رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: توسع روسيا في الشرق الأوسط وإفريقيا يمثل تهديدًا لحلف الناتو

حلف الناتو
حلف الناتو

كشف تقرير أمريكي، السبت، عن أن إيجاد روسيا موطئ قدم لها في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا يمثل تهديدًا لحلف شمال الأطلسي "ناتو".

 

وقالت وكالة "أسوشيتيد برس"، الأمريكية في تقرير اليوم، إن غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا يهيمن على اهتمام العالم، كما ينشغل بوتين أيضًا في تعزيز الوجود الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا وهو توسع يعتبره القادة العسكريون والمدنيون تهديدًا آخر، وإن كان أقل خطورة للأمن في دول الغرب.

 

واعتبرت الوكالة الأمريكية أن استراتيجية بوتين في الشرق الأوسط وإفريقيا كانت بسيطة وناجحة، فهو يسعى إلى إقامة تحالفات أمنية مع القادة والرؤساء الذين تم رفضهم أو إهمالهم من قبل الولايات المتحدة وأوروبا.

 

وفي سوريا، عرض وزير الدفاع الروسي الشهر الماضي إرسال قاذفات نووية وصواريخ تفوق سرعة الصوت فوق البحر الأبيض المتوسط، وهي جزء من شراكة أمنية حيث يهدد الكرملين الآن بإرسال مقاتلين سوريين إلى أوكرانيا.

 

وفي السودان، عقد المجلس السيادي الانتقالي تحالفًا اقتصاديًا جديدًا مع الكرملين، ما أعاد إحياء أحلام روسيا بإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، أما في مالي، تعد الحكومة الأخيرة من بين أكثر من 12 دولة إفريقية غنية بالموارد أقامت تحالفات أمنية مع المرتزقة المتحالفين مع الكرملين، وفقًا لمسئولين أمريكيين.

 

وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد فيليب إم بريدلوف لوكالة أسوشيتيد برس، إنه في السنوات الخمس الماضية أصبحت روسيا أكثر استكشافية وتلقي بقوتها العسكرية على نطاق أوسع وأبعد.

 

وقال بريدلوف، ثاني أعلى قائد عسكري في الناتو من عام 2013 حتى عام 2016، إن الخبراء ينظرون إلى أهدافه التوسعية في الشرق الأوسط وإفريقيا على أنها تهديد محتمل طويل المدى، وليس خطرًا حاليًا على أوروبا أو حلف الناتو.

 

وأكدت كريستينا كوش، الخبيرة الأمنية الأوروبية في مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني، أن النفوذ الذي تكتسبه روسيا يهدد الناتو من أسفل، فقد شعر الروس بأنهم محاصرون من قبل الناتو وهم يريدون الآن تطويق الناتو.

 

ولتحقيق أهدافها الاستراتيجية، توفر روسيا عسكريين تقليديين أو مرتزقة متحالفين مع الكرملين لحماية أنظمة هذه الدول، في المقابل، يدفع هؤلاء القادة لروسيا بعدة طرق سواء عن طريق المال أو الموارد الطبيعية او السماح بالتدخل في شئونهم، وتساعد هذه التحالفات في دفع طموحات بوتين لإعادة النفوذ الروسي إلى حدود الحرب الباردة القديمة.

 

كما أن شراكات روسيا الأمنية الجديدة تساعدها دبلوماسيًا، فعندما أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة غزو بوتين لأوكرانيا هذا الشهر، انضمت سوريا إلى روسيا في التصويت ضدها، وامتنعت العديد من الحكومات الإفريقية التي وقعت اتفاقيات أمنية مع المرتزقة الروس عن التصويت، وفق "أسوشيتيد برس".

 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الجمعة إن روسيا ستجلب مجندين من سوريا للقتال في أوكرانيا، وبحسب الوكالة نُظر إلى التهديد في المقام الأول على أنه أسلوب ترهيب فيما قال المسئولون الأمريكيون إنه لا توجد علامة على وجود مجندين سوريين في أوكرانيا لكن بعض الخبراء الأمنيين أكدوا استخدام المرتزقة الروس لدولة مالي كنقطة انطلاق للانتشار في أوكرانيا.

 

ووفق الوكالة الأمريكية يولي القادة الأمريكيون والأوروبيون اهتمامًا متزايدًا لتحركات بوتين في الشرق الأوسط وإفريقيا وتحالف روسيا المتزايد مع الصين حيث يضع خططًا لحماية الغرب من العدوان في المستقبل.

 

وربما كان أجرأ مثال على استعراض روسيا لنفوذها العالمي هو عندما أرسلت وزير الدفاع سيرجي شويغو الشهر الماضي إلى دمشق للإشراف على أكبر مناورات عسكرية روسية في البحر المتوسط ​​منذ الحرب الباردة.

 

وبدا أن التدريبات، التي شملت 15 سفينة حربية وحوالي 30 طائرة، مصممة لإظهار قدرة الجيش الروسي على تهديد مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية الضاربة في البحر الأبيض المتوسط.

 

ومن 2015 إلى 2021، زادت الأجهزة الأمنية من المرتزقة الروس في جميع أنحاء العالم سبعة أضعاف، مع عملياتها في 27 دولة اعتبارًا من العام الماضي، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وأبرزهم مجموعة فاغنر (Wagner Group).