رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكتبات المثقفين 24

عبدالرحمن الطويل: أتمني أن تؤول مكتبتي إلى أسرتي وتجد من يهتم بالثقافة

الكاتب عبد الرحمن
الكاتب عبد الرحمن الطويل

تعد المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم قد تحولت إلى مكتبات يعيشون فيها.

وحول مكتبات الكتاب، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم، وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور يقدمها "الدستور" في سلسلة حوارات مكتبات المثقفين.

وفي الحلقة الـ 24 من حلقات هذه السلسلة من الحوارات يحدثنا الكاتب والشاعر والباحث في التراث عبد الرحمن الطويل، عن مكتبته وأول كتاب اقتناه، وما الكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك.

متى اشتريت أول كتاب؟

وأنا في الصف الثاني الإعدادي، وخلال العامين التاليين اشتريتُ عددًا كبيرًا من الكتب تشمل دواوين شعر وموسوعات تاريخية، وساعدني على ذلك أن مشروع مكتبة الأسرة كان يوزعها لدى باعة الجرائد بأسعار زهيدة.

ما أهم الكتب في مكتبتك؟

عدد كبير من المصادر التراثية في اللغة والأدب والتاريخ، على رأسها كتب الخطط مثل خطط المقريزي وكتاب الانتصار لابن دقماق وغيرهما من كتب خطط مصر وخطط الشام أيضا، وفي الأدب يحتل كتاب الأغاني للأصفهاني مكانة خاصة، أما الأدب الحديث فأقرب مقتنياته إلى نفسي الأعمال الكاملة لمحمود المسعدي، ولدي عدد من الكتب في اللغات والكتابات القديمة لاهتمام خاص بقرابات لغاتنا القديمة بالعربية المعاصرة، كما لدي عدد من الكتب في الموسيقى والغناء أهمها كتاب مؤتمر الموسيقى العربية عام 1932.

ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟ وما الكتاب الذي لديك منه أكتر من نسخة منه؟

كتب الخطط مثل خطط المقريزي والانتصار لابن دقماق وفتوح مصر لابن عبد الحكم وكتب المزارات أيضًا، فعليها اعتمادي الأكبر في بحث الخطط القديمة وخاصة مشروع خطط الفسطاط الذي أنجزت منه كتابي (الفسطاط وأبوابها)، ومن هذه الكتب تحديدًا لديّ أكثر من نسخة لشدة عنايتي بها وبحثي عن أفضل تحقيقاتها وأصح نصوصها.

 

هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟ وكم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟

لم أفكر ولم أكتب وصية بشأن مكتبتي، وسأكون صريحًا معكِ أن أفضل تمنياتي لمكتبتي أن تؤول إلى أسرتي ويكون فيها من يهتم بالثقافة ويحتاج إلى هذه الكتب ويحب قراءتها ويحسن صحبتها بعدي، ولو فكرتُ في إهداء بعضها فأظن أن أولويتي ستكون أصدقائي المقربين وخاصة من يشاركونني نفس الاهتمام بالكتب المهداة.

لكني في الوقت نفسه أتمنى أن أملك القدرة يومًا على عمل مكتبة عامة، أو تكوين مكتبات خاصة للنوابغ غير القادرين. وبحمد الله لم أفقد مكتبات، لكن ربما فقدت كتبًا في ظروف عارضة.

 

ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟

كتاب “أوراق البردي العربية”، لأدولف جروهمان حين قررت البحث عنه كان قد نفد من الأسواق، وكتاب العمر لحسن حسني عبد الوهاب وجدت جزءين منه ولم أعثر بعد على بقيته.

ولا بد أن أعترف هنا أن وفرة البي دي إف خففت كثيرًا من وطأة هذا الفقد، صحيح أنني من محبي الكتب الورقية وأفضل اقتناء الكتب التي أهتم بها، لكنّ معظم ما لم أجده ورقيًّا أجده إليكترونيًّا ولا أشعر بافتقاده إذا كنت محتاجًا إليه في بحث ضروري.

هل تشتري كتب ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟

نعم، معظم ما يشتريه المثقفون لا يقرأونه، إذا قصدنا بالقراءة ختم الكتاب من الجلدة إلى الجلدة، فنحن نشتري عددًا كبيرًا منها، خاصة في مواسم المعارض، وبعضها نشتريه بنية توفير المرجع عند الحاجة لا بنية القراءة الكاملة، فبعض الكتب دورها أن تكون قواعد بيانات، كما أننا نقدم الأهم فالأقل أهمية بحسب اهتماماتنا ومشاريعنا البحثية.

وأنا شخصيًّا مع كثير من الكتب من هواة القراءة البطيئة، التي يصحبها التعليق وتدوين الملحوظات، وهذا يجعل ما أقرؤه أقل دائما مما أشتريه.

هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميا في مناسبات كمعرض الكتاب؟

نعم في المعارض تحديدًا أحدد ميزانية، نظرًا لأن كمّ المشترى منها يكون كبيرًا، وغالبًا ما تنبني هذه الميزانية على تحديد أهم الكتب التي أحتاجها ولا بد من شرائها، وتستهلك معظم الميزانية، أما بقيتها فأتحرى به شراء عدد كبير من الكتب المفيدة ذات الأسعار الزهيدة ليجتمع لي منها عدد كبير، وأبحث عنها في المنافذ الحكومية أو لدى باعة المستعمل.

هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتب من الأصدقاء وهل تعيدها؟

نادرًا ما أعير الكتب أو أستعيرها، لكنني أهدي بعضها أحيانًا، خاصة إذا توافر لدي أكثر من نسخة للكتاب، كما يُهدى إليّ أيضًا، وبعض الكتب المهمة في مكتبتي جاءتني هدايا من أصدقاء أعزاء وأصحاب فضل، وهي أغلى الهدايا، خاصة إذا كانت كتبًا مهمة أو طبعات نادرة أو غير متوافرة في الأسواق، كما أعتز بإهداءات الأصدقاء إلي من مؤلفاتهم الخاصة وأضعها دائمًا في موضع قريب التناول لأعود إليها حينًا بعد حين.