رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسة الشهيدة غليكاريّا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسة الشهيدة غليكاريّا التي استشهدت في عهد الإمبراطور انطونيوس وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها انه يعود لكلّ مؤمن أن يكون في عالم اليوم شرارةً مضيئةً وقلبًا مملوءًا بالمحبّة وخميرة للعالم يمكن لكلّ مؤمن أن يصبح كذلك بقدر اتّحاده مع الله. فالسلام لن يحلّ بين الناس إذا لم يحلّ أوّلاً داخل كلّ واحد منهم، وإذا لم يلتزم كلّ شخص بإرادة الله فيه... فالأمر يتعلّق في الحقيقة بعمل سامٍ جدًّا حتّى أنّ تحقيقه لا يمكن أن يُترك لقدرة البشر وحدهم حتّى إن كان ما يحرّكهم هو أفضل النوايا وأكثرها نبلاً. فالمجتمع البشري في حاجة ماسّة إلى نجدة علويّة حتّى يعكس بأمانة تامّة صورة ملكوت الله.

بآلامه وبموته، قهر الرّب يسوع المسيح الخطيئة التي هي المصدر الأصلي لكلّ الشرور والمآسي والظلم. "هو سلامنا... جاء وبشّركم بالسلام أنتم الذين كنتم أباعد، وبشّر بالسلام الذين كانوا أقارب". وهذه الرسالة نفسها هي التي نسمعها في ليتورجيّة عيد القيامة المبارك: "يسوع إلهنا القائم من الأموات وقف بين تلاميذه وقال لهم: "السلام عليكم، هللويا". ففرح التلاميذ لمشاهدتهم الربّ". المسيح جاء بالسلام وترك لنا السلام: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم، وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعطي أَنا كما يُعْطي العالَم".

هذا السلام الذي جاء به الفادي، نسأله ملّحين في صلواتنا أن يمنحناه.  فليقصِ من النفوس ما يمكن أن يضع السلام في خطر، وليحوّل الناس جميعاً إلى شهود للحقيقة والعدالة والمحبة الأخوية. فليضيء نوره الذين بيدهم مقدرات الشعوب... وليلهب المسيح أخيراً قلوب البشر جميعاً، فيهدموا الحواجز التي تفرّق، ويّوطدوا الربط التي تجمع بالمحبة المتبادلة، ويتفهموا الغير، ويصفحوا عمن أساؤوا إليهم. وهكذا يقوم بفضله بين شعوب الأرض كلها مجتمع أخوي حقيقي، يسوده دوماً ويزهر فيه السلام المشتهى.