رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تسجيل أعلى مستوى للأسهم الآسيوية؟

الذكا الاصطناعي
الذكا الاصطناعي

سجلت الأسهم الآسيوية أعلى مستوى لها منذ عامين بفضل هوس الذكاء الاصطناعي الذي يبدو ويتصرف ويتحدث إلى حد كبير مثل جنون الدوت دوت كوم في أواخر التسعينيات، حسبما افادت صحيفة آسيا تايمز.  

وبحسب آسيا تايمز، فقد لا يشكل ارتفاع الأسهم أخباراً طيبة دائماً، وخاصة عندما تعطي الطفرة الحالية التي يقودها الذكاء الاصطناعي آسيا سبباً كبيراً آخر للقلق.

ولسد البوابات بين تباطؤ الصين، وتأخير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لتحركات التيسير، والشكوك الجيوسياسية عند كل منعطف، تبحر آسيا في عام 2024 المحفوف بالمخاطر على نحو متزايد.

ارتفاع الاسهم الاسيوية الى اعلى مستوياتها منذ عامين 

 

ارتفاع الأسهم الآسيوية إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، بسبب الهوس المستوحى من الذكاء الاصطناعي، يشير إلى أن فقاعات الأسهم الجديدة تتضخم يومًا بعد يوم، كما إن الفقاعات التي في حالة انفجارها، يمكن أن تلحق الضرر بالاقتصادات في جميع أنحاء المنطقة.

علاوة على ذلك، يعتقد توني وانج، مدير صندوق T Rowe Price للعلوم والتكنولوجيا الذي تبلغ قيمته 9 مليارات دولار أمريكي، أن صعود الذكاء الاصطناعي قد بدأ للتو.

وقال وانغ لبلومبرج إن المضاعفات "معقولة للغاية في الوقت الحالي" وسنواجه تراجعًا في نهاية المطاف، لكنني أعتقد أنه من الصعب جدًا تحديد القمة هنا وأعتقد أن الأمر لا يزال مبكرًا بعض الشيء."

ومع ذلك، فإن هذا الانكماش يمكن أن يأتي في أي لحظة ويطلق سلسلة من ردود الفعل في وقت يتسم بأقصى قدر من الضعف في جميع أنحاء المنطقة.

ففي الصين، على سبيل المثال، لم يتمكن فريق شي جين بينج إلا مؤخراً من وضع حد لسوق الأوراق المالية المتدهورة، مشيرة الى أن الهزيمة التي بلغت 7 تريليونات دولار بين ذروة عام 2021 ويناير من هذا العام قد تسببت بالفعل في أضرار لا حصر لها لثقة الشركات والأسر وثرواتها.

ومن ناحية أخرى فإن أزمة العقارات في الصين تظل تشكل خطراً واضحاً وقائماً، وتصطدم الضغوط الانكماشية بالبطالة القياسية بين الشباب وتدهور الأوضاع المالية بين الحكومات المحلية في أكبر اقتصاد في آسيا.

وفي الوقت نفسه، تجنبت اليابان بالكاد الركود في النصف الثاني من عام 2023. وانكمش الاقتصاد بنسبة 3.3٪ في الربع من يوليو إلى سبتمبر على أساس سنوي ولم يحقق سوى 0.4٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام. وفي يناير، انخفض إنفاق الأسر بنسبة 6.3% مقارنة بالعام السابق، وهو أكبر انخفاض منذ 35 شهرًا.

وكل هذا في وقت حيث يحاول بنك اليابان أول دورة تشديدية منذ عام 2007، ومع تراجع شعبية رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى نسبة بالغة السوء (20%)، فإنه لا يملك رأس المال السياسي الكافي لإحياء عملية الإصلاح.

وعلى رأس الأحداث في الصين واليابان، تواجه جنوب شرق آسيا احتمال ارتفاع عائدات السندات الأمريكية لفترة أطول، ودخلت المنطقة العام مقتنعة بأن فريق رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول سيخفض أسعار الفائدة عدة مرات في عام 2024.

لكن التضخم المرتفع بشكل عنيد يحطم تلك الآمال، إن شبح التهديدات الجيوسياسية ــ من أوكرانيا إلى البحر الأحمر إلى التوترات الصينية الأميركية ــ الذي يعزز أسعار النفط والغذاء يخيم على العام النامي في آسيا.

وسوف تشكل هذه الخلفية تحدياً كافياً من دون أن تشهد أسواق الأسهم انهياراً هائلاً لأسباب لا يفهمها إلا القليل ــ أو ترتبط بآفاق آسيا ولو بطرق عرضية.

ومع اقتراب مؤشر داو جونز الصناعي من مستوى 40 ألف نقطة، وتحرك مؤشر نيكاي 225 للأسهم فوق هذا المستوى ـ وهو رقم قياسي ياباني ـ تكثر الرغوة.