رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمة البحرين.. فرصة لاستعادة وحدة الصف العربى فى مواجهة الأزمات

قمة البحرين
قمة البحرين

انعقدت القمة العربية الـ33 في البحرين، في سياق إقليمي ودولي مضطرب، مع مواجهة تحديات إعادة التشكيل بعد تفاقم الحرب في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر تجاه الفلسطينيين، ومن ثم يمثل توقيت الانعقاد دلالة هامة بهدف التنسيق العربي المشترك بشأن التحديات المستقبلية التي ترتبها الحرب في غزة، وتأثيرها على دول المنطقة.

واستضافت المنامة لأول مرة في تاريخها قمة القادة العرب بمشاركة أكثر من 2000 من الوفود الرسمية والإعلامية، وتمهيدًا لعقد هذه القمة اجتمعت هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، بالإضافة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب، حيث شكلت البحرين لجنة الإعداد والتحضير للقمة برئاسة وزير الداخلية البحريني راشد بن عبدالله آل خليفة، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية.

وجاءت القضية الفلسطينية على رأس الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة، لما تمثله من خطورة تتعلق بالتصعيد الإسرائيلي المستمر تجاه غزة منذ السابع من أكتوبر، وما نتج عنه من قتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، فضلا عن دخل الحرب في الشهر الثامن دون أي حسم، وغياب أي أفق أو نوايا إسرائيلية للتهدئة، الأمر الذي يقود إلى انجرار المنطقة كلها إلى حرب إقليمية اتضحت مؤشراتها في توتر الحدود الإسرائيلية مع لبنان، وفتح الجبهات في كل من العراق وسوريا، إضافة إلى التصعيد في البحر الأحمر.

ويضاف إلى ذلك، الإصرار الإسرائيلي على العملية العسكرية في رفح، وقيامها بانتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، مع استمرار الجرائم التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، وممارسة الضغوط على التهجير القسري للفلسطينيين، بما يدفع باتجاه تصفية القضية الفلسطينية.

أزمات عربية لا تنتهي

بالإضافة للعدوان على غزة، وقع على عاتق القادة العرب المجتمعين في المنامة، بحث الأزمات العربية في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات ممتدة في ليبيا والسودان واليمن والعراق ولبنان، وتصاعد دور الفاعلين من غير الدول، مثل وكلاء إيران في المنطقة، وما يقوم به الحوثيون من تهديدات للملاحة في البحر الأحمر، فضلا عن التدخلات الأجنبية في شؤون الدول العربي بما يهدد حالة الأمن القومي العربي.

وتزامن انعقاد القمة مع التطورات الجارية في غزة، وما ترتبه الحرب من إعادة تشكيل الإقليم، ويمثل انعقاد القمة في هذا التوقيت فرصة لتوحيد الرؤى العربية، واستعادة قوة القرار العربي التاريخي في مواجهة التحديات الإقليمية، والبناء على الخطوات والجهود العربية المبذولة من جانب مصر وقطر والأردن والسعودية والإمارات والكويت للتوصل إلى تهدئة في غزة.

وتمثل القمة العربية في البحرين فرصة لمواجهة تهديدات الأمن القومي العربي، عبر إحياء وحدة الصف، وتفعيل أدوات الضغط للدفاع عن القضية الفلسطينية بما يقتضي إعلاء المصلحة العامة، وتنحية الخلافات الثنائية جانبًا، وانتهاج مسار غير تقليدي يتخطى الإدانات والشجب إلى مرحلة التكاتف والتضامن الفعلي.