رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بحلول الثلاثاء السادس من زمن القيامة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل  الكنيسة المارونية بحلول الثلاثاء السادس من زمن القيامة، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن لا يخاف البشر الأتقياء والحكماء والأخيار من الموت بسبب الرّجاء الكبير القائم أمامهم. فهم يفكرّون يوميًا بالموت على أنه "خروج" وباليوم الأخير على أنّه يومٌ يولد فيه أبناءٌ لآدم. 

ويقول بولس الرسول: "وهكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ... فقَد سادَ المَوتُ مِن عَهْدِ آدَمَ إِلى عَهْدِ موسى، سادَ حتَّى الَّذينَ لم يَرتَكِبوا خَطيئَةً تُشبِهُ مَعصِيَةَ آدم" والموت اجتاز أيضًا عند نهاية العالم إلى ناس موسى جميعهم لكنّ موسى أعلن أن حكم الموت سيندحر. اعتقد الموت أنه سيلتقط جميع البشر في شباكه ليحكم عليهم إلى الأبد... لكن عندما نَادى اللهُ موسى مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ قال له: "أَنا إِلهُ أَبيكَ، إِلهُ إِبْراهيم وإِلهُ إِسحق وإِلهُ يَعْقوب" ارتجف الموت عندما سمع هذا الكلام وارتعد خوفًا ثم فهم ... أن الله هو ملك الأموات والأحياء ... وأن يومًا سيأتي يتحرّر فيه الإنسان من ظلمات الموت. وها أن الرّب يسوع المسيح مخلّصنا قد ردّد هذا الكلام إلى الصدوقيين وقال لهم، "فما كانَ إلهَ أَموات، بل إِلهُ أَحياء، فهُم جَميعاً عِندَه أَحْياء".

بما أن المسيح، قاتِل الموت، حلّ بيننا ولبس جسدًا من ذريّة آدم وعُلّق على الصليب وذاق الموت، فهم الموت أن الرب يسوع نازل عنده، فأقفل الموت المضطرّب أبوابه. غير أن المسيح هشّم هذه الأبواب ودخل عالم الموت وباشر ينتشل من قبضته الأرواح التي أمسكها. والأموات إذ رأوا النور في الظلمة رفعوا رؤوسهم خارج سجنهم ونظروا عظمة المسيح الملك ... أما الموت إذ شهد الظلام يتشتت والصالحون ينبثقون، تيقّن أن الرّب يسوع سوف ينتشل جميع مساجينه من قبضته مع انتهاء الدهر. 

لقد علّمهم بذلك أنّ الموت ليس إلاّ مجرّد عبور، كما أنّ نور الشمس لا ينطفئ أبدًا، إنّما يختفي لوقت قليل كي يظهر مجدّدًا قريبًا... لقد تحدّثَ هنا عن زمن هذه الحياة الكاملة، وعن ذاك الذي كان سيَسبقُ صليبَه كما عن ذاك الذي كان سيَتبعُه، لأنّ الكثيرين آمنوا به بعد آلامه: "لِئلاّ يُدرِكَكم الظلام".