رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنف الأحمر.. محمد آدم: غالبية العروض تستخف بعقل المشاهد.. والنصوص الجذابة قليلة جدًا

الروائى والكاتب المسرحى
الروائى والكاتب المسرحى محمد آدم

أعرب الروائى والكاتب المسرحى محمد آدم عن سعادته الكبيرة بالفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربى فى مجال المسرح، عن نصه المسرحى «الأنف الأحمر»، معتبرًا أن «الشارقة» من أهم الجوائز الإبداعية فى الوطن العربى، والفوز بها يعد تقديرًا عظيمًا للمبدع.

وكشف «آدم»، فى حواره مع «الدستور»، عن أن النص الفائز يدور حول فكرة أساسية، هى أن «بعض الحب أهم بكثير من أى شىء آخر فى الحياة»، متمنيًا تقديم هذا النص على خشبة المسرح قريبًا.

ورأى الكاتب المسرحى أن المسرح فى الوطن العربى ككل يعيش أزمة حقيقية، فى ظل قلة الاهتمام به، كما أن كثيرًا من العروض المقدمة فى الوقت الحالى «يستخف بعقل المشاهد»، فى مقابل عروض جذابة «قليلة جدًا».

■ فى البداية.. هل لك أن تعرفنا بنفسك؟

- روائى وكاتب مسرحى وسيناريست وباحث دكتوراه، وحاصل على درجة «الماجستير» بتقدير «ممتاز» فى الدراسات الآسيوية، من قسم «دراسات وبحوث العلوم الاجتماعية»، ورئيس نادى أدب كفر صقر فى دورته الحالية، وأحد أعضائه المؤسسين.

كما أننى أيضًا مؤسس فريق «محتوى» للكتابة، والمشرف العام على فريق الإعداد، ومقدم برنامج «حكايات جدو خشاف» على «يوتيوب»، والمنسق العام لدار «تويا» للنشر وعضو لجنة القراءة حتى عام ٢٠٢٠.

ولى عدد من الأعمال الأدبية، منها رواية «الطريق إلى السيدة العجوز»، ورواية «رأس الكركدن»، وكتاب: «مشكلات التعايش- الصراع بين اليهود الغربيين والشرقيين»، إلى جانب تقديم العديد من العروض المسرحية بالثقافة الجماهيرية، وحصولى على العديد من الجوائز، منها المركز الأول فى التمثيل بمهرجان «سمنود» المسرحى عام ٢٠١٦.

■ هل توقعت فوزك بجائزة الشارقة للإبداع العربى؟

- جائزة الشارقة للإبداع العربى «الإصدار الأول» من أهم الجوائز الإبداعية فى الوطن العربى، وبمجرد ذكر اسم «الشارقة» يتبادر إلى ذهن المبدع اللقب الذى حازت عليه عن جدارة، وهو «عاصمة الثقافة العربية»، لذا من الطبيعى أن يطمح المبدع فى حصد هذه الجائزة، وإضافة اسمها الكبير المرموق إلى مسيرته الأدبية.

ودعنا من تعبير «توقعت»، لكنى توسمت فى كرم الله، ولا أكذبك خبرًا أننى تيقنتُ مِن أن الله لن يخذلنى وسيستجيب لدعواتى، لذا عندما تلقيت اتصالًا هاتفيًا من محمد إبراهيم القصير، الأمين العام للجائزة، يوم ٢٤ يناير ٢٠٢٤، فى الساعة ١١:٤٦ دقيقة، لإبلاغى بأن نصى المسرحى «الأنف الأحمر» حصد المركز الأول، شعرت بفرحة عارمة تعجز الكلمات عن وصفها، خاصة أن اتصال إدارة الجائزة بنفسها يعد تقديرًا عظيمًا للمبدع.

■ عمَّ تدور فكرة النص المسرحى «الأنف الأحمر»؟

- فكرة «الأنف الأحمر» تدور حول المشكلات النفسيّة التى يتعرض لها معظم البشر، فالكثير منا يخفى فى نفسه جانبًا فى غاية الحزن، ولا يستطيع أن يصرح بذلك حتى للأقربين.

و«الأنف الأحمر» فيه إشارة ودلالة على المهرجين، وكل مَن يعيش فى هذا العالم المُتخيَّل، كرمزية عن الأقنعة التى يرتديها البشر، فالكثير منا لديه أكثر من وجه. كما أردت من خلال النص إيصال رسالة قوية ومهمة، مفادها بأن «بعض الحب أهم بكثير من أى شىء آخر فى الحياة».

■ ما المعايير التى تراعيها فى اختيار الفكرة التى تكتب عنها؟

- أن أحب الفكرة أولًا، وأن تكون جديدة، أحرص دومًا فى كتاباتى على تقديم كل ما هو جديد للقارئ، ولا يشغلنى أى شىء آخر.

■ هل تنوى تقديم العرض على خشبة المسرح؟

- بالطبع أتمنى ذلك، ليس هذا فحسب، أود أيضًا أن أشارك بالتمثيل فى العرض، لن أتردد إن سنحت لى الفرصة، لكن الأمر برمته يعود إلى دائرة الثقافة بالشارقة.

■ ما الذى دفعك لكتابة نص مسرحى، خاصة أنها المرة الأولى لك؟

- كانت لى تجربتان فى الكتابة المسرحية من قبل، لكن لم أوفق فى إنهاء الكتابة بهما، نظرًا لانشغالى آنذاك بالتمثيل والموسيقى العربية، لكن حرصى على وجود نص مكتمل الأركان يشبع رغبتى كممثل، رغم أننى تركتُ هواية التمثيل المسرحى، فى فبراير ٢٠١٧، دفعنى لكتابة «الأنف الأحمر»، وأعتقد أن التمثيل فى هذا النص سيشبع تلك الرغبة المتأججة.

■ مثلت فى العديد من العروض المسرحية والغنائية بمسرح الثقافة الجماهيرية.. لماذا لم تستمر؟

- لم أستمر لأن الكتابة أخذتنى من كل شىء، كذلك العمل على رسالة الماچستير، وما بين العمل والكتابة والدراسة لم أجد الوقت الكافى للعودة إلى المسرح، فـ«البروڤات» تستهلك الكثير من الوقت.

■ هل تفكر فى العودة إلى المسرح مجددًا؟

- بالطبع أفكر فى العودة إلى المسرح مجددًا، الرغبة فى ذلك عارمة وملحة بشكل مستمر، ورغم أن ضيق الوقت يمنعنى عن فعل ذلك، فلن أتنازل عن دور «المهرج #٣» فى «الأنف الأحمر»، إن جرى إنتاج النص، وأعتقد أن هذا الدور سيروى ظمأ توقفى عن ممارسة هواية التمثيل المسرحى لـ٧ سنوات، تلك السنوات العجاف بالمعنى الحرفى للكلمة.

■ كيف ترى أوضاع مسرح الثقافة الجماهيرية وأزمته الأخيرة؟

- مسرح الثقافة الجماهيرية له الفضل الأكبر فى تقديم الكثير من المواهب بشكل عام، ليس فى مجال التمثيل فحسب، بل فى شتى المجالات المتعلقة بالمسرح، مثل الكتابة والإخراج والديكور والإضاءة والإعداد أو التأليف الموسيقى والاستعراضات. لكن هناك عدة عوامل يجب مراعاتها لتحفيز المواهب وتشجيعها على الاستمرار، منها رفع القيمة المالية التى تصرف لها كبدلات.

وأنا لم أتابع الأزمة مؤخرًا، لأننى منشغل جدًا فى الفترة الحالية بإنهاء رسالة الدكتوراه، إلى جانب بعض الأعمال الأدبية.

■ وما تقييمك للمسرح بصفة عامة فى الفترة الحالية؟

- المسرح فى الوطن العربى بشكل عام فى أزمة حقيقية، نظرًا لقلة الاهتمام به، وعلى المستوى العام لا توجد نصوص مسرحية عربية تجذبنى كقارئ أو كممثل، إلا القليل جدًا.

فهناك الكثير من العروض المسرحية يستخف بعقل المشاهد، وهناك الكثير من الأمثلة، لن أذكر أيًا منها، لأن هذا لا يصح، لكن هناك جهات معينة تهتم بالمسرح وتسعى للنهوض به، وأتمنى لها التوفيق فى ذلك.

■ أخيرًا.. ما جديدك خلال الفترة المقبلة؟

- أعمل على كتابة نص مسرحى جديد، وأتمنى أن أوفق فى ذلك. وبالنسبة للكتابة الإبداعية فى المجالات الأخرى، أنهيت كتابة رواية لليافعين، ورواية تاريخية، وأعمل على إنهاء كتاب للأطفال، وسيناريو فيلم سينمائى.

وكما ذكرت، آنفًا، اقتربت من الانتهاء من رسالة الدكتوراه، العمل الأول فى الفترة الحالية، والهدف الأسمى الذى سعيت له قبل ١٣ سنة، رغم ما واجهته من صعاب.