رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تركيا تهدد «أيمن نور» بالطرد من أنقرة.. «المخابرات» تطالبه بعدم مقابلة مسئولين أمريكيين إلا بموافقتها.. ومراقبون: نظام أردوغان في «مرحلة إعادة ترتيب الأوراق» بشأن الإخوان

جريدة الدستور

حالة من الود والوفاق، جمعت بين جماعة الإخوان وتركيا على مدار الثلاث سنوات الماضية، منذ الإطاحة بمحمد مرسي من سدة الحكم في ثورة 30 يونيو 2013، ولأن «ثبات الحال من المحال» بدأ النظام التركي، في تغيير لهجته، تجاه المتواجدين على أرضه من قيادات الإخوان، والموالين لهم.

ويعكس إلزام المخابرات التركية لأيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق، بإخطارها عند لقاء أي مسئولين بالمخابرات الأمريكية، أو استضافة القناة التي يرأسها لأي مسئولين متعاونين مع «سى آى إيه» أو أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأخرى، ضرورة التنسيق المسبق معهم وكتابة تقارير عن فحوى اللقاءات مع مسئولي المخابرات الأمريكية، خير دليل على تغير اللهجة.

وأكد أحد المسئولين في المخابرات التركية، أن التنسيق المسبق معهم شرط لاستمرار بقاء نور على الأراضى التركية والتعاون معه.

وأرجع مراقبون، أسباب انقلاب تركيا على أيمن نور، إلى توتر العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية التفاهمات بين روسيا وأمريكا بشأن الملف السوري، بينما رأى آخرون أنه يأتي في إطار الوساطة الخليجية بين مصر وتركيا قبل انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي أبريل المقبل.

هشام النجار، المتخصص في الشأن التركي، ذكر أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ليست على ما يرام خلال الفترة الأخيرة وتشهد توترات عديدة، بسبب وجود تفاهمات بين روسيا وأمريكا بشان الملف السوري، وانتقاد باراك أوباما لتركيا ولجماعة الإخوان وحلفائها، بسبب تعثر المشروع الغربي مع الإسلاميين.

وأوضح أن تركيا، تريد ترتيب أوراقها بشأن تحالفاتها، خاصة وأنها تعتبر عدم إحراز هدفها وتدخلها البري في سوريا كما كانت تخطط فشل وهزيمة لها، لما كانت تريده في سوريا من تدخل بري، مشيرًا إلى أنها لجأت للتحالف مع إيران خصمها في المنطقة، كما أنها لجأت للتطبيع مع إسرائيل، بعد ما كانت تستمد بريقها وجماهيريتها في العالم العربي من معاداتها للمشروع الصهيوني.

وتابع النجار، أن مرحلة إعادة ترتيب الأوراق التي تشهدها تركيا في الآونة الأخيرة ستجعلها تقبل على عدد من الإجراءات المختلفة، مثل التي حدثت مع أيمن نور، مستبعدًا إمكانية ترحيل تركيا لبعض من قيادات الإخوان أو الانقلاب عليها خلال الفترة المقبلة، ولكنها فقط تريد تصحيح مسارها.

ورأى سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية أن تغير لغة خطاب تركيا مع أيمن نور تأتى في إطار الوساطة الخليجية بين مصر وأنقرة قبل انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي.

واعتبر أن إعلان المخابرات التركية عن لقاء أيمن نور بالمخابرات الأمريكية هو أمر متعمد، مقصود به التشويه والإساءة له، وربما لإجباره على تخفيف حدة المعارضة في قناة الشرق التي يرأس مجلس إدارتها، وتخفيف حدة الهجوم على مصر قبل مؤتمر القمة الإسلامي.

وذكر عيد، أن تركيا بدأت تأخذ عددا من الإجراءات في هذا الصدد، حيث ألزمت أنقرة قيادات الجماعة الموجودين على أراضيها بالامتناع عن التصريحات العنيفة.

وقال ماهر فرغلي، المتخصص في شئون جماعات الإسلام السياسي، إن المؤشرات الحالية تؤكد حدوث انفراجة بين مصر وتركيا، التي كانت جماعة الإخوان سبب من أسباب القطيعة بين الدولتين.

وأكد على أن قيادات وأعضاء الإخوان المتواجدين بأنقرة سيتم طردهم من هناك عاجلًا أو آجلًا بسبب أفعالهم المشينة، حيث الجماعة نقلت كل مشاكلها إلى تركيا مما يسبب أزمة لأردوغان، موضحًا أن أفعال الإخوان هناك تجاوزت كل الحدود ووصلت إلى حد التطاول باليد فيما بينهم.

وذكر فرغلي، أن إلزام أيمن نور بضرورة التنسيق مع المخابرات التركية عند لقائه بأي مسئولين بالمخابرات الأمريكية، أو استضافة القناة التي يرأسها لأي مسئولين متعاونين مع السى آى إيه أو أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأخرى هو حق لها.