رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل وعى من القوة الناعمة للقوات الجوية

أصبح للقوات الجوية المصرية قوة ناعمة تبث رسائل وعى متنوعة للمجتمع المصرى بين الحين والآخر، وهذه القوة الناعمة تتمثل فى تقديرى، وكما لمست منذ أيام، فى متحف القوات الجوية المصرية، من خلال فعاليات ينظمها فى مناسبات مختلفة بين الحين والآخر، وأتمنى، بل وأطالب بأن يتضاعف عددها، وأن يشارك فيها أكبر عدد ممكن من الشباب والنشء، فكل فعالية منها تتضمن رسائل مهمة ترفع درجة الوعى الوطنى لدى فئات عديدة من المجتمع، وهذه الرسائل من المهم أن يستوعبها الشباب والنشء، لأنها تعمق الشعور بالوطنية وبالانتماء للوطن، وتبرز دور القوات الجوية فى الدفاع عن أمن وأمان مصر.

فلقد عايشت منذ أيام يومًا مختلفًا عن أى يوم آخر مفعمًا بمشاعر الولاء تجاه الوطن، ومن يضحون بحياتهم من أجل أمان الوطن والمواطن، حيث رأيت فى هذا اليوم مبادرة نسجت تناغمًا رائعًا بين القوات الجوية المصرية والشرطة المصرية وبعض من أسر الشهداء الأبرار.

فقد نظم متحف القوات الجوية احتفالية بالذكرى الـ٧٠ لعيد الشرطة المصرية وهى احتفالية مبتكرة أقيمت تحت عنوان «مصر تستحق»، حيث استقبل المتحف وفدًا من رجال الشرطة ووزارة الداخلية وعددًا من أسر الشهداء الأبرار، وقادة سابقين وحاليين تقديرًا لدورهم الكبير فى الحفاظ على أمن الوطن والمواطن، ومشاركتهم فى الدفاع عنهم فى معركة مواجهة الإرهاب.

وكان فى استقبال الجميع اللواء أركان حرب مجدى دويدار، مدير متحف القوات الجوية، وعدد من المحاربين القدماء، فى مقدمتهم اللواء أركان حرب حسن راشد رئيس هيئة الأركان الأسبق بالقوات الجوية وقادة حاليون وبعض أعضاء مجلس النواب، كما شارك بعض ممثلى مؤسسات المجتمع المدنى وإعلاميون وشخصيات عامة.

وبدأت الاحتفالية بجولة داخل المتحف الفريد المفتوح، حيث تعرض نماذج من الطائرات التى شاركت فى الحروب دفاعًا عن بلدنا، وكما أكد لنا اللواء مجدى دويدار أن دورًا مهمًا يقوم به هذا المتحف فى رسالة وعى للأجيال الجديدة للتعرف على التاريخ الناصع للقوات الجوية على مدار تاريخها، وهو ما يقدمه المتحف لهم، ودور هذه القوات فى الحروب التى واجهتها مصر، وآخرها نصر حرب أكتوبر العظيم الذى أسهم فيه هذا السلاح بشكل كبير، ومن جانبه صرح أيضًا اللواء أحمد شاهين مدير إدارة الإعلام بالقوات الجوية بأن هذه الاحتفالية تأتى تقديرًا وامتنانًا لهيئة الشرطة المصرية على ما تقدمه للوطن من تضحيات عظيمة وجهد مخلص فى سبيل تحقيق أمن وأمان الوطن والمواطنين، مؤكدة دائمًا أن مصر تستحق. 

ثم تم تقديم فيلمين توثيقيين، الأول يستعرض تاريخ القوات الجوية منذ نشأتها وبعض البطولات التى قامت بها على مر تاريخها، أما الفيلم الثانى فيتناول بعض لقطات من تدريبات وبطولات رجال الشرطة المصرية، ثم استمعنا لكلمة بليغة ألقاها الداعية الدينى المعروف د. خالد الجندى، أكد فيها الارتباط بين الأمن والإيمان، وأشاد فيها بالدور المهم الذى يقوم به رجال الشرطة فى الدفاع عن أمن المواطنين والوطن. 

ثم جاءت لحظات تكريم استطاعت أن ترسم بسمة على وجوه أسر الشهداء الذين حضروا الاحتفالية لتسلم التكريم عن شهداء لهم ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن بلدنا فى معركة شرسة مع الإرهاب، حتى يعيش شعب مصر فى أمان واستقرار.

وحرصت أنا من جانبى على التقاط صور تذكارية معهم والتعبير عن اعتزازنا بهم، كما حرصت على أن أعبر لهم عن فخرى الكبير بوجودى مع أسر أبطال مصر الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.

إن التكريم والتقدير للشهداء كما رأيت هو بمثابة شهادة امتنان صادق منا بدورهم العظيم، وقد يمسح بعض دموع الحزن ولو قليلًا عن أسرهم، سواء الأمهات أو الأبناء أو الزوجات، وهذا أمر ضرورى أن يشعر أسر الشهداء بأن أفراد هذا الشعب يكنون لهم الامتنان والعرفان بدورهم دائمًا، وأن تعطيهم الدولة ما يستحقون من امتيازات فى الحياة وفى مختلف المجالات، لكى يتمكن أبناؤهم من مواصلة العيش الكريم، وأن يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس والجامعات، وأن يجدوا من الدولة الدعم لهم من خلال لجنة تختص ببحث وحل مشكلات أو عوائق قد تواجههم فى حياتهم بعد فقد الأب أو الابن أو الزوج فى سبيل الوطن.

كما تم تكريم عدد من قيادات الشرطة المصرية تقديرًا لجهودهم الكبيرة فى العطاء للوطن والسهر على الدفاع عن أمنه وأمانه. 

إن هذا اليوم الذى قضيته فى متحف القوات الجوية سيبقى فى ذاكرتى باعتباره يوم التناغم الوطنى بين رجال القوات الجوية ورجال الشرطة المصرية وأسر الشهداء، إلا أنه أيضًا سيبقى فى ذاكرة أسر شهدائنا دليلًا حيًا على الامتنان ببطولات شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم ليعيش شعب مصر فى أمان واستقرار.