رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمزًا للنماء والخير.. ما حكاية الإله "يوثينيا" وعلاقتها بالديانة المصرية القديمة؟

 الإلهة يوثينيا الرومانية
الإلهة يوثينيا الرومانية

اشتهرت الآلهة النساء، خاصة في العصور اليونانية والرومانية، بحبهن للفن والخير والحياة، ومن هذه الآلهة القديمة، هي الإلهة "يوثينيا"، فقد عُرفت "يوثينيا" بأنها إلهة سكندرية الأصل تحمل عناصر تعبر عن امتزاج الديانتين المصرية والرومانية، وفي السطور التالية، نستعرض حكاية الإلهة "يوثينيا"؟.

حكاية الإلهة "يوثينيا" الرومانية؟

في العصر الروماني كان الإله نيلوس رمزًا للشباب وماء النهر، أما يوثينيا فكانت تجسد تلك الحقول الزراعية التي يرويها ماء النيل، واعتُبِرت يوثينيا من قبل بعض الكُتَّاب ابنة للإله نيلوس ورمزًا للنماء والخير، كما أصبحت في العصر الروماني زوجة له.

ووفقًا لـ المتحف اليوناني الروماني، فقد حققت يوثينيا انتشارًا واسعًا في العصرين البطلمي والروماني، وكانت تماثيلها تشبه إلى حد كبير تماثيل الإله نيلوس من حيث المظهر، وكذلك المخصصات مثل قرن الخيرات وسنابل القمح، وغالبًا ما تُصور يوثينيا مضطجعة وفقًا للطريقة الرومانية.

ويشير الأثريين، إلى أنها تصور ورداؤها مُنسدل شبه مفتوح كما لو كان بغرض استقبال مياه النهر، كما كان يعلو رأس يوثينيا أحيانًا سنابل القمح، وكانت يوثينيا تظهر في بعض الأوقات مستندةً على فرس النهر أو على تمثال لأبي الهول.

ما سر العلاقة الإلهة "يوثينيا" والديانة المصرية القديمة؟

كانت هناك علاقة بين يوثينيا والإلهة المصرية إيزيس؛ فكان نيلوس يرمز إلى الماء وبالتالي كانت يوثينيا رمزًا للأرض المروية بماء النهر، وكان دور الأرض المخصَّبة بماء النهر يعود في الأصل للإلهة إيزيس، من هنا نشأ الارتباط بين هاتين الإلهتين. 

وفي تمثال يجسد الإلهة يوثينيا، يصور التمثال الإلهة يوثينيا (إلهة النيل) وهي مضطجعة على جانبها الأيسر، وقد ارتكزت بذراعها اليسرى على تمثال لأبي الهول رمز مصر، تمسك الإلهة بإحدى يديها زهرة اللوتس.

 أما في اليد الأخرى فتحمل الإلهة يوثينيا، إناء لماء النيل المقدس، وصُفِّف الشعر على طريقة الإلهة إيزيس؛ أي في صورة خصلات مجدولة منسدلة على الكتفين كما بالصورة، وترتدي يوثينيا الخيتون المزيَّن عند الصدر بعقدة الإلهة إيزيس، ويحيط بالإلهة ثمانية أطفال يرمزون إلى نصف مقياس فيضان النيل اللازم لضمان حصاد وفير، وهو ستة عشر ذراعًا (الذراع = 0،52 متر).