.
بالفيديو.. "جريمة إنسانية في قصر العيني".. حكاية شاب دخل لعلاج كسر في الساق فخرج "شبه ميت".. رحلة "كعب داير" على غرف العمليات انتهت بتوقيع إجباري للوالد على إقرار "خروج حسب الطلب"
حلقة جديدة تهل علينا من مسلسل إهمال مستشفى قصر العيني الذي مازال شبح الموت يخيم فوق سطحه ليحصد أرواح ضحايا جدد كانوا يأملون النجاة والعودة للحياة من جديد.
تتمثل هذه الواقعة الجديدة في دخول محمد وليد، 16 عامًا، طالب، مستشفى قصر العيني لعلاج ساقه التي أصيبت في حادث تصادم فانتهى به المطاف غائبًا عن الوعي حتى تم نقله إلى مستشفى التأمين الصحي بحلون .
وبعيون دامعة وقلب مكلوم على فقدان نجلها الذي يعتبر في عداد الأموات قالت :" ابني دخل المستشفي يعانى من كسر في رجليه يحتاج عملية تثبيت مفصل خارجي.. عمري ما كنت أتصور أنه يخرج من مستشفي قصر العيني عبارة عن جثة درجة إدراكه للعالم الخارجي لا تتعدي 12%".
وبدأت والدة "محمد" تسرد تفاصيل تدهور حالة نجلها قائلة : "ابني سقط من دراجة بخارية أسفل سيارة نقل أدت إلى كسر في ساقه اليمنى، وتم نقله إلى مستشفي حلوان العام الذي رفض استقباله لحاجته إلى عملية تركيب مفصل وتم نقله إلي مستشفي قصر العيني، وبعمل الإشاعات والتحاليل اللازمة، أثبتت أنه لا يعاني سوى كسر في الساق اليمنى تستدعي عملية تثبيت مفصل".
وأكدت الأم أنه تم نقله من الاستقبال الجديد بالمستشفى إلى قصر العيني القديم في انتظار إجراء العملية لمدة 7 ساعات متواصلة حتى يتم تجهيز غرفة العمليات وتعقيمها وتجهيزها بالمعدات اللازمة للجراحة وظل يعانى من الألم طوال هذه المدة.
وأضافت دخل "محمد" غرفة العمليات في تمام الساعة الخامسة فجرًا، وعند خروج الجراح من غرفة العمليات أجرى مكالمة هاتفية ذكر فيها اسم المريض فسألته عن حالته فأخبرها بانتهاء العملية وأنه ينتظر طبيب التجميل الذي تأخر ساعتين بدوره.
وتابعت أنه عندما تم نقله إلى غرفة الإفاقة عقب إجراء الجراحة لم يتعرف سوى على والده ووالدته فقط دون أن يتعرف على باقي الأسرة وبعدها تم نقله إلى قسم "18"، ولم يستلمه أحد هناك فتم تركه على "ترولى العمليات" في الممر الخاص بالقسم دون إشراف طبي لمدة ساعتين، وتم طرد والدته من القسم واستمر الوضع .
وأشارت الأم إلى أنه عندما عادت لنجلها وجدته سقط من "ترولي العمليات" على الأرض ولم ينتبه أحد لحاله فصرخت مستغيثة بالممرضين حتى تم نقله على سرير في القسم.
وقالت إنها عندما استفسرت عن سبب سقوطه على الأرض أخبرها الطبيب أن العملية تم إجراؤها ببنج كلى ولم يفق منها حتى الآن بوعي كامل موضحة أن "محمد" فاق من البنج بعد مرور يومين، وعندما فتح عينيه أصيب بحالة من التشنج، وخرج من فمه ريم أبيض، وتغيرت ملامح وجهه.
وبكشف الأطباء عليه قرروا نقله إلى غرفة "الرعاية"، وعقب 6 ساعات تم نقله إلي " رعاية المنيل التخصصي" بمستشفي قصر العيني، ظل بها 6 أيام تحت التنفس الصناعي، حتى استفاق وبدأ يتفوه ببعض الكلمات غير الواضحة "صعبة الفهم"، فطلب الأطباء إجراء إشاعة بالصبغة لشكهم في وجود "مياه على الرئة".
وبخروجه من إشاعة الصبغة عانى من مضاعفات وتدهورت حالته الصحية وأصيب بحالة اختناق في التنفس وفي اليوم التالي أجبر الأب علي التوقيع علي استمارة "خروج حسب الطلب".
وأشارت الأم أنه بمجرد خروج محمد شعر بالاختناق، مؤكدة أنه لا يستطيع التنفس، فاضطرت الرجوع إلى المستشفى مرة أخرى، ودخل الاستقبال من 11 صباحا إلي 11 مساء دون الكشف عليه رغم معاناته من اختناق في التنفس.
وبالكشف عليه قرر الطبيب إجراء عملية شق حنجري؛ لتسهيل عملية التنفس، وبدخوله غرفة العمليات توقف القلب لمدة 3 دقائق، وتم وضعة تحت جهاز الصدمات حتى رجع عمل القلب وتم وضعه علي جهاز التنفس الصناعي عقب نقله إلى غرفة الرعاية التي ظل بها حتى قال لها الأطباء إن حالته لن تتحسن وأنه أصبح عبئا على المستشفى.
وأضافت الأم أن المستشفى رفض بقاء "محمد" الذي تحول إلى جماد لا يتحرك فتم نقله إلى مستشفي التأمين الصحي للإشراف علي حالته.
وتقدمت الأم بشكوى إلى مكتب وزير الصحة مرفق بها التقرير الطبية لابنها "محمد"، لفتح تحقيق عاجل في تدهور حالته الصحة والذي دخل المستشفي لا يعانى إلا من كسر بساق فقط حتى أصبح جثة هامدة.