رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستقبل مصر| حقول قمح وبقوليات وفاكهة وخضروات.. ومصانع وصوامع على أعلى مستوى

قمح
قمح

فى الطريق الممتد بين القاهرة و«محور الضبعة» بدت رمال الصحراء كطبيعتها صفراء، لكن هذا اللون الذهبى كان مميزًا هذه المرة لسنابل القمح الذى أتى موسم حصاده، إلى جانب الأوراق الخضراء للزراعات البقولية والفاكهة والخضروات، وما حولها من أسواق ومصانع وصوامع تخزين، ضمن مشروع «مستقبل مصر» للتنمية المستدامة، الذى تواجه مصر به الأزمات العالمية، من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتى للبلاد فى مجالى الإنتاجين الزراعى والحيوانى، ومن ثم تقليل الاستيراد.

هنا حقول ضخمة للقمح وبنجر السكر والخضر والفاكهة، موجودة على هيئة دوائر عملاقة، فى ظل أنظمة الرى الحديثة بها، ضمن صرح عملاق فى مجالات الزراعة والتصنيع والبحث العلمى، فى إطار جهود زيادة مساحة الرقعة الزراعية فى كل أنحاء الجمهورية، سواء من خلال الأراضى الزراعية أو الصوب.

منطقتان صناعيتان بأكثر من 2 مليون طن مُنتَج سنويًا ضمن المشروع

قال العقيد طيار دكتور بهاء الغنام، مدير جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إن الجهاز يعد أحد أكبر الكيانات حول العالم فى مجالات وأنشطة التنمية، على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعى والاقتصاد البيئى والمشروعات التكاملية.

وأضاف «الغنام»: «بدأ العمل فى عام ٢٠١٧ بمشروعات استصلاح زراعى على مساحات صغيرة، باستخدام أساليب الرى الحديث وتكنولوجيا الزراعات الدقيقة، ثم تدرجت نجاحات جهاز مستقبل مصر فى مشروعات الاستصلاح الزراعى، حتى استطاع ترك بصماته فى صحارى مصر الشاسعة، ووصل إلى ما يقارب ٨٠٠ ألف فدان من الأراضى المستصلحة بنهاية ٢٠٢٣».

وأوضح مدير جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة أن مشروعات الاستصلاح الزراعى للجهاز كانت أساسًا لـ«دلتا مصر الجديدة»، لكنها امتدت حتى المنيا وبنى سويف والفيوم وأسوان والداخلة والعوينات، لتحقيق حلم ٤.٥ مليون فدان بحلول ٢٠٢٧.

وواصل: «الجهاز يعتمد على الزراعة بأنظمة الرى المحورى والرى بالتنقيط، والزراعة تحت الصوب بأنظمة وتكنولوجيا الرى الحديث، للحفاظ على المورد المائى، بجانب إجراء تجارب وأبحاث الزراعات فيما يخص التقاوى والأسمدة والرى، للوصول إلى أعلى معدلات الإنتاج من كل المحاصيل الزراعية».

وفى مجال التصنيع الزراعى، أشار مدير جهاز «مستقبل مصر» إلى منطقتين صناعيتين، الأولى هى المنطقة الصناعية لـ«الدلتا الجديدة»، التى تمتد على مساحة ١٠٠٠ فدان، وتشتمل على مصانع علف وبصل وثوم مجفف، ومركزات وخضار وفواكه مجمدة، وبطاطس نصف مقلية، وسكر ونشا وجلوكوز، وغيرها من مشروعات التصنيع الزراعى، كاشفًا عن أن كميات الخام المستخدم فى المرحلة الأولى من هذه المنطقة الصناعية وصلت إلى حوالى ٣ ملايين طن، بإنتاج يصل إلى حوالى ١.٥ مليون طن منتجات سنويًا.

أما المنطقة الصناعية الثانية ضمن مشروع «مستقبل مصر» فتتمثل فى مجمع الصناعات الغذائية «قها وإدفينا»، الذى يحتوى على صناعات العصائر، والبقوليات، والوجبات الجاهزة، والمربى والصلصة، واللحوم المصنعة، بطاقة استيعابية للخام ٤٧٠ ألف طن خام، وإنتاج يصل إلى حوالى ٥٥٠ ألف طن منتجات سنويًا.

وقال العقيد بهاء الغنام إن الجهاز يتوسع كذلك فى مشروعات التخزين الاستراتيجى، المتمثلة فى صوامع تخزين الغلال بطاقة ٦٠٠ ألف طن، وثلاجات تبريد وتجميد سعة ٩٠ ألف طن، إلى جانب تخطيط وإنشاء سوق تجارية وبورصة سلعية، تقع على تقاطع الطريق الدائرى الإقليمى مع محور الضبعة، وتمثل ربطًا لتداول المنتجات الزراعية بين الدلتا القديمة والجديدة.

وأضاف «الغنام»: «كما تم التوسع فى مشروعات الثروة الحيوانية، لتصل قدرات المزارع الحالية إلى ١٨ ألف رأس تسمين، و١١ ألف رأس حلاب، و٤.٥ ألف رأس أغنام، بجانب إنشاء مزارع للإنتاج الحيوانى على مراحل تنفيذية، لتحقيق هدف الاكتفاء الذاتى من اللحوم، وسد احتياج السوق المحلية».

وفى قطاع التنمية العمرانية، يعمل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة على تخطيط عمران «الدلتا الجديدة»، وإنشاء أول مشروعات التنمية العمرانية الخضراء، من خلال تنفيذ مشروع بيئى متكامل يستند على مبادئ التنمية المستدامة والمجتمعات الخضراء، وإعادة التدوير فى مجتمع صديق للبيئة، ويحتوى على «صفر كربون»، مع التوسع فى أنشطة مجابهة تغير المناخ.

وحسب «الغنام»، يتعاون جهاز «مستقبل مصر» فى أنشطة ومجالات الزراعة مع صغار وكبار المستثمرين والشركات، بالإضافة إلى شراكات مع القطاع الخاص فى مجالات التصنيع الزراعى والخامات الزراعية اللازمة للتصنيع ومستلزمات الإنتاج وأيضًا التنمية العمرانية، علاوة على تطوير الاستثمار ليشمل شراكات دولية فى مجال البذور والتقاوى والتصنيع الغذائى، مثل الصين وروسيا.

الإنتاجية تزيد 25% على الزراعات التقليدية المتعارف عليها 

قال المهندس شاهين حامد، مدير الإدارة الزراعية بجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إن إنتاجية المحاصيل الزراعية فى المشروع تزيد بنسبة تصل إلى ٢٥٪ على الزراعات التقليدية المتعارف عليها.

وأوضح «شاهين» أن إنتاج فدان القمح فى المشروع يتراوح بين ١٨ و٢٢ إردبًا، وكذلك البطاطس، وجميع أنواع الزراعات من خضروات وفواكه وبقوليات وبنجر وسمسم، فى إطار جهود الدولة المستمرة لسد الفجوة الزراعية، مشيرًا إلى أن المشروع يوفر فرص عمل مباشرة لأكثر من ٣ آلاف عامل من أبناء المناطق المجاورة.

أما مصطفى عبدالحى، أحد مهندسى المشروع، فيرى أن المميز فى أراضى «مستقبل مصر» أنها أرض وتربة بِكر غير مصابة بالآفات والأوبئة، على خلاف الأراضى الزراعية القديمة المستهلكة، مشيرًا إلى أنه كان يعمل فى مشروعات زراعية أخرى، قبل أن ينضم لفريق «مستقبل مصر»، ويرى أن ما ينفذ هنا مختلف عن أى مكان آخر، من حيث التنظيم واستخدام أحدث النظم فى كل التخصصات.