رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري ميلاده الــ 122.. خورخي بوريس.. كفيف أبصر نور المكتبة

خورخي لويس بورخيس
خورخي لويس بورخيس

في سنوات شبابه قرأ "ألف ليلة وليلة" العربية فأغرم بها وتمني أن ينتج إبداعا مماثلا، كانت مكتبة والده خورخي جويلرمو هي المدرسة الأولي التي تعلم فيها خاصة وأن هذا الأب كان له ميول أدبية وتمني أن يصبح كاتبا لكنه لم يمض في هذا الطريق وعنه يقول:"حاول أن يصبح كاتبا ولكن محاولته فشلت. 

كتب مقاطع شعرية جيدة جدا"، من أهم مؤلفاته: "كتاب الرمل"، "الصانع"، "سداسيات بابل"، "مرآة الحبر"، صنعة الشعر"، "وسم السيف"، "تقرير برودي"، "النمر الآخر" ، إنه الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس والذي تحل اليوم الذكري الثانية والعشرين بعد المائة علي ميلاده، فهو مواليد عام 1899.

علي الرغم من أن أعمال خورخي لويس بورخيس كانت منتشرة في بلده الأرجنتين منذ عشرينيات القرن المنصرم، إلا أنه لم يحصل علي الشهرة العالمية إلا في ستينيات القرن العشرين، حينها قال: "بدأ الناس يأخذونني بجدية لذا توجب علي الارتقاء لذلك."لكنه في جميع الأحوال لم يأخذ أي أمر بجدية، وكان ذلك واضحا في كتبه التي تميزت بالرموز الغامضة كالمرايا والأقنعة والمتاهات استكشف من خلالها الواقع وإزدواجيته. كتابه "تاريخ عالمي للعار" والمنشور في العام 1935 .

أحد أول كتب "الواقعية السحرية"، وتضمن قصصا لجرائم حقيقية ولكنها متخيلة. أما كتابه "الأنقاض الدائرية" المنشور في عام 1940 يحكي قصة رجل يحاول ليلة بعد ليلة أن يصنع تفاصيل شخص آخر من دقات قلبه حتي خصلات شعره، حتي يكتشف أنه وهم أيضا من صنع شخص آخر. وفي قصيدته "بورخيس وأنا" 1960 يصف نفسه بشخصين يتشاركان الذوق والتجارب، أحدهما يجوب شوارع بيونس أيرس والآخر ينظم القصص والأشعار قائلا إنه لا يفهم بالتحديد من الذي كتبها.

عشق خورخي لويس بورخيس الكتب وعمل أمينا لمكتبات أرجنتينية كثيرة رغم ضعف بصره، عندما عين أمينا للمكتبة العامة 1955 كان قد فقد بصره تماما، فعلق علي هذه المصادفة الساخرة في أحد أعماله:"في تناقض ما ألم بي، يعطيني معا الظلام والكتب".

وفي لقاء إعلامي معه علي التلفزيون الأرجنتيني في مطلع فبراير ١٩٧٧ قال لمقدم البرنامج وكان قد فقد بصره : أما بالنسبة للرسالة، فليس لدي رسالة. بعض الأشياء ببساطة تخطر لي ثم أكتبها. وعن سياسة الأرجنتين في ذلك الوقت قال: لدينا الآن ساسة وليس سادة، وأنا لا أظن أننا مستعدون للديمقراطية بعد. ولكن أعتقد أن للحكومة نية حسنة، وهي تبذل جهدها، وكما قلت يديرها أشخاص محترمون لا زمرة من حثالة الأرض.

وحول مدي رضائه عن مسيرته الحياتية والإبداعية يقول "بورخيس" في نفس اللقاء: شخصيا لا تعجبني أعمالي وإن كنت أفضل عملية الإنتاج الإبداعي. لكني لا أستحق أن أوضع في فئة الكتاب أمثال كيبلينج أو فولتير أو برناردشو. وعن جائزة نوبل وإن كان سيرفض تسلمها كما فعل أكثر من مرة قال: لا، وأعتقد أنها لعبة ألعبها سنويا، كما تعلم كل عام يتم ترشيحي لجائزة نوبل وع ذلك يتبين لي أني سأحصل عليها العام المقبل، إنه نوع من هذه العادة لدي، أو نوع من عادات الإسكندنافيين، في الواقع يمكن أن يطلق علي لقب نرويجي العجوز بدلا من إعطائي جائزة نوبل، هذا جزء من الميثولوجيا الإسكندنافية.

ويسأل المحاور إن كان سيفقد احترامه للجنة جائزة نوبل لو حصل عليها فيرد "بورخيس": كنت لأعتقد أنه خطأ كريم جدا ولكنني سأقبله بطمع. وفي نفس البرنامج أعلن "بورخيس" أنه يعمل علي كتاب بمشاركة "ماريو كومارا"، عن سنوري سترلسون المؤرخ الأيسلندي، أنا أكتب بين الفينة والأخري بما أنه ليس لدي سيئ آخر للقيام به.