رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا هاجمت إسرائيل مدينة «أصفهان» دون إعلان رسمي؟

هجوم أصفهان
هجوم أصفهان

تعرضت إيران لهجمات صاروخية، ما أدى إلى وقوع انفجارات فى مناطق متفرقة بمدينة أصفهان، امتدت إلى قاعدة «هشتم شكارى» الجوية العسكرية.

وتحدث التليفزيون الرسمى الإيرانى عن تعرض أصفهان لعدة هجمات، دون أن ينسبها إلى جهة محددة، مؤكدًا أن المدينة تضم العديد من المواقع النووية، فى الوقت الذى ذكرت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلى أن القاعدة العسكرية المستهدفة فى أصفهان انطلقت منها المسيرات التى هاجمت إسرائيل، مطلع الأسبوع الماضى.

اقرأ أيضا:

بعد الهجوم على أصفهان الإيرانية.. ما الأهمية العسكرية والاستراتيجية لتلك المدينة؟

وأعلنت إيران عن أنها أسقطت «مسيّرات عدة»، وأنه «ليس هناك هجوم صاروخى فى الوقت الحالى» على البلاد، فيما أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية بأن المنشآت النووية الموجودة فى أصفهان، بوسط البلاد «آمنة تمامًا».

وحول ذلك، ذكر مسئول إسرائيلى لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الهدف من الضربة هو «إرسال رسالة بأن إسرائيل قادرة على ضرب الداخل الإيرانى».

فيما أعلنت مصادر فى إيران، بحسب وكالة «رويترز» البريطانية، عن أنه تم تعليق عدد من الرحلات الجوية فوق عدة مدن فى البلاد، تحسبًا لأى هجمات متجددة.

فى الوقت نفسه، لم تحمّل إيران أى جهة مسئولية تلك التفجيرات، وقال مسئول إيرانى لـ«رويترز»، إنه ليس من الواضح مَن المسئول عن الهجوم، وإن طهران «لا تنوى الرد على الفور».

وكذلك، لم تعلن إسرائيل رسميًا- حتى كتابة هذه السطور- تبنيها الهجمات، بينما قال مصدر بواشنطن، فى حديثه لشبكة «ABC» الأمريكية، إن هناك صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعًا فى أصفهان، بالتزامن مع سماع دوى انفجارات فى سوريا والعراق.

من جانبها، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية أن طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخ بعيدة المدى، وليست طائرات مسيّرة، أصابت أصولًا للقوات الجوية الإيرانية فى أصفهان، بوسط إيران، مشيرة إلى أن إسرائيل لن تعلن مسئوليتها رسميًا عن الهجوم لعدة أسباب، منها «أسباب استراتيجية».

وبحسب تقديرات الخبراء، فقد تم تنفيذ الهجوم باستخدام طائرات إسرائيلية مقاتلة، أطلقت صواريخ متطورة على الأهداف، من الأجواء غرب إيران، ويبدو أن الرأس الحربى للذخائر كان صغيرًا، يصل لبضع عشرات من الكيلوجرامات فى كل ذخيرة، وهو ما يعتبر فريدًا من نوعه.

وأيضًا، أكد اثنان من مسئولى الجيش الإسرائيليين، وثلاثة مسئولين إيرانيين، رفضوا نشر أسمائهم، أن إسرائيل هى المسئولة عن تلك الهجمات، وذلك حسب ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

فى السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تايانى، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم فى اللحظة الأخيرة، وإن واشنطن بدورها أبلغت أعضاء مجموعة السبع بهذا الأمر.

تصريحات «تايانى» أكدتها عدة تقارير أمريكية وإسرائيلية، أشارت إلى أن تل أبيب أبلغت واشنطن بالفعل عن الهجوم فى إيران قبل ساعات قليلة من تنفيذه.

وكذلك، ألمحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إلى تنفيذ تل أبيب تلك الهجمات، قائلة: «إذا كانت إسرائيل هى التى نفذت الهجوم بالفعل، فمن المحتمل أن ذلك تم على أهداف محددة، حتى لا يكون الضرر واسع النطاق، ويكون متسقًا مع الضرر الطفيف الذى لحق بقاعدة (نفاتيم) التى تضررت خلال الهجوم الإيرانى ضد إسرائيل الأسبوع الماضى».

وحول عدم إعلان إسرائيل رسميًا مسئوليتها عن الحادث، تابعت الصحيفة: «تم ذلك لإتاحة مساحة للإنكار للإيرانيين، واحتواء الحدث دون ضغوط من المحافظين والحرس الثورى على النظام، أو وجود ضغوط على المرشد الإيرانى على خامنئى للرد على الهجوم الذى تتحمل إسرائيل مسئوليته».

وأضافت: «بحسب التقارير فإن الهجوم كان ناجحًا، ولحقت أضرار بقاعدة جوية تابعة للحرس الثورى شمال شرق أصفهان، وتمكنت قوات الدفاع الجوى الإيرانية من اعتراض بعض الأسلحة، وإسرائيل رسميًا تلتزم الصمت ولا تؤكد أو تنفى تورطها».

من جانبه، تهرب أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، من الإجابة الواضحة على سؤال حول ما إذا كانت الهجمات التى تعرضت لها إيران وقعت من جانب إسرائيل.

ولم يؤكد «بلينكن» أن إسرائيل شنت هجومًا على إيران، قائلًا، خلال قمة مجموعة السبع فى إيطاليا: «لن أتحدث عن ذلك، وأنا فقط أقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة فى أى نشاط هجومى»، مشددًا على أن بلاده «ملتزمة بأمن إسرائيل».

وأشار إلى العملية العسكرية التى تخطط لها إسرائيل فى مدينة رفح الفلسطينية، متابعًا: «الولايات المتحدة لا يمكنها دعم عملية عسكرية كبيرة فى المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، ونحن نعتقد أن إسرائيل قادرة على تحقيق أهدافها فى القطاع حتى من دون شن تلك العملية».

من جانبها، أصدرت السفارة الأمريكية لدى إسرائيل توجيهًا بتقييد حركة الموظفين وأفراد أسرهم، والسفر خارج مناطق القدس وتل أبيب وبئر السبع، والضفة الغربية، حتى إشعار آخر.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قوله إن روسيا أبلغت إسرائيل أن «إيران لا تريد تصعيدًا».

وأضاف «لافروف»، فى تصريحات لوسائل إعلام روسية، أنه خلال الاتصالات الأخيرة مع الممثلين الإسرائيليين نقلت روسيا إليهم موقف إيران، ومفاده أن طهران «لا تريد مزيدًا من التصعيد».

 

مصر تحذر الجانبين من عواقب اتساع رقعة الصراع: خطر على أمن وسلامة الشعوب

أعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، إثر ما تردد عن توجيه ضربات صاروخية ومسيرات ضد مواقع فى إيران وسوريا، وأكدت أنها ستستمر فى تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة، من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجارى.

وطالبت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، الطرفين، بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، محذرة من عواقب اتساع رقعة الصراع، وعدم الاستقرار فى المنطقة، وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها.

فى سياق قريب، جدد سامح شكرى، وزير الخارجية، رفض مصر التام أى عملية عسكرية فى رفح الفلسطينية، نظرًا لتداعياتها الإنسانية الخطيرة، وضرورة الوقف الفورى والدائم لإطلاق النار فى قطاع غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن، ودون أى عوائق. وأعرب عن أسفه لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة. 

جاء ذلك خلال مشاورات سياسية مع الدكتورة «ناليدى باندور»، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب إفريقيا فى العاصمة بريتوريا، فى إطار أعمال اللجنة المشتركة بين مصر وجنوب إفريقيا، حيث بحثا مجمل العلاقات الثنائية، ومستجدات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.

وأشاد «شكرى» بموقف جنوب إفريقيا الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين كأساس للتسوية النهائية، والداعم للجهود المصرية فيما يتعلق بالدفع قدمًا بإيجاد حل عادل ودائم لتلك القضية، مؤكدًا أهمية تكثيف التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من أجل وقف التصعيد واحتواء الأزمة الراهنة، مع التحذير من الخطورة البالغة لهذه الأزمة التى يُمكن أن تخرج عن إطار السيطرة.

كما تطرقت المشاورات، كذلك، إلى مُستجدات الأزمة السودانية، حيث أعرب الجانبان عن التطلع لتكثيف العمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول ناجزة للأزمة السودانية تفضى إلى وقف الصراع المسلح ونزيف الأرواح والدماء، والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، وأهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها. 

كما استعرض الوزير شكرى الجهود المصرية للتعامل مع التبعات الإنسانية للأزمة، مؤكدًا ضرورة تعامل المجتمع الدولى والأطراف المانحة مع الأمر على نحو جاد وشامل، والوفاء بتعهداتها التى قطعتها فى مؤتمر المانحين فى يونيو ٢٠٢٣، وفى اجتماع باريس الدولى لدعم السودان ودول الجوار، الذى عقد فى ١٥ أبريل الجارى.

وشدد وزير الخارجية على تطلع مصر القيام بدور فاعل ومؤثر داخل تجمع بريكس، والتعاون عن قرب مع جنوب إفريقيا من أجل الإسهام فى جهود التجمع الرامية إلى إيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات التى تعانى منها دولنا، والتى تتطلب تكثيف العمل المشترك فى إطار التعاون الجنوب- جنوب، فضلًا عن التنسيق معًا لتعزيز قدرة التجمع على التعبير عن رؤى دول الجنوب؛ لجعل مؤسسات الحوكمة الاقتصادية العالمية أكثر استجابة لتطلعات وتحديات الدول النامية. كما اتفق الوزيران على أهمية العمل معًا للتعبير عن أولويات الدول النامية، خاصة الإفريقية منها فى مجموعة العشرين، مشيرين إلى أهمية تعامل مجموعة العشرين بشكل عاجل وفعال لمعالجة أزمة الديون التى طالت أكثر من ٣٧ دولة، منها ٢١ دولة إفريقية.