رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن وطهران.. وسلاح الردع النووى.. فى ظل الحرب

تتباين المؤشرات الأولية بين واشنطن  من جهة وإيران  من جهة أخرى، سعيًا لإعلان، قد يثير جدلًا موسعًا مع حلف الناتو وأوروبا، وقد أعلنت الإدارة الأمريكية، أنها تعمل مع إيران وأنهما باتتا [قريبتين من التوصل] إلى تفاهم لإعادة إحياء الاتفاق النووي،برغم ضبابية هذا الإعلان.

ظلال الغزو الروسي الكبير في داخل العمق الأوكراني، أفرز  حمى أمريكية لحسم التفاهم (....) وإعادة جمع وحصر القضايا العالقة، التي أخرت عملية إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يحد من برنامج طهران للأسلحة النووية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، من طرف واحد.

المتحدث  باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس كشف عن مجموعة من الحقائق، وقال: "نحن قريبان من اتفاق محتمل لكننا لم نبلغه بعد" مضيفًا "نعتقد أنه بالإمكان تسوية القضايا التي يتصارع عليها إلى من الأطراف". 
يمكن فهم إشارات" برايس" عن الأطراف المعنية، تحديدًا روسيا وإسرائيل، برغم أن الإدارة الأمريكية، تكثف اتصالاته لتحييد الدور الروسي والإسرائيلي ضمن أسرار الاتفاق، في محاولة للضغط على روسيا وتزامن هذا الضغط مع الموقف العالمي ضد غزو بوتين لأوكرانيا. 

في ظل ذلك، شهدت  عملية  التفاهم مع إيران-أمريكا- جولات سرية مع تفاؤل حذر بشأن تفاهم حول الاتفاق النووي، وكان رئيس وكالة الطاقة الذرية في طهران، يقود جولات مكوكية، كشفت تفاصيلها  شبكة يورونيوز ، المدعومة من الاتحاد الأوروبي، ونقلت عن لقاء بين رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يلتقيان  في طهران، بعيدًا عن أجواء المفاوضات في فيينا.

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، أسبوعها الرابع، ما جعل قضية الاتفاق النووي مع إيران، في سلم اللعبة الأمريكية الغربية، في ذات الوقت الذي تجري فيه  الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محادثات مع المسئولين الإيرانيين في طهران، ضمن زيارة  فيها حمل للملفات مختلفة، وتأتي بموازاة الجهود التي تبذل في فيينا لإنقاذ الاتفاق الموقع في 2015.

ويفترض أن يسمح هذا الاتفاق، الأساس، الذي وقعته إيران مع ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بمنع إيران من امتلاك سلاح ذري تنفي طهران باستمرار السعي للحصول عليه، مع أن التصورات الحالية، جعلت اللاعب الرئيسي الولايات المتحدة، ضمن تفاهمات مع الناتو والحلفاء، والموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا.

 "غروسي"، ويعني  الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ألمح إبان زيارته الحساسة لإيران أن: "التوقيت حساس لكن يمكن تحقيق نتيجة إيجابية للجميع".

غروسي كان التقى  رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، في وقت قالت الأطراف  إن  الوكالة الدولية : "لن تتخلى أبدًا" عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود مواد نووية في مواقع غير معلنة على أراضيها، هي هنا تشكل ورقة ضغط  على إيران إن قالت، من جهتها إن: إنجاز تفاهم في مباحثات فيينا، لن يتحقق ما لم يتم إغلاق هذا الملف الذي تضعه في إطار "مزاعم سياسية"، على الرغم أن الإدارة الأمريكية، وضعت مخاوف العالم من حرب عالمية ثالثة، في وسط أوراق المفاوضات، في محاولة لمزيد من الإحراج لإيران.


عمليًا، وفي نطاق الرؤية الجيوسياسية، والأمنية، التي أثارتها روسيا بإعلان سلاح الردع النووي، ما أربك مفاوضات فيينا، فيما الهدف من  المفاوضات، التي تعقدت  جولاتها، في فيينا، تعيد الهدف من  إعادة واشنطن إلى الاتفاق المبرم في 2015 ودفع إيران إلى احترام تعهداتها مجددًا، وربما اتخاذ موقفها المغاير من الغزو الروسي لأوكرانيا.

قبل إعلان تفاصيل الاتفاق بين طهران واشنطن، هناك محددات أمنية جعلت الولايات المتحدة، التي انسحبت منه في 2018 في عهد  الرئيس دونالد ترامب وأعادت فرض العقوبات التي تخنق الاقتصاد الإيراني. وردًا على هذه الخطوة، تراجعت طهران تدريجيًا عن غالبية التزاماتها النووية، خصوصًا تخصيب اليورانيوم الى مستويات تفوق بشكل كبير السقف المحدد في الاتفاق، الذي يبدو أن متغيرات الحرب في أوكرانيا، قد خلقت اتفاقات مغايرة، ربما تحدث  المزيد من الأصداء الأمنية والعسكرية، برغم أن إيران تلوح بوجود نقاط خلافية كبيرة.. لكن واقع التحالف الغربي والناتو والولايات المتحدة، تحاول حسم الاتفاق في مرحلة حساسة من التاريخ.

 والحقيقة، تريد الإدارة الأمريكية والبنتاجون، معرفة ما مدى اقتراب إيران من القدرة على صنع سلاح نووي؟.. 
وهو السؤال الخطير، الذي يقرع الجرس في أي تحرك نووي روسي.
وبالطبع، مستقبل العالم وهو يرى نذر الكوارث تتتابع بطريقة دراماتيكية تثير الهلع.