رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحق الفلسطينى والدعم المصرى

سيشهد التاريخ أن مصر- رئيسها وحكومتها وشعبها- قد قاموا بواجبهم نحو الأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة الحالية، ولم يألوا جهدًا فى دعم الأشقاء بكل السبل المتاحة من الدعم السياسي والمساندة الدبلوماسية على كل الأصعدة العالمية ومن خلال اللقاءات والاجتماعات الثنائية والجماعية وجلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل السبل الممكنة.

كما قام الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته بتقديم كل ما هو متاح من دعم عيني من السلع الغذائية والمستلزمات الطبية والمواد البترولية إلى جانب تقديم الخدمات العلاجية للمصابين وأسرهم في المستشفيات الميدانية التي أقامتها مصر خصيصًا للجرحي الفلسطينيين أو من خلال المستشفيات المصرية في رفح والعريش والقاهرة والإسماعيلية وغيرها من المحافظات بأطقم طبية متطوعة بمنتهى الرضا وبكل الدعم للأشقاء.

الموقف المصري منذ بدء الأزمة واضح ومحدد وتحكمه القوانين والأعراف الدولية والأخلاق والإنسانية وقبلها الواجب القومي والعروبي لمصر نحو أمتها.

وضعت مصر القضية الفلسطينية كقضية محورية ومركزية للأمة العربية ودعم حقوق  الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وعلى كل الجبهات عملت الدولة المصرية على دعم الشعب الفلسطيني بداية من السعي الدائم لتوحيد جبهته الداخلية باستضافة الوفود وممثلى الفصائل الفلسطينية فى القاهرة للوصول لموقف موحد فى مواجهة العدو، كان ذلك قبل أزمة 7 أكتوبر وبعدها، وما زال الهدف نفسه محور اللقاءات التي تتم بين الفصائل الفلسطينية المنعقدة في مصر، والتي تسعى حاليًا للوصول إلى اتفاق مرضٍ لكل الأطراف بتبادل الأسرى ووقف العدوان وإدخال المساعدات.

ويشهد التاريخ أن الواجب الوطني والعروبي والإنساني قد قام به شعب مصر تجاه أشقائه على أكمل وجه، وما زال لدى شعب مصر الكثير لتقديمه من أجل الحق العربي الفلسطيني.
وما لا ينكره أحد، ويدركه كل من خالط شعب مصر أن قضية فلسطين عند عموم المصريين هي قضية مصرية في الأساس، وأن حروبنا وشهداءنا والدماء التي سالت منذ 1948 وحتى اليوم ما هي إلا تضحيات من أجل مصر في المقام الأول، وأن استهداف مصر خلال تلك الحروب بما فيها عدوانا 56 و67 ما هو إلا محاولات لإخراج مصر من المعادلة العربية.

ومن هذا المنطلق فإن وقوف الشعب المصري خلف قيادته ما هو إلا إدراك ووعي الشعب المصري وأننا جميعًا في خندق واحد، خضناه ونخوضه وسنخوضه في المستقبل من أجل الحفاظ على وحدتنا وأرضنا وحقوقنا وأرواح أبنائنا ومستقبلهم.

ولن ننسى ولن ينسى التاريخ كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي قالها خلال افتتاح مؤتمر القاهرة للسلام الذي عقد في أعقاب العدوان الصهيوني على غزة وقال فيها: "أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين، وبتعبير صادق، عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردًا فردًا أن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن تحدث وفي كل الأحوال لن تحدث على حساب مصر".
وتعد هذه الجملة بمثابة وعد للشعب المصري أولًا وللعالم أجمع أننا لن نفرط في حق الشعب الفلسيطيني أبدًا، وأن حل القضية الفلسطينية في كل الأحوال وتحت أي ظروف لن يكون على حساب الأرض المصرية أبدًا، ولسوف يستمر الشعب المصري في عطائه من أجل أمته داعمًا لموقف بلده، مدافعًا عن الحق والوطن.