رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رابش» كلمة السب الأولى فى مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

Rubbish كلمة إنجليزية تعنى القمامة عربها المصريون وجعلوها من مفردات السباب، فحين يغضب شخص من غيره ينعته بهذه السبة ويقول ناس رابش، وهو تشبيه وضيع، وهذه المفردة لا تستخدم فى الحارة فقط بل يقولها أيضا ساكنو المناطق الراقية ويخصون بها من هم أدنى منهم فى المستوى الاجتماعي، ويظن بعض هؤلاء أنهم مخلوقون من طينة أخرى غير التي خلق منها البسطاء وملح الأرض، فإذا ما اختلف شخص من هذه الطبقة الغنية مع شخص من الطبقة المعدمة يقول فعلا ناس رابش، وبهذا لا يسبه هو بل يسب طبقته كلها، ولنتخيل رجلا يعمل مديرا عاما لإحدى الشركات الكبرى اختلف مع سائقه لأنه تأخر عليه بعض الوقت فيسبه ويلعن سنسفيل أهله وينعتهم بأنهم كالقمامة مستخدما تلك المفردة الأجنبية، Rubbish.
كما تقال هذه الكلمة أيضا داخل الطبقة الواحدة من الشريحة الأعلى للشريحة الأدنى، وهذه المفردة تدل بطبيعة الحال على الصراع الطبقي داخل المجتمع المصرى، والذى بدأ يتسع أكثر من ذى قبل رغم وجوده فى السابق ومن ينكر ذلك ويقول إن أجدادنا عاشوا فى الزمن الجميل الذى لم يميز بين طبقة وأخرى فهو واهم والأمثلة كثيرة ولا حصر لها، غير أن المقال لا يتسع لها الآن، واستخدمت هذه المفردة في العديد من الأعمال السينمائية كنوع من التأكيد على الفوارق المجتمعية.
جدير بالذكر أن هذه المفردة سيئة الذكر لا تستخدم إلا فى المدن، وهذا ليس معناه أن أهل القرى فى صعيد مصر أو فى الدلتا لا يقولون هذه المفردة من الأساس بل يقولونها ولكن بالعربية، وهى بين هلالين (زبالة) وهى كلمة متداولة لدرجة جعلتها تقال أحيانا من قبيل الهزار بين شخص وصاحبه وتقال أيضا من قبيل العشم على سبيل المثال، إذا طلب الصديق من صديقه طلبا ولم ينفذه له، فيقول على فكرة أنت طلعت رابش أو ما يعادلها فى العامية المصرية، فى النهاية لكل بلد فى العالم مفردات للسب هذه الكلمة واحدة منها.