رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف إدريس يعترف: القرية هي مصر الحقيقية والقاهرة "لوكاندة" بضائع

يوسف إدريس
يوسف إدريس

منذ بدأ الدكتور يوسف إدريس، مغامرته الفريدة في عالم الفن باحثا عن الأصداف والأسرار. وكأي عاشق متيم بالحياة، خرج الدكتور يوسف إدريس في أفاقه الإبداعية مسلحا بالصدق والجرأة والمحبة لا غير.

واتته الشجاعة ليخوض البحار وينتقل ويجرب ويجود. جرب في الأسلوب والتكنيك والموضوع، وتنقل من جنس أدبي إلي جنس أدبي آخر، فكتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقال.

يوسف إدريس يكشف كنوز أسراره الخفية

في لقاء مع إذاعي مع الإعلامية “أمينة صبري”، باح يوسف إدريس بخبايا أسراره عن سنوات طفولته وصباه في قريته، مشيرا خلال اللقاء إلي أنه لم يقض سوي 8 سنوات في قريته مسقط رأسه، ومن ثم انتقل إلي مدن مصر المختلفة.

ولفت إدريس إلى أن سنوات طفولته في قريته كانت: هذه السنوات الثمانية التي قضيتها في القرية أثرت علي بشكل خطير جدا، لأنها سنوات اختبار الحياة والتجربة، وفي فهم الإنسان وتشكيل حياته فيما بعد. ومن هنا نشأت لدي قناعة مفادها أن القرية هي مصر. وأنا فخور بتلك الفترة من حياتي وكنت أختار النماذج التي أكتب عنها من القرية، ليس من منطق أنها شخصيات فلاحية أو قروية إنما لأنها شخصيات مصرية.

واستطرد، في مقارنة بين قريته وبين القاهرة والتي اعتبرها “لوكاندة” بين السويس والإسكندرية عندما كانت البضائع تنتقل ما بين الشرق والغرب. ولم تكن مصرية في تقاليدها ولا في سلوكها أو ناسها فقد كان معظمهم تجار وأصحاب محلات تجارية وصفقات. بينما المصرية تتمثل في الفلاح المصري الذي عاش علي مدار حياته يمارس ليس فقط الزراعة والتي بدورها خلقت أنماط من التقاليد والشخصية التي نستطيع وصفها بأنها الشخصية المصرية.

 

حب الآخر من أبرز سمات الشخصية المصرية

وحول أبرز سمات الشخصية المصرية كما يراها دكتور يوسف إدريس يمضي في حديثه للإذاعية أمينة صبري لافتا إلي: من أهم سمات الفلاح المصري أو الشخصية المصرية هي حب الآخرين. فعندما يسافر المصري لأي بلد أوروبي يشعر بأن من حوله يعاملونه باحترام ولكن بغير حب أو مودة، المصري فعلا بيحب الناس.المصري يحب الإنسانية بشكل مطلق، يحب أن يساعد الآخرين.

وتابع “إدريس”: ومن سمات الشخصية المصرية أيضا حبها للاستطلاع، وحب الاستطلاع عند المصريين في دماءهم. والمصري أيضا كريم رغم فقره الشديد. استغرب كثيرا عندما أزرو فلاح ألاقي مراته مسكت الفرخة الوحيدة عندهم وتدبحها.

وأوضح: هذا المثال يشبه أن يكون كل ما لديك من شقاء الدنيا وتعبها 100 ألف جنيه في البنك للزمن، “تقوم تعمل بيها عزومة” لضيف زارك وتبقي بلا مليم.

وتابع رصده لسمات الشخصية المصرية موضحا: الخبث أو الدهاء، بس الدهاء اللي مش شرير، الدهاء الطيب. وبمعني أخر عدم إظهار ما يفكر فيه الشخص، وهو ما تعلمه المصري من طول الفترات التي تعرض فيها للقهر والاحتلال، فتعلم من هذه التجارب إخفاء انفعالاته وآراءه ولا يظهرها لأحد إطلاقا.     

واختتم يوسف إدريس، رصده لسمات الشخصية المصرية التي ذكرها في اللقاء الإذاعي، مشددا علي: لدي بالطبع هذه السمات كأي مصري، لكنها تختلف في كل سمة عن الأخري بنسب متباينة.