رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الفشل فى تدمير حماس وتحرير المحتجزين.. انقسامات عنيفة تضرب إسرائيل

حماس
حماس

أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل لن تنجح في هزيمة حركة حماس في غزة وتحرير المحتجزين معًا، فأمر تدمير حماس أصبح بعيد المنال، خصوصًا أن الحركة أثبتت قدرات هائلة على الصمود والعودة من جديد، فضلاً عن أن تدمير الحركة لا يمكن أن يقترن بتحرير المحتجزين، ما تسبب في انقسامات عميقة داخل إسرائيل.

انقسامات عنيفة تضرب إسرائيل.. ما بين تدمير حماس وتحرير المحتجزين

وتابعت الصحيفة أن المجتمع الإسرائيلي منقسم حول كيفية إعطاء الأولوية لهدفي الحرب الرئيسيين في البلاد: تدمير حماس وتحرير 130 محتجزا، بمن في ذلك أكثر من 30 رهينة قتلوا في الحرب، وبينما تسعى إسرائيل إلى الوحدة في زمن الحرب، يرى الكثيرون أن الأهداف غير قابلة للتوفيق حاليًا، نظرًا لأن معظم المحتجزين- المختبئين في أعماق الأنفاق- لا يمكن تحريرهم بالقوة، وتطالب حماس، إسرائيل بالسماح للجماعة المسلحة بالبقاء على قيد الحياة من أجل إطلاق سراحهم.

وقال ميتشل باراك، المحلل السياسي في شركة كيفون جلوبال ريسيرش، ومقرها القدس: "الهدفان يتصادمان مع بعضهما البعض، وكلاهما لا يمكن أن يحدث، لا يوجد جانب سيكون سعيدا هنا".

وأضافت الصحيفة أن الانقسامات تصاعدت في الوقت الذي تتفاوض فيه إسرائيل مع حماس، عبر الولايات المتحدة ومصر وقطر، بشأن وقف إطلاق النار الذي يمكن أن يستمر ستة أسابيع ويشهد إطلاق سراح 40 محتجزا إسرائيليا. 

وتطالب حماس، إسرائيل بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، الذين يعتبر بعضهم قاتلين في إسرائيل، وتريد حماس أيضًا أن توافق إسرائيل على التنازلات التي يمكن أن تحافظ على سيطرة الجماعة على غزة وإعادة المدنيين الفلسطينيين إلى شمال غزة مرة أخرى لضمان إفساد مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.

وأضافت الصحيفة أنه يجب أن تتم الموافقة على الاتفاق النهائي من قبل مجلس الوزراء الإسرائيلي، الذي يضم سياسيين من اليمين المتطرف الذين يقولون إن ثمن وقف إطلاق النار الذي يحرر المحتجزين قد يكون باهظاً للغاية، وهدد البعض بالاستقالة من الحكومة إذا تم تنفيذ الاتفاق الذي يعارضونه.

بين اليهود الإسرائيليين، قال 47% إن إسرائيل يجب أن تعطي الأولوية لتحرير المحتجزين، في حين قال 42% إنها يجب أن تضع تدمير حماس أولًا، وفقا لأحدث استطلاع عام حول هذه القضية، وهو استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس في يناير.

ويقع الانقسام في معظمه على أسس أيديولوجية، ووجد الاستطلاع أن أولئك الذين يفضلون إطلاق سراح المحتجزين صوتوا إلى حد كبير لصالح أحزاب اليسار أو الوسط، في حين أن أولئك الذين يفضلون تدمير حماس أيدوا الأحزاب اليمينية والدينية.

وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن الاختيار بين تحرير المحتجزين وهزيمة حماس ليس خيارًا ثنائيًا، بل جزء من نفس الهدف، وهو الفوز بالحرب، لكن المحللين يقولون إن التوفيق بين المعسكرين هو مسألة بقاء سياسي ومهمة شبه مستحيلة، فتحقيق الهدفين متعارض بصورة كبيرة، كما أن تحقيق أي هدف منهما بمفرده أيضًا أمر شبه مستحيل.

وتابعت الصحيفة أنه من جهة هناك إسرائيليون من الوسط واليساريين ومعظم عائلات المحتجزين، الذين أصبحوا قوة سياسية منذ بدء الحرب، وهم على استعداد لدفع ثمن باهظ من أجل حريتهم. ويزعمون أن الدولة لديها واجب أخلاقي أساسي تجاه المحتجزين، والذي إذا تم انتهاكه من شأنه أن يقوض شعور المواطنين بالأمان في المستقبل المنظور، لكن الجناح اليميني المتطرف في إسرائيل- القاعدة السياسية لنتنياهو- يعارض إلى حد كبير لأسباب أخلاقية أي اتفاق يسمح لحماس بالبقاء ويطلق سراح الآلاف من الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية لأنه من شأنه أن يعرض أمن إسرائيل القومي وحياة المواطنين والجنود في المستقبل للخطر، ويعتقدون أنه يجب إطلاق سراح المحتجزين من خلال إجبار حماس على إطلاق سراحهم من خلال الضغط العسكري.