رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأحد.. ندوة لمناقشة "الشعر والترجمة" في بيت الشعر العربي

بيت الشعر
بيت الشعر

ينظم بيت الشعر العربي بيت الست وسيلة التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور وليد قانوش، ندوة تحت عنوان “الشعر والترجمة” بصالون الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وذلك في تمام  الساعة السادسة مساء الأحد الموافق 3 ديسمبر المقبل.

شارك في الندوة كل من الدكتور شريف الجيار عميد كلية الألسن جامعة بني سويف، والدكتور أحمد الشيمي رئيس قسم اللغة الإنجليزية، والدكتور مروة محمود رئيس قسم اللغة الفرنسية، والدكتور شيماء كمال أستاذ اللغة الصينية  والدكتور إبراهيم حامد رئيس قسم اللغة الألمانية، ولفيف من قيادات الكلية وأساتذتها وطلابها، ويدير الصالون الكاتب عمر حجازي.

 الشعر والترجمة 

وتعد قضية "ترجمة الشعر" من أكثر القضايا إثارة للجدل، بين الشعراء أنفسهم والنقاد والمترجمين والقراء على حد سواء، بل ومن أبرز القضايا إثارة للنقاش حول الترجمة الأدبية.

وعلى الرغم من هيمنة الرأي القائل باستحالة ترجمة الشعر طيلة تاريخ الشعر، حتى بدا الأمر وكأنه بديهي، لم تنقطع أو تتوقف ترجمة الشعر ولعل من أبرز القائلين باستحالة ترجمة الشعر والمتزعم لهذا الرأي هو "أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ".

ويقول الجاحظ في كتابه "الحيوان": "وفضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى من تكلّم بلسان العرب، والشعر لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حوّل تقطّع نظمه وبطل وزنه وذهب حسنه وسقط موضع التعجّب لا كالكلام المنثور" (الحيوان، دار الجيل، بيروت، 1996،ج 1- ص 74-75).

ومن قول “الجاحظ” يتضح أنه كان يرى العرب وحدهم هم أهل الشعر والبلاغة، وأنه لا ينازعهم في هذا الأمر أحد من الأمم الأخرى، بل ويعتبر هو وغيره الكثير أن هذا الأمر من المسلمات، وبالطبع هذه الفكرة خاطئة تمامًا، إذ الشعر أمر شائع ومشترك بين كل الأمم والحضارات، كذلك الوزن الشعري والقافية ليسوا حكرًا على الشعر العربي، بل هو أمر سائد بين كل الأشعار، وعندما أدرك العرب هذه الحقيقة في مطلع القرن العشرين عبر الاندماج مع الأمم الأخرى عبر الرحلات والبعثات العلمية وغيرها، أدركوا أن الشعر ليس حكرًا عليهم وحدهم، فسارعوا إلى ترجمة شعر الأمم الأخرى لمعرفة أدب الغير من جهة ولتطوير أدب الذات من جهة أخرى.

إن مجمل المواقف المتفقة على رفض ترجمة الشعر تنطلق من أن المترجم يجب أن يكون "أمينًا" في نقل النص بمعناه وبنيته دون إخلال أو تحريف، ويرون أن الأمانة لا تكون إلا بمطابقة الترجمة للنص، ولذلك فإنه من الصعب جدا بلوغ مثل هذه الترجمة في الشعر، كما أن الرأي الرافض لترجمة الشعر يقول باستحالة نقل جميع خصائص النص الأصلي من حيث اللغة والصياغة المقبولة في الثقافة المستقبلة وتقاليدها