رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"النظام والاحترام والحب".. مبادئ أساسية بين أبناء وأحفاد الزعيم عادل إمام

عادل إمام وعائلته
عادل إمام وعائلته

الزعيم عادل إمام لم يكن فقط مجرد نجم يرفع شعار"هل من منافس" ولكنه رب أسرة مسئول بقدر كبير، وعلى الرغم من تخوفه الشديد في البداية من فكرة الزواج والإنجاب، إلا أن تكوين الأسرة مع زوجته هالة الشلقاني كانت سببا رئيسيا لانطلاقه الفني العظيم، وبدأت قصة حبهما من خلال "نافذة" صغيرة طلت من خلالها بطلة القصة؛ ليكون اللقاء الذي خطف الطرفين من النظرة الأولى.

 

وكان المنتج والكاتب المسرحي الراحل سمير خفاجي من محبي تجمعات الفنانين في منزله بشكل مستمر، وفي يوم كان الزعيم عادل إمام ضمن الحضور، طلت "هالة" جارة "خفاجي" بشكل غير مقصود من خلال النافذة المقابلة، لتلفت انتباه كل الحضور بجمالها وحرصها الشديد على التأنق والشياكة، فكان الجميع ينظرون لها نظرة إعجاب إلا "الزعيم" الذي حرص على عدم مضايقتها مما لفت نظرها له، لتبدأ قصة حبهما الكبيرة والتي كللت بالزواج.

 

ورفض عادل إمام الزواج في البداية وطلب من "هالة" أن يظلوا أصدقاء، ولكنها أقنعته بطريقتها الخاصة بالزواج ليتزوجا، واتفق معها أن لا ينجبا خلال ذلك الوقت، لتنجب بعدها ابنهما الأول رامي "المخرج"، ليخبرها أنه اكتفى بذلك، لتنجب طفلتهما الثانية سارة، فأعرب لها عن سعادته الشديدة بإنجابهما "ولد وبنت" ليكتفيا بذلك، لتنجب طفلهما الأخير محمد "الفنان"، ليسرد "الزعيم" عن تفرد زوجته بصفة الإقناع بسبب تحملها المسئولية وحبها الشديد له، وتحملها كل مقاسي الحياة معه.
وعلى الرغم من خفة ظل الزعيم على الشاشة، إلا أنه كان أبا حازما جدًا يعشق النظام والاحترام وهو ما نجح في بثه داخل أبنائه لتنتقل تلك الصفات لأحفاده، ومع ذلك كان حريصا جدًا بأن يكون صديقا لأبنائه ويصاحبهم ليقوم بدوره كأب على أكمل وجه، بالإضافة إلى حرصه الشديد بعائلته بعد زواج أبنائه وتجمعهم حوله، ليخرج الطفل الذي يقطن داخله مع أحفاده باللعب والضحك والحب معهم، ويتبادلا الأحاديث والمواقف الطريفة معًا.

 

وإذا عدنا إلى أساس الزعيم عادل إمام نجده أنه من عائلة بسيطة لأب بسيط من حافظي القرآن الكريم، والتزامه بسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- كما وصف خلال أحد لقاءاته التلفزيونية، وكان شديد التعلق به، بسبب مصاحبته له، واللعب معه وحمله فوق أكتافه ليجعله يشاهد المزرعة بالكامل، كما وصفه بأنه على الرغم أن والده كان قليل الابتسام لكن كان من حوله يضحكون ضحكا هيستيريا بسبب خفة ظله وهو ما ورثه عنه، مؤكدًا أنه تأثر بشدة وقت رحيله، حيث كان يقدم إحدى مسرحياته ليرثيه بنهاية تقديمها ويبكي بشدة دون أن يشعر ويتأثر الحضور به بعدما أعلن قائلًا: "اليوم مات أبي"، وكذلك والدته، التي ظل متماسكًا وقت رحيلها حتى أجهش بالبكاء بعد خبر وفاتها بشهر كامل بسبب افتقاده للحب الحقيقي.