رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أتدبر نفسي في فترة الفصح؟.. نشرة للمطران خضر في احتفالات الخماسين

جورج خضر مطران
جورج خضر مطران

تحتفل الكنائس المصرية بفترة الخماسين المُقدسة، وعلى خلفية الاحتفالات أصدر المطران جورج خضر مطران جبيل للروم الارثوذكس، نشرة تعريفية حملت شعار: كيف أتدبّر نفسي في الفصح؟.

وقال المطران خلالها: كيف أتدبّر نفسي في الفصح؟ إذا كانت الكلمة تعني العبور لا يبقى لي إلاّ أن أذهب عن كلّ شيء لألتقي المسيح، وليس في العيد إلّا المسيح. ليس في المسيحيّة إلّا المسيح. كلّ ما عداه طريقة للكلام عنه. الكون لا يضاف إليه. هو ترجمة له. 

وأضاف: كيف أتدبّر نفسي في الفصح؟ أحاول أن أصير إنجيلاً، أن أصير الكلمة لكي يقرأني النّاس ويعيشوا. المسيحيّة وجوهٌ استنارت لتضيء. هذا هو الفصح الحيّ. هو الذي يجعلني أعبر بالنّاس إلى وجه الآب.. كيف أحيا؟ "أنا لست أحيا، المسيح يحيا فيّ". 

المسيحية ليست نظامًا دينيًّا.. هي حبٌّ أي لصوق بالمسيح فتنسى وجهك لترى وجهه والعالم كلّه في وجهه. إذا كنّا فصحيّين، نحن في حالة تجاوز دائم لأنفسنا والعالم لنصير إيّاه ويصير إيّانا. ليس من أنظمة وليس من مبادئ نظريّة. كلّ شيء وجهه حتّى تتلاشى كلّ الوجوه أو نقرأه مرتسمًا عليها.

وتابع: كيف أتدبّر نفسي؟ أنسى نفسي حتّى أراه وحده فيّ، حتّى أراني مطلّه على الكون.. كيف أتدبّر نفسي؟ أجعله أمام عينيّ وأراه الكون الذي يغنيني عن كلّ شيء. لا أحاوره، أتلقّاه. وجهك يا ربّ، وجهك هذا مناي إلى أن يفنى القمر.
كيف أتدبّر نفسي؟ كلّ أمري مع نفسي أن أذهب بها إلى السيّد. عنده تنوجد. والآب المبتدأ والمنتهى وفيه يصب مسيح التاريخ. أنا لست بشيء ما لم أصبح فصحيًّا أي ناظرًا إلى الآب الغاية.

واختتم: لا شيء بعد المسيح ولا شيء غير المسيح. من لم يكن امتدادًا له أو كلامًا عنه ليس بشيء. ففي الفصح أصيره أو لا أكون شيئًا. اذا أحببته أنمو به وأنمو فيه. أنا لا أريد عليه شيئاً لأنّه كلّ شيء. كلّ القدّيسين فيه وإليه واذا نظرت إلى وجوههم لا تبحث عنهم. فتّش عن وجه يسوع مرتسمًا فيهم.. أنا لست بشيء إلاّ اذا أخذني السيد إلى وجه أبيه وهذا لا يتمّ إلاّ اذا أصبحت مكان الفصح أي موضع المرور من ذاتي إلى الآب بالمسيح يسوع.