رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما المكاسب الحوثية من التصعيد والهجمات المتكررة بالبحر الأحمر؟

الحوثيون
الحوثيون

على طول الفترة الممتدة منذ نوفمبر 2023 حتى الآن للتصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وما شهدته من صعود وهبوط قد يكون تكتيكيًا ولمرحلة لحظية، سوف يعقبها استعادة جماعة الحوثي نشاطها في البحر الأحمر وبقوة- تمكنت جماعة الحوثي من تحقيق مكسبين رئيسيين.

المكسب الأول من التصعيد الحوثى بالبحر الأحمر

ترسيخ مكانة جماعة الحوثي في الإقليم، وكذلك على المستوى الدولي كقوة فاعلة تتمتع بقدر من الاستقلالية عن داعمها الإقليمي"إيران"، وبالتالي تمكنت جماعة الحوثي من فرض نفسها كرقم مهم لا يمكن تجاوزه في أي مباحثات تسعى للتهدئة في المنطقة، إلى جانب تمكنها من توظيف ما أحدثته من قلق وتدهور أمني في البحر الأحمر لفرض شروطها في أي تسوية سياسية في اليمن، وخلال أي مفاوضات محتملة في الفترة القادمة.

المكسب الثانى لجماعة الحوثى جراء التصعيد

وحول المكسب الثاني من التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، فيتمثل في محاولة اكتساب الجماعة شرعية يمنية وعربية شعبية لضرباتها في البحر الأحمر، تعيد النظر إلى الجماعة كممثل سياسي يمني شرعي عن الشعب اليمني، انطلاقا من أن ضرباتها تأتي دعما وتأييدا للشعب الفلسطيني، حيث أكد استطلاع للرأي، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر 2023، أن سكان غزة والضفة الغربية صنفوا رد فعل اليمن على الحرب بين إسرائيل وحماس على أنه الموقف الأكثر إرضاءً بين الجهات الفاعلة الإقليمية الداعمة لفلسطين.

الهجمات الحوثية جرس إنذار بارتفاع مستوى التصعيد فى حال استمرار العدوان الإسرائيلى

ولا تزال تمثل فترة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023 حتى الآن، والتي مرت بمرحلتي صعود وهبوط تمكنت خلالها جماعة الحوثي من انتزاع بعض المكاسب السياسية، عند مستوى محدود من الأثر، ما يدفع إلى القول إن الضربات لا تخرج حتى الآن عن كونها جرس إنذار بأن ارتفاع مستوى التصعيد خيار محتمل في حال استمرار العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، واستمرار الدعم العسكري الأمريكي والغربي لتل أبيب، بل تمكنت جماعة الحوثي من تحويل الضربات في البحر الأحمر، حتى وإن لم تسفر عن أضرار مادية بالغة، إلى ورقة ضغط مهمة في يد الحوثيين لتحقيق أهداف حوثية خاصة أو إيرانية بشكل عام، لا سيما في ظل حرص الجماعة على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر، ناهيك عن أنه من المتوقع أن يأتي تراجع معدل الضربات الحوثية في البحر الأحمر كتكتيك لفترة زمنية محددة، مع احتمالية استعادة الضربات الحوثية كثافتها خلال الفترة القادمة.