رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 أسباب وراء التغييرات الجذرية في نظام الحكم السعودي

 الملك سلمان بن عبد
الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين

أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، الذي تولى الحكم في المملكة العربية السعودية، قبل ثلاثة أشهر بعد وفاة الملك عبد الله بن عبدالعزيز، التغيير الثاني في الدوائر القريبة من الحكم.
وأصدر الملك سلمان، أمرًا ملكيًا تضمن تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد، ومحمد بن سلمان وليًا لولي العهد، وإعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز، من ولاية العهد، وكذلك إعفاء الأمير سعود الفيصل من منصبه وتعيينه مشرفًا على الشؤون الخارجية، وتعيين عادل الجبير وزيرًا للخارجية.
كما أصدر خادم الحرمين الشريفين، أمرًا ملكيًا بتعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي.
وإزاء تلك التعديلات السياسية، قال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه كان من المتوقع أن يجري العاهل السعودي بعض التغييرات، والتي أدى بعضها عقب توليه الحكم مباشرة، مشيرا إلى أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، أخ غير شقيق من الأب للملك سلمان والملك فهد، حيث تنتمي والدة الملك الراحل إلى عائلة أخرى.
ورأى أن الملك سلمان يجري هذه التغييرات لكي يعين من هم عائلة والدته، لذا هذه التغييرات لها ما يبررها، وهي أن الملك سلمان يريد أن يحيط نفسه ويتولى أجهزة الدولة من ينتمي إلى عائلة "السديري"، وهو وضع طبيعي في السعودية ودول الخليج.
وأوضح أن الملك سلمان استكمل التغييرات التي أجراها مع توليه الحكم والتي استقر عليها.
وقال محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، إن الملك سلمان يجري تغييرات طبيعية، خاصة أن إعفاء "سعود الفيصل" جاء بناء على طلبه، كما أن تعيين "عادل الجبير" وزيرًا للخارجية خلفًا له باعتباره شاب أكثر كفاءة، بعد كبر سن سعود الفيصل وضعف أدائه.
ورأى أن الحقائق حول هذه التغييرات سوف تتكشف قريبا، فلا يوجد خلاف بين الملك سلمان ومقرن بن عبد العزيز، فقط معلوماته الاستخباراتية أصبحت قديمة فتم إعفائه، وإن كان يقال بناء على طلبه.
وأضح أن هذه التغييرات محاولة من الملك سلمان لتثبيت سلطانه، وحازت على موافقة الأسرة الحاكمة عليها، فضلا عن تعيين رئيس جديد للديوان الملكي، ما يعني أنه يبحث عن التعديلات الأنسب، وتخولها له سلطاته كملك على رأس السلطة، مشيرا إلى أنها تعكس أيضا درجة من التوتر داخل الأسرة.
وعن تغيير سعود الفيصل ومقرن بن عبد العزيز، نتيجة سياسة المهادنة التي اتبعاها مع الحوثيين كما أنهما امتداد للملك عبد الله رحمه الله، وتولى محمد بن نايف وهو أكثر شدة، بما يوحى بأن المملكة تتجه نحو مزيد من التشدد مع الحوثيين، وبهذا يعلن الملك سلمان انتصار التيار المتشدد داخل الأسرة الحاكمة.
وعن تأثير هذه التغييرات على العلاقات مع مصر، قال إن مصر هي الأخ الأكبر، ولا يستطيع الاستغناء عنها، فلا غنى لدول الخليج مجتمعة أو منفردة عن مصر، وما حدث سعي نحو مصلحة المملكة في مواجهة جماعة الحوثيين التي تريد دخول المملكة وإزاحة آل سعود من الحكم، لذا يريد رؤية شابة ومتشددة.
وأوضح أن هذه التغييرات كانت مطلوبة منذ 20 يوم وبداية عاصفة الحزم، خاصة أن المهادنة مع الحوثيين لا تسمن ولا تغني من جوع، بالتالي لابد من الشدة معهم حتى لا يفكروا في غزو المملكة والإطاحة بآل سعود والسيطرة على المقدسات، وهو ما سيتحقق بهذه التغييرات.
وقال يسري العزباوى، الباحث السياسي، إن الهدف من التغييرات محاولة لاستقرار نظام الحكم في السعودية والسيطرة علي مفاصل الدولة، ويضمن استمرار انتقال سلمي للسلطة في المستقبل.
ووصفه بأنه انقلاب ملكي داخل السلطة، بداخل الأسرة الحاكمة، حيث استغل الملك سلمان الأوضاع في المنطق خاصة قيام المملكة بدور ما داخل اليمن ومحاولة تطويق مهددات الأمن القومي السعودي، في ظروف تأييد المملكة لهذه الإجراءات، وهو ما استغله لتحقيق نوع من الولاء التام له من داخل أسرته.
وأضاف هذه التغييرات جاءت بسرعة غير متوقعة، لكن الانتقال اتسم بالهدوء حتى هذه اللحظة، لكن لا نعرف ماذا يحمل هذا الهدوء في المستقبل؟، خاصة، أن الواضح هو أن ترتيبات هذه التغييرات كانت تتم من فترة ولم يتم الإعلان عنها، حتى استقرت الأوضاع حول عاصفة الحزم.