رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب حرب غزة.. إلى أين تتجه مسارات العلاقات بين تركيا وحركة حماس؟

أردوغان وإسماعيل
أردوغان وإسماعيل هنية

عززت تركيا من وتيرة العلاقات مع حركة حماس خاصة بعد حرب غزة والعدوان الإسرائيلي المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مقابل تراجع وتيرة العلاقات مع إسرائيل في ظل هجوم الرئيس التركي رجب أردوغان المتكرر على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وفي هذا الإطار، استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، يوم الأحد، في الدوحة وفدًا تركيًا برئاسة رئيس المخابرات إبراهيم قالن، تناول موافقة حماس على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين رغم الرفض الإسرائيلي واجتياح رفح.

آليات تعامل تركيا مع حرب غزة وحركة حماس

وبحسب دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، يأتي هذا اللقاء في ظل آليات تتبعها تركيا في إطار علاقاتها مع حركة حماس وما يجري في غزة، من خلال الحشد الإعلامي ضد الاحتلال وإبراز انتهاكات إسرائيل في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة واتهامات الرئيس التركي لها بأنها "دولة إرهاب"، ووصف نتنياهو بأنه "مجرم وقاتل".

كذلك وظفت تركيا ورقة العلاقات التجارية والاقتصادية بقوة في انتقاد إسرائيل والضغط عليها، فقط أعلنت في 2 مايو الجاري عن وقف العلاقات التجارية معها سواء استيرادًا أو تصديرًا حتى تسمح إسرائيل بنفاد كل المساعدات الانسانية إلى غزة.

وضمن سياستها تجاه ما يجري في غزة لجأت تركيا لتعزيز العلاقات مع حركة حماس منذ بداية الحرب، وتضمن ذلك لقاءات مباشرة بين قادة الحركة والمسئولين الأتراك سواء على مستوى وزير الخارجية أو الرئيس أردوغان ذاته، فقد استقبل قادة الحركة في أنقرة الشهر الماضي في أول لقاء له بقادة حماس منذ بدء الحرب.

وفي إطار سياستها تجاه حرب غزة والضغط على إسرائيل، أعلنت تركيا عن الانضمام إلى دولة جنوب إفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بسبب انتهاك معاهدة مكافحة جريمة الإبادة الجماعية على ضوء ما تقوم به في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.

وفي أبريل الماضي، استضافت تركيا مؤتمر "برلمانيون لأجل القدس"، ضمن سياسة الضغط على إسرائيل والحشد الدولي ضدها عبر المحافل والمناسبات الدولية، كذلك تم تدشين "أسطول الحرية 2" لنقل مساعدات إلى قطاع غزة من خلال منظمات المجتمع المدني لنقل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية لغزة عن طريق البحر، لكن ما زال الأسطول في موافقة الحكومة.

مستقبل علاقات حماس وتركيا

ولم يقف الأمر عند ذلك، فقد انخرطت تركيا في التحركات الإقليمية المصاحبة للحرب ولعبت دورًا إقليميًا من أجل التهدئة ومنع اتساع دائرة الصراع، مع الحشد الشعبي في الداخل التركي لخلق رأي عام داعم لتحركات الحكومة تجاه ما يجري في غزة.

وفي ظل هذه التحركات أكدت تقارير دولية إمكانية نقل المكتب السياسي لحركة حماس من الدوحة إلى تركيا الفترة المقبلة، لكن الحكومة التركية تخشى ردة فعل أحزاب المعارضة التركية وكذلك الرفض الأمريكي لهذه الخطوة، لذا من المتوقع أن تظل العلاقات قائمة بين الحركة وتركيا مع استمرار التشاور والمباحثات بشأن ما يجري في غزة، وذلك ضمن مساعي تركيا لتعزيز دورها الإقليمي في المنطقة وتحقيق مكاسب استراتيجية.