رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس بوسيديوس في ميراندولا

الكنيسة القبطية الكاثوليكية
الكنيسة القبطية الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس بوسيديوس في ميراندولا، أسقف كالاما في نوميديا.

وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال إن معظمنا يعرف سيرة حياة القديس أوغسطينوس الأولى وقصة إيمانه وتوبته المشهورة القوية والمثالية، ولكن القليل منا مَن يعرف شيئاً عن سيرته وجهاده في خدمته الكهنوتية. والفضل في نشر سيرته الرعوية هذه يرجع إلى تلميذه المحبوب” بوسيديوس“الذي صار بعد ذلك أسقفاً على” كالاما“في مقاطعة ”نوميديا“ الرومانية في شمال أفريقيا.

 وقد كتب هذه السيرة بعد نحو 30 سنة من رقاد معلِّمه أسقف” هيبو“المشهور لكي يُبرز فضائله لتعليم الأجيال التالية  يقول:[لقد أخذتُ على عاتقي بنعمة الله أن أنشر سيرة هذا الرجل المكرَّم كما عرفتها منه خلال عدة سنوات من صلتي الوثيقة به... لقد كان القديس يرغب دائماً ألاَّ يظن فيه أحد أو يُشاع عنه أكثر مما كان هو عليه. لذلك فهو لم يكفَّ عن ممارسته للاتضاع حيث إنه لم يكن يطلب مديحاً لنفسه بل مجداً لربه...].

وولد بوسيديوس في اليوم الأول من شهر يناير عام 370م. وكان صديق القديس أوغسطينوس ورفيقه، وفي عام 397 عُيِّن أسقفاً على أبرشية كالاما، وهي أبرشية في نوميديا (شمال أفريقيا). كل ما هو معروف عن حياته المبكرة هو ولادته في أفريقيا البروقراطية وتتلمذه على يد أوغسطينوس في هيبو. كأسقف، كان عليه أن يحكم أبرشية مضطربة وكانت تعاني الأمرين من الدوناتية والوثنية المستمرة. (كانت الدوناتية جماعة منشقة على الكنيسة تكفر ما سواها) استمر هذا الانشقاق مائة عام وأدى إلى نشوء كنيسة موازية لها تراتبيتها وطقوسها الخاصة. 

وقد ذهب أكثر أنصارها تطرفًا إلى حد ارتكاب أعمال عنف، حتى أنهم حاولوا دون جدوى اغتيال بوسيديوس الذي اعترف به البابا إنوسنت الأول. ولعب بوسيديوس دوراً حيوياً في (مجمع ميليفي عام 416) ضد البيلاجيين.  وفى عام 429م إذ عبرت قبائل الوندال من أسبانيا إلى أفريقيا، خربوا منطقة كالاما، فالتجأ بوسيديوس إلى صديق عمره القديس أوغسطينوس، حيث أسلم أوغسطينوس روحه بين ذراع بوسيديوس، بينما كانت القبائل البربرية تحاصر مدينة هيبو. ففي عام 437م قام غينسيريك، ملك الفاندال الآريوسيّ بنفي بوسيديوس ومعه أسقفان أخران عن كراسيهم خلال تحركات أريوسية مقاومة لهم.