والنشاطات المختلفة. ولذلك، فحقيقة أن ألمانيا تستثمر فينا أيضًا جهدا تدل على أنّ إسرائيل بالنسبة لها هي دولة مهمة يجب معرفة ما يحدث فيها من أجل اتخاذ القرارات... لا يمكن للدولة أن تؤدي دورها من دون أن تكون لديها استخبارات قوية، والتي تُظهر بماذا حقّا تفكّر الدول حولها... فحقيقة أن الاستخبارات الألمانية تهتم بنا مثل أمريكا والدول الأوروبية يجب أن تكون مصدر مديح كبير لإسرائيل. فهذا بمثابة شهادة تقدير على أن برلين تعتبر إسرائيل دولة مهمة مؤثرة في العالم ويجب معرفة ماذا يحدث فيها .